Logo
لإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخوللإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخول
٢.٦K
لإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخول

رضا الاُم وسخطها

ان في رضاء الأم وسخطها آثار عجيبة رأيناها في زماننا هذا ـ القرن الرابع عشر ـ وآثارها بعضاً تتعلق بالدنيا ، وبعضاً تتعلق بالآخرة ، تتعلق بالفقر والغنى ، والتوفيق وعدمه ، وطول العمر و قصيره ، وبركة النسل وعدمه ، وسعة الصدر وضيقه ، وهكذا الأم تؤثّر في جميع مرافق الحياة من الخير والشّر ، والسعادة والشقاء ، الى ابعد الحدود ، والى ما شاء الله تعالى

.

 

١ ـ وحكي انّه كان في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شاب يسمى علقمة ، وكان كثير الاجتهاد في طاعة الله ، في الصلاة والصوم والصدقة ، فمرض واشتد مرضه ، فأرسلت امرأته الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان زوجي علقمة في النزع فأردت أن اعلمك يا رسول الله بحاله. فأرسل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمارا وصهيبا وبلالا ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم امضوا اليه ولقّنوه الشهادة ، فمضوا اليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزاع فجعلوا يلقنونه : لا اله الاّ الله. ولسانه لا ينطق بها فارسلوا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة. فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هل من ابويه أحد حي ؟. قيل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم كبير السنّ ، فأرسل اليها رسول الله صلى الله عليه منّي !. فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول : لا اله الاّ الله. فدخل بلال فقال : يا هؤلاء ان سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وان اضاها اطلق لسانه. ثم مات علقمة من يومه ، فحضره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأمر بغسله وكفنه ، ثم صلّى عليه ، وحضر دفنه ، ثم قام صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على شفير قبره ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا معشر المهاجرين والأنصار ، من فضّل زوجته على أمّه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ، لا يقيل الله منه صرفا ولا عدلا ، الاّ أن يتوب لله عزوجلّ ، ويحسن اليها ويطلب رضاها فرضى الله في رضاها ، وسخط الله في سخطها ... الى آخره ... ذرايع البيان ، الآفة الثامنة ص ١٨٦.

التعلیقات

اکتب التعلیق...

المضافة أخيراً

رضا الاُم وسخطها - شبكة رافـد للتنمية الثقافية