١٠ خطوات عملية لتحضير الأسرة لاستقبال شهر المحرم
دروس من واقعة الكربلاء
منذ 9 ساعاتهل تشعرين أن دخول شهر المحرم هو فرصة لا تعوَّض لتعزيز الروح الدينية وتقوية روابط الأسرة بقيم الإمام الحسين عليه السلام؟ إذا كنتِ تبحثين عن خطوات عملية وبسيطة تجعل أسرتك تعيش أجواء هذا الشهر العظيم بكل معانيه، فأنتِ في المكان الصحيح!
في هذا المقال ستجدين ١٠ خطوات فعّالة وسهلة التطبيق تساعدك على تحضير أسرتك لاستقبال المحرم
1. تقليل الفعاليات المرحة
قال الإمام الرضا عليه السلام: كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام. (1)
في شهر المحرم، من الحكمة أن نقلل من إقامة حفلات الفرح مثل أعياد الميلاد أو حفلات الزواج. هذه الخطوة تساعد الأسرة على الدخول في أجواء الحزن والتأمل التي تليق بهذا الشهر ، مما يجعل النفس أكثر تقبلاً لمواقف الحزن والتضحية التي يمثلها الإمام الحسين عليه السلام.
مثلاً، يمكن أن تُؤجّل حفلات عيد الميلاد إلى بعد انتهاء محرم وصفر ، بحيث تحافظ الأسرة على احترام حرمة هذا الشهر.
2. الابتعاد عن الموسيقى
الموسيقى السعيدة التي تعزف عادة في البيوت والمناسبات قد تصرف الذهن عن الجو الروحي الخاص بالمحرم. لذلك، من الأفضل تقليل الاستماع إلى هذه الموسيقى أو استبدالها بأناشيد حسينية.
مثال عملي: أثناء المحرم، نقوم بوضع تسجيلات للمدائح أو القصص الحسينية بدلاً من الأغاني التي تعبر عن الفرح والسرور، مما يعزز الشعور بالارتباط والاحترام لهذه الأيام.
وقد لاحظتُ أن طفلي الصغير عندما يسمع هذه الأناشيد يبدأ بالسؤال عن قصة الإمام الحسين وأصحابه عليهم السلام.
3. ارتداء الملابس السوداء
ارتداء الملابس السوداء خلال المحرم هو تعبير بسيط وواضح عن الحزن والتضامن مع أهل البيت عليهم السلام. هذا الفعل يُرسّخ في نفوس أفراد الأسرة معنى التضحية والوفاء، حتى للأطفال الذين يشعرون بالفخر عندما يرتدون هذه الملابس.
مثلاً، في البداية قد تظنين أن إقناع الأطفال بارتداء الأسود صعب، لكن يمكنك شراء ملابس تحمل رموزاً حسينية أو كلمات معبرة تجعلهم يشعرون بالانتماء.
عائلتي اعتادت أن نرتدي الأسود منذ اليوم الأول من المحرم، وحتى في المدرسة يلاحظ المعلمون هذا الالتزام، مما يجعل الأطفال يشعرون بأنهم جزء من مجتمع أكبر يحيي ذكرى الإمام الحسين عليه السلام.
4. المشاركة في مجالس العزاء
حضور مجالس العزاء في المسجد أو الحسينيات يفتح آفاقًا جديدة لفهم قصة الإمام الحسين عليه السلام وأهمية التضحية في الإسلام. مشاركة الأسرة في هذه المجالس تخلق حالة روحية تجمعهم على ذكر الله وعلى حب أهل البيت عليهم السلام.
مثال: نقوم بدعوة الجيران وأطفال الحي للمشاركة معنا في المجلس، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويجعل الأطفال يشعرون بأنهم جزء من حدث جماعي كبير.
بالإضافة إلى ذلك، مشاركة النساء في مجلس عزاء خاص بهن يسمح لهن بالتعبير عن مشاعر الحزن والارتباط بشكل أعمق، وهذا يحفز الأجيال الجديدة على الاهتمام بهذه الشعائر.
5. تشجيع الأطفال على حفظ الأشعار الحسينية والأدعية والزيارات
من الجميل أن نغرس في قلوب أطفالنا حبّ الإمام الحسين عليه السلام منذ نعومة أظفارهم، ولا أجمل من أن نبدأ معهم بحفظ زيارة عاشوراء في شهر محرّم، هذا الشهر الذي تنبض فيه الأرواح بالولاء والحزن النبيل. حفظ هذه الزيارة في سن مبكر يُسهم في بناء علاقة وجدانية عميقة بين الطفل ومبادئ الطف، كما يُرسّخ القيم الإيمانية مثل الشجاعة، الصبر، والوفاء في أعماق وجدانه. ومع التكرار اليومي، تتحول كلمات الزيارة إلى نورٍ يهدي قلبه، ويرسم له طريق المحبة لأهل البيت عليهم السلام مدى الحياة.
كما أنّ الأشعار والقصائد التي تتحدث عن واقعة كربلاء تساعد الأطفال على تذكر القيم والبطولات. حفظ بعض الأبيات أو القصائد يرسّخ في نفوسهم حب أهل البيت عليهم السلام ويقوّي علاقتهم الدينية.
كمثال عملي، في بيتنا، نخصص وقتًا يوميًا لتعليم الأطفال أبيات شعرية بسيطة عن الإمام الحسين عليه السلام، وبعدها نسمع منهم ما حفظوه بفخر وبهجة، مما يجعلهم يشعرون بالإنجاز ويزيد حماسهم.
يمكن أيضًا تنظيم مسابقات صغيرة بين الأطفال في الحي أو المدرسة لحفظ أشعار حسينية، مع تقديم جوائز رمزية، فتتحول هذه التجربة إلى ذكرى مميزة تجعلهم مرتبطين بالمحرم مدى الحياة.
6. مرافقة الأطفال في مراسم العزاء
مشاركة الأطفال في مراسم العزاء، خاصة في فعاليات مثل حمل المشاعل، تجعلهم يشعرون بوجودهم الفعلي في الحدث وتحفز لديهم روح الانتماء للحسينية. هذا النوع من المشاركة يعبّر عن الحزن، و هو فرصة ليتعلم الأطفال قيمة التضحية والصبر من خلال حضورهم وتجربتهم المباشرة.
على سبيل المثال، في منطقتنا، ينظم المسجد المحلي مسيرة مشاعل في ليالي المحرم، وأخذنا أطفالنا للمشاركة فيها. كانوا متحمسين لحمل المشاعل، وسألوا كثيرًا عن سبب هذا التقليد، ما فتح لنا بابًا لسرد قصة الإمام الحسين عليه السلام بطريقة مبسطة وملهمة.
هذه التجربة جعلت الأطفال يشعرون بالفخر وهم جزء من هذه الشعيرة، ولم يكونوا مجرد متفرجين، بل كانوا يساهمون في نشر روح المحبة والذكرى الحسينية بين الناس.
7. زيارة الحرم الشريف
زيارة الأضرحة المقدسة لأهل البيت خلال شهر المحرم تضيف بعدًا روحيًا عميقًا للأسرة. حضور مثل هذه الزيارات يعزز الشعور بالارتباط الروحي ويُشعر الجميع بأنهم في حضرة القداسة، مما يرفع معنوياتهم ويزيد من تقديرهم لفضائل أهل البيت عليهم السلام.
مثلاً، قمنا بزيارة حرم الإمام الحسين عليه السلام في بداية المحرم، وكان الجو هناك مؤثرًا للغاية، الأطفال لاحظوا الحزن الموجود في الوجوه والدموع التي تنهمر، وتعلموا أن هذا الحزن هو احترام عميق لقيمة التضحية.
8. قراءة قصص الإمام الحسين وأصحابه
قراءة قصص أهل البيت وسيرة الإمام الحسين مع الأسرة تخلق جوًا من التعلم والاقتناع الروحي. الكتب التي تتناول الأحداث بطريقة مبسطة وقصصية تجعل الأطفال والكبار على حد سواء يفهمون عمق المعاني والقيم التي يجب أن تُستلهم من كربلاء.
مثلاً، اخترنا كتابًا يحكي قصة كربلاء للأطفال بأسلوب قصصي بسيط، وقرأناه معهم في جلسات مسائية. هذا الأمر جعل الأطفال متشوقين لسماع المزيد، وأصبحوا يسألون عن كل شخصية وأحداث القصة، مما عمّق فهمهم واهتمامهم.
مثل هذه القراءة اليومية تعتبر غذاءً روحيًا يُرسّخ في ذهن الطفل معاني الوفاء والصبر والإيثار، ويجعل المحرم مناسبة تعليمية عاطفية لا تُنسى.
9. تشجيع المراهقين على المشاركة في قراءة النوحات في البيت
المراهقون هم مرحلة حساسة تحتاج إلى طرق خاصة لجذبهم إلى الفعاليات الدينية. تشجيعهم على قراءة النوحات في المنزل أو المشاركة في الساحات الحسينية مع العائلة يعزز لديهم شعور الانتماء ويقوّي الروح الدينية.
المشاركة في النوحات تساعد الشباب على التعبير عن مشاعرهم وتوطيد علاقتهم بالدين والعائلة، مما يجعلهم جزءًا فاعلًا في المجتمع الحسيني.
10. تجنب إرهاق الأطفال بحضور مجالس متعددة
رغم أهمية مشاركة الأطفال في مجالس العزاء، إلا أنه يجب الحذر من المبالغة في ذلك حتى لا يشعروا بالملل أو التعب، مما قد يؤثر سلبًا على مشاعرهم تجاه هذه الفعاليات. الحفاظ على توازن في عدد المناسبات يساعد الأطفال على الاحتفاظ بذكريات إيجابية ومشاعر عميقة عن المحرم.
هذا التوازن يحافظ على الحماس لدى الأطفال ويجعلهم يستمتعون بالمشاركة، ولا يعتبرون المحرم عبئًا أو مناسبة مملة، بل ذكرى جميلة ومميزة تبقى في ذاكرتهم.
هذه الخطوات الصغيرة جعلت منا أسرة أكثر قربًا، وأكثر حضورًا معنويًا في هذا الشهر العظيم.
وأنتِ؟ كيف تحضرين أسرتك للمحرم؟ هل لديكِ قصة أو طريقة خاصة تُحبّين مشاركتها؟ أخبريني في التعليقات!
الأسئلة الشائعة
س: لماذا يُشجع على اصطحاب الأطفال إلى مراسم حمل المشاعل في المحرم؟
ج: لأن مشاركة الأطفال في حمل المشاعل تجعلهم يشعرون بأنهم جزء من الحدث وتُعلمهم قيم التضحية والصبر بطريقة عملية وملموسة.
س: كيف تساعد قراءة كتب سيرة الإمام الحسين الأطفال على فهم المحرم؟
ج: القراءة بأسلوب قصصي مبسط تُغذي الأطفال روحيًا وتُرسّخ فيهم معاني الصبر والوفاء والإيثار المرتبطة بكربلاء، وتجعل المحرم مناسبة تعليمية وعاطفية.
س: لماذا من المهم تشجيع المراهقين على قراءة النوحات والمشاركة في الساحات الحسينية؟
ج: لأن ذلك يعزز شعورهم بالانتماء ويقوي الروح الدينية لديهم، ويجعلهم فاعلين ومعبّرين عن حبهم للحسين بطريقة مناسبة لأعمارهم.
س: ما السبب في ضرورة تجنب إرهاق الأطفال بحضور مجالس عزاء متعددة؟
ج: لأن المبالغة في حضور المجالس قد تجعل الأطفال يشعرون بالملل أو التعب، مما قد يؤثر سلبًا على مشاعرهم تجاه المحرم، لذا يجب الحفاظ على توازن لتبقى الذكريات إيجابية.
1. بحار الأنوار للعلامة المجلسي / المجلد : ٤٤ / الصفحة ٢٨٤.
التعلیقات