لماذا الله أمر الرجل الذي لا يستطيع الزواج بالعفاف ،ولا بالمتعة ؟
السيّد جعفر علم الهدى
2024 Oct 8السؤال :
لماذا الله تبارك وتعالى قال : ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ) ولم يقل ، « وليستمتع » ؟ لماذا الله أمر الرجل الذي لا يستطيع الزواج بالعفاف ، ولا بالمتعة ؟
الجواب :
أوّلاً : الآية الشريفة ناظرة إلى الغالب ، حيث انّ الرجال يريدون غالباً النكاح الدائم ، فإذا لم يتمكّنوا من ذلك أمرهم الله بأن يستعففوا إلى أن يتهيّأ لهم مقدّمات النكاح الدائم.
أمّا المتعة فلم يكونوا يريدونها ، حيث انّ الشاب في أوّل شبابه يريد أن يكوّن لنفسه عائلة ويصير زوجاً وأباً مربّياً وقيّماً.
ثانياً : من الذي قال بأن المراد من النكاح في الآية الشريفة هو النكاح الدائم ؟ بل الآية تخاطب من لم يتمكّن من الزواج لا متعة ولا نكاحاً ، فعليه ان يستعفف ولا يقع في الزنا والفساد.
وليس عدم التمكّن في الزواج منحصراً في عدم المال ، فقد يكون لشخص أموال طائلة ، لكنّه لا يتمكّن لا من الزواج الدائم ولا من المتعة لأسباب طارئة ، كما لو لم يجد زوجة تناسبه أو لم يجد امرأة تقبل زواج المتعة.
ويدلّ على ذلك انّ الآية السابقة تأمر بالنكاح حتّى مع الفقر ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) [ النور : 32 ].
وعن النبي صلّى الله عليه وآله : من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء ظنّه بالله عزّ وجلّ.
انّ الله عزّوجلّ يقول : ( إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ).
بل في الحديث شكى رجل الى النبي صلّى الله عليه وآله الحاجة ، فقال : تزوّج فوسّع عليه.
وعليه ، فالمراد من قوله لا يجدون نكاحاً أي لا يتمكّنون من النكاح لا دواماً ولا متعة فليستعففوا ، وقد وردت في الروايات ان يصوم ، فإن الصوم يمنع من تهييج الشهوة والوقوع في الفساد.
وعلى كّل حال فزواج المتعة زواج شرعي بنصّ القرآن الكريم : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ) [ النساء : 24 ] ، فانّ المفسّرين من السنّة والشيعة متّفقون على أنّها نزلت في حلية المتعة ، بل في الدرّ المنثور عن ابن عبّاس انّها نزلت هكذا « فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ إلى أجل مسمّى فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ».
وقد ورد روايات كثيرة وفيها تصريح أعاظم الصحابة مثل جابر بن عبد الله الأنصاري أنّهم كانوا يتمتّعون على عهد رسول الله وخلافة أبي بكر ، إلى أن منع عنها عمر بن الخطاب.
التعلیقات