Logo
لإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخوللإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخول
٨١.٩K
لإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخول

ما هي الأدلّة على صحّة ما قيل عن مقتل الزهراء عليها السلام ؟

السؤال :

كيف حصل مقتل الزهراء عليها السلام ؟ وما هي الأدلّة على صحّة ما قيل عن مقتلها وخصوصاً عند إخواننا أهل السنّة والجماعة ، ولا بأس في الأدلّة التي تخصّ الشيعة ، فالمهمّ عندي الأدلّة من أخواننا أهل السنّة ؟

الجواب :

نحن نحيلك إلى التاريخ ومطالعة حياتها ، وبين يديك جميع المصادر والكتب والسجلّات بأجمعها ، افحص وفتّش عن مجموع أيّامها قبل زواجها ، وفي مدّة عيشها في بيت زوجها. سيّدة كانت في غُرّة أيّام الشباب وغضارتها ، وزهرة مستقبل الحياة ونضارتها ، لم يتجاوز من عمرها الشريف عقدان من الزمن ، هل اعتلت أو ابتليت ؟ هل اشتكت من ألم أو اشتكت من سقم ؟ هل كانت مريضة أم كانت عليلة ؟ هل كانت في تلك الأيّام سكتات قلبيّة أو أمراض خبيثة ؟ هل دهمتها عوارض طبيعيّة ؟ فما كانت علّة وفاتها وغروب شمس حقيقتها وأفول بدر وجنتها ؟ وما هو السبب في موتها ؟ فإن لم تجد شيئاً سأل زوجها وابن عمّها القريب إليها واسمع بما يجيبك عنها ، وهو يخاطب أباها بعد دفنها ومفارقتها ، وهو العليم الخبير بما جرى عليها وما آذاها ، والصادق في ما يقول عنها ، ولا يبالغ في ما يدعي لها وعليها ، يقول عليه السلام :

وَسَتُنَبِّئُكَ ابْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا ، فَأَحْفِهَا السُّؤَالَ ، وَاسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ ؛ هذَا وَلَمْ يَطُلِ الْعَهْدُ ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْكَ الذِّكْرُ (1).

نعم ، تضافر الاُمّة على ظلمها ، ولا يعني غصب الخلافة فإنّه ظلم لزوجها وليس مباشرة لها.

وإن كنت في شكّ من هذا فاسأل البعيد عنها والموالي لأعدائها ، والمنحاز إلى الغاصبين لحقّها ، والقابل التابع للغاصب لحقّها وخلافة أبيها ، وهو من أكابر أعلام المخالفين لها ولزوجها :

يقول ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة في قصّة خروج زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى المدينة ومتابعة الكفّار لطلبها ، فأدركها هبار بن الأسود فروّعها وكانت حاملاً فطرحت ما في بطنها ، فلذلك أباح رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم فتح مكّة دم هبار. يقول ابن أبي الحديد قرأت هذا الخبر على النقيب أبو جعفر ، فقال :

إذا كان رسول الله صلّى الله عليه وآله أباح دم هبّار بن الأسود لأنّه روّع زينب فألقتْ ذا بطنها ، فظهر الحال أنه لو كان حيّاً لأباح دم مَنْ رَوّع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها. فقلت : أروي عنك ما يقوله قومٌ أنّ فاطمة روِّعت فألقت المحسن ، فقال : لا تروِه عَنّي ولا تَرْوِ عَنّي بطلانه. (2)

يا سبحان الله ! جرى الحق على لسانه ومنعه شيطانه عن نشره وروايته ، أو خاف واتّقى من سلطان وقته وزمانه ، ومن مشاغبي أفراد نحلته واتباعه ، فالله أعلم به وهو يحاسبه في يوم لقائه.

ثمّ دع هذا وأخبرني عن دفنها وعرفني قبرها ، وشخّص لي مدفنها كريمة وحيدة باقية لسيّد الرسل طه ، ومنها انتشرت ذريّته وهي أمّ أبيها ، وكم أوصى بها.

وهي التي قال صلّى الله عليه وآله : إنَّ الله يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضى لِرِضاكِ (3).

وقال صلّى الله عليه وآله فيها : فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني (4).

والله يقول في كتابه : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (5).

توفّت وهي غضبى عليهما كما ذكره البخاري في صحيحه (6).

أوضح لي لماذا دفنت سرّاً ؟ لماذا دفنت ليلاً ؟ لماذا لم يحضرا ليشيّعها ؟ فلماذا أُخفي حتّى قبرها عنهما ؟ تلك آيات لاُولى النهى ، وتذكرة وتبصرة لم تذكر أو يخشى ، وقطع لعذر واعتذار لكلّ متجاهل أعمى أو من تعامى ، والله بالمرصاد لمن أنكر شهادتها أو شكّك فيها ، فزاد عليهما في ظلمهما وآذاها .

الهوامش

1. نهج البلاغة « للسيد الرضي » / الصفحة : 320 / الناشر : مركز البحوث الإسلاميّة / الطبعة : 1.

2. شرح نهج البلاغة « لابن أبي الحديد » / المجلّد : 14 / الصفحة : 192 ـ 193 / الناشر : مؤسسة إسماعيليان للطباعة والنشر / الطبعة : 2.

3. المستدرك على الصحيحين « للحاكم النيسابوري » / المجلّد : 4 / الصفحة : 137 / الناشر : دار المعرفة.

راجع :

المعجم الكبير « للطبراني » / المجلّد : 1 / الصفحة : 108 / الناشر : دار إحياء التراث العربي / الطبعة : 2.

اسد الغابة « لابن أثير » / المجلّد : 6 / الصفحة : 224 / الناشر : دار الفكر / الطبعة : 1.

الإصابة « لابن حجر العسقلاني » / المجلّد : 8 / الصفحة : 265 / الناشر : دار الكتب العلميّة / الطبعة : 1.

4. السنن الكبرى « لاحمد بن الحسين البيهقي » / المجلّد : 10 / الصفحة : 201 ـ 202 / الناشر : دار الفكر.

راجع :

صحيح مسلم / المجلّد : 4 / الصفحة : 252 ـ 253 / الناشر : دار الخير / الطبعة : 1.

شرح نهج البلاغة « لابن أبي الحديد » / المجلّد : 16 / الصفحة : 273 / الناشر : مؤسسة إسماعيليان للطباعة والنشر / الطبعة : 2.

المجموع « للنووي » / المجلّد : 20 / الصفحة : 244 / الناشر : دار الفكر.

5. الأحزاب : 57.

6. صحيح البخاري / المجلّد : 4 / الصفحة : 42 / الناشر : دار الفكر / الطبعة : 2.

 

التعلیقات

اکتب التعلیق...

المضافة أخيراً

ما هي الأدلّة على صحّة ما قيل عن مقتل الزهراء عليها السلام ؟ - شبكة رافـد للتنمية الثقافية