محورية المودة في لزوم الطاعة
الشيخ محمد السند
منذ يوملغة الشوق والحنين
هذه الفريضة من فرائض أعمال القلب، وهي إحدى الغايات في دعاء الندبة، وهي الحنين والشوق وغليانه في القلب، « فَأَغِثْ يَا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَأَرِهِ سَيِّدَهُ يَا شَدِيدَ الْقُوَى، وَأَزِلْ عَنْهُ بِهِ الْأَسَى وَالْجَوَى، وَبَرِّدْ غَلِيلَهُ يَا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى.... » (1).
يعني من الفرائض العظيمة هو أن يشتعل القلب شوقا إلى صاحب العصر والزمان عجل الله تعالی فرجه شریف، أما إذا كان القلب باردا فهو في قصور وتقصير، وإذا كان الأمر كذلك، ما هو السبيل إلى زيادة هذا الشوق حتى يصل مرحلة الاشتعال في القلب؟
من أهم الأمور التي توجد الشوق والحنين العالي هو البكاء، متى ما وصل المؤمن إلى هذا الأدب وإلى هذه الدرجة من العلاقة فإنه سيشتعل قلبه.
فلسفة البكاء وثماره العظيمة هو اشتعال الحب والشوق للمحبوب، صحيح أن البكاء ناشئ من الحب إبتداء وليس العكس، ولكن إدمان البكاء هو ترسيخ وتجذير لهذا الحب، بدليل الفوائد العظيمة للبكاء على سید الشهداء وآثاره الماثلة أمامنا.
من الأسرار العظيمة في دعاء الندبة هي تحبيب لغة البكاء، « فَعَلَى الْأَطائِبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ إِيَّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النَّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ الدُّمُوعُ، وَلْيَصْرُخِ الصَّارِخُونَ، وَيَضِجَّ الضَّاجُّونَ، وَيَعِجَّ الْعاجُّونَ» (2).
لغة الحب ولغة البكاء لغة واحدة، وإنصافا بعد تحليل علمي سيتضح أن البكاء هو منشأ الحب والعشق والهيام.
المودة هي فريضة قلبية قبل أن تكون بدنية وهي فريضة عظيمة، ودعاء الندبة يستعرض لنا اليات أداء هذه الفريضة حتى لا نقصر أو نفرط فيها، لأن فلسفة الحب للأصفياء من آل محمد صلی الله عليه و آله هو تکامل مستمر، وكلما اشتد الحب زاد الكمال أكثر، وهذا يدل على أن حقيقة البكاء وفلسفته شيء عظيم.
أثر الحب والتعلق بأهل البيت
من يشكل على شدة التعلق بأهل البيت علیهم السلام، وبالخصوص بصاحب العصر والزمان عجل الله تعالی فرجه شریف، وأن الأفراط يؤدي إلى الغلو قد اخطأ الطريق، فيذهب بالنتيجة إلى التفريط، وبالتالي الجفاء لآل البيت علیهم السلام، في حين أن القرآن الكريم يصدح بأية المودة: ﴿ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ (3)، وقد روي أن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي صلی الله علیه و آله فقال: يا رسول ما استطيع فراقك، وإني لأدخل منزلي فأذكرك فأترك ضيعتي، وأقبل حتى أنظر إليك حبا لك، فذكرت إذا كان يوم القيامة وأدخلت الجنة، فرفعت في أعلى عليين، فكيف لي بك يا نبي الله؟ فنزل قوله تعالى: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا ﴾ (4)، فدعى النبي صلی الله علیه و آله الرجل فقرأها عليه وبشره بذلك (5).
فهل هذا الرجل هو مبتدع أو مغالي؟ وهل اتهمه رسول الله صلی الله علیه و آله بذلك؟ أم أن الله سبحانه وتعالى أنزل وحية يبشر هذا المتيم بحب النبي صلی الله علیه و آله، وهو خائف وجل إذا رفع النبي صلی الله علیه و آله يوم القيامة إلى أعلى عليين كيف يراه بعد ذلك؟.
« واجعل قلبي بحبك متيما » هذه المعاني الروحية العظيمة في دعاء «کمیل» ، والتي تتصاعد بالعبد في درجة الحب والشوق إلى مرحلة المتيم هي أعلى درجات العشق والهيام، وهو معنى «القصد إلى الله بالقلوب أبلغ من القصد بالأبدان». فأين نحن من هذا الحب والعشق لصاحب العصر والزمان عجل الله تعالی فرجه شریف؟ من نتائج الحب هو الطاعة للمحبوب، وهو أحد المقامات العظيمة لفلسفة الحب والعشق.
دعاء الندبة يسعى في هذا المضمار، وهو زيادة العشق والمحبة الصاحب العصر والزمان عجل الله تعالی فرجه شریف، وهذا يعني أن التململ والتلكؤ في الطاعة بسبب ضعف المحبة،: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ (6) يعني علامة صدق المحبة الأتباع.
إذن المحبة ليست تصنُّع أو تكلُّف، بل هي بناء قويم لكمال الطاعة وهي الدين، وهذا يدل على عظمة بيان أهل البيت علیهم السلام في أن حركة القلب إلى الله أعظم من حركة الأبدان، لأن الحب الذي هو حركة قلبيا يجعلك مطيعا للمحبوب ولا تحدث نفسك بالمخالفة أبدا، خصوصا إذا اشتد الحب وارتفعت درجته.
القصد بالقلوب أبلغ
العبادة القلبية التي يشير إليها دعاء الندبة هي في الحقيقة بند و محور في كل الأدعية والزيارات، وهي تنبيه على أن العبادة القلبية هي أعظم من العبادة البدنية كما ورد عن أهل البيت علیهم السلام، وهذه الإشارة لا تعني التفريط بالعبادة البدنية، بل تبقى هي مقدمة، وفيما بعد تأتي العبادة القلبية.
والغاية من العبادة القلبية هي الوصول إلى هذا المقام: « وإجعل قلبي بحبك متيما » يعني أن يصل إلى درجة من العشق والوله، وهي أعلى ما يمكن أن يصل إليه المؤمن.
هذه الحالة إن لم يوجدها المؤمن في روحه وقلبه سيبقى في صحراء قاحلة لا روح فيها ولا معنى، فالدعاء ليس فقط لقضاء الحوائج سواء كانت دنيوية أو أخروية، بل الغاية الأعظم أن يكون العبد متيما بعشق الله : « وهبني صبرت على حر نارك.. فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك..» هذا الشوق واشتعال القلب بحب الله متى وجد في أنفسنا أوجد طاقة من العبادة والأيمان والكمال بدرجة أعظم مما يمكن تصوره.
والإمام الحسين علیه السلام في كربلاء أشار إلى هذه المسألة في إحدى خطبه بأصحابه: «...وما أولهني إلى أسلافي اشتیاق يعقوب إلى يوسف..» (7) فالوله هي الغاية التي يبلغها الإنسان في عشقه للمعشوق، وأي إيمان أعظم من هذا؟ فقلب غير واله ناقص الأيمان والكمال!
لذلك ترى أهل البيت عليهم الصلاة والسلام يتعاملون مع الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه شریف بهذا النوع من العشق في ندبتهم له.
فأمير المؤمنین علیه السلام، ورد عنه انه كلما ضاقت نفسه بالهموم ذکر ولده المهدي، والإمام الصادق علیه السلام كان كثير البكاء والنحيب في ذكره له، وكانت ندبته له تقطع القلب لشدة الوجد الذي يظهره، ونفس الأمر ورد عن الرضا علیه السلام.
التعلق بالحجة بن الحسن علیه السلام يجب أن يكون بهذه الشاكلة، وعلينا أن نتعلم من أئمة أهل البيت علیهم السلام كيفية التعامل مع المهدي علیه السلام، والتعلق به وندبته وذكره بما يستحق من العشق والوله به، وهذا لن يكون بدون التوجه القلبي من خلال الدعاء والزيارة، وليست مجرد قراءة فارغة جوفاء لا تبتعد عن لقلقة اللسان.
فالندبة سنة نبوية دأب عليها أهل البيت علیهم السلام، والندب هو تلهف وشوق لهذا المنقذ المصلح.
الحب والحنين خروج من الظلم
دعاء الندبة لا يختص فقط بطلب الحاجة، بل هو متضمن لماهيات عبادية عديدة، فهو نجوى وملاطفة في الدعاء، وهو تحبّب وتعاطف وحنين، كل هذه أفعال عبادية مكانها القلب والروح.
وفي الرواية أن حنين المؤمن لرسول الله صلی الله علیه و آله يخرجه من دائرة الظلم لنفسه، فقد روي أن رسول الله صلی الله علیه و آله كان يخطب بالمدينة إلى جذع نخلة في صحن مسجدها، فقال له بعض أصحابه: یا رسول الله إن الناس قد كثروا، وإنهم يحبّون النظر إليك إذا خطبت، فلو أذنت في أن نعمل لك منبراً، له مراق ترقاها فيراك الناس إذا خطبت، فأذن في ذلك.
فلما كان يوم الجمعة مر بالجذع فتجاوزه إلى المنبر فصعده، فلما استوی عليه حن إليه ذلك الجذع حنين الثكلى، وأنّ أنين الحبلی، فارتفع بكاء الناس وحنينهم وأنينهم، وارتفع حنين الجذع وأنينه في حنين الناس وأنينهم ارتفاعاً بيناً.
فلما رأى رسول الله صلی الله علیه و آله ذلك نزل عن المنبر وأتى الجذع فاحتضنه ومسح عليه بيده وقال: اسکن، فما تجاوزك رسول الله تهاونا بك، ولا استخفافا بحرمتك، ولكن ليتم لعباد الله مصلحتهم، ولك جلالك وفضلك إذ كنت مستند محمد رسول الله، فهدأ حنينه وأنينه، وعاد رسول صلی الله علیه و آله إلى منبره، ثم قال: معاشر المسلمين هذا الجذع يحن إلى رسول رب العالمين، ويحزن لبعده عنه، وفي عباد الله - الظالمين أنفسهم - من لا يبالي قرب من رسول الله أو بعد، ولولا أني ما احتضنت هذا الجذع، ومسحت يدي عليه ما هدأ حنينه (وأنينه) إلى يوم القيامة، وإن من عباد الله وإمائه لمن يحن إلى محمد رسول الله وإلى علي وليّ الله كحنين هذا الجذع، وحسب المؤمن أن يكون قلبه على موالاة محمد وعلي وآلهما الطيبين (الطاهرين) منطوياً ... » (8).
وبيان سيّد الأنبياء صلی الله علیه و آله واضح في هذه الرواية وأن من لا يحنُّ لرسول الله صلی الله علیه و آله ظالم لنفسه!، وكذلك الحنين لأمير المؤمنين والأئمة من بعده علیهم السلام، فحق الإنسان على نفسه أن يوجد في قلبه الحنين لسيد الأنبياء وآله الطاهرين، وهذه العبادة القلبية العظيمة هي ركن مهم وأصل في العبادة لله سبحانه وتعالى، وهي من الفرائض المسلمة والمتواترة عند الفريقين، وإلا سيكون محروماً من فيوضات الرحمة الإلهية.
من طرق بابا أوشك أن يفتح
لو قيل: إننا لا نستطيع الوصول إلى هذه الدرجة من اشتعال القلب بالعشق والحنين أو إلى الدرجة التي عبر عنها الإمام الحسين علیه السلام إنه « يشتاق إلى أسلافه اشتیاق يعقوب إلى يوسف »، أو هذا الحنين والأنين الذي تحدث عنه رسول الله صلی الله علیه و آله، فكيف يمكن أن يقال إن هذا الحب فريضة، وهو بهذه الدرجة من الصعوبة؟
وقد ورد في حديث الفضيل بن يسار، وهو أحد أصحاب الإمام الصادق علیه السلام، أنه سأل الإمام: « هل الحب من الإيمان؟ »، فقال له علیه السلام: « وهل الإيمان إلا الحب؟! ».
بل إن الله سبحانه وتعالى جعل اجر الرسالة هو حب محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام: ﴿ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ (9).
وكيف يصل المؤمن إلى هذا المقام بأن يكون قلبه متيّماً بحب صاحب الزمان عجل الله تعالی فرجه شریف، وهو يقرأ دعاء الندبة: « هَلْ مِنْ مُعِينٍ فَأُطِيلَ مَعَهُ الْعَوِيلَ وَالْبُكاءَ ؟ هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَأُساعِدَ جَزَعَهُ إِذا خَلا ؟ هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْنِي عَلَى الْقَذَى ».
أو: « فَعَلَى الْأَطائِبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ إِيَّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النَّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ الدُّمُوعُ، وَلْيَصْرُخِ الصَّارِخُونَ، وَيَضِجَّ الضَّاجُّونَ، وَيَعِجَّ الْعاجُّونَ» (10)، وفي الحقيقة أنه عند البعض مجرد لقلقة لسان لا تترك أثرا يذكر من العشق والهيام؟!
سر البكاء نجوى ووصال روحي، وهو بوابة لما هو أعظم من الحب والحنين، فهل هذا المقام هو فعلا خارج عن قدرتنا؟.
يجب أن نعرف أولاً: أن هناك الكثير من الواجبات المفروضة لا تتحقق في الإنسان بين ليلة وضحاها، ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾ (11)، بل هي تحتاج إلى جهد ومثابرة، حتى يصل الإنسان إلى درجة تحقيق ذلك الواجب وتلك الفريضة في نفسه، مثلا الاجتهاد في مسائل الدين صحيح أنه كفائي، لكن من يريد أن يصل إلى مقام الفقاهة والاجتهاد عليه أن يبذل جهدا حتى يصل إلى هذا المقام.
وأمثلة أخرى من واقع الحياة أيضا تحتاج إلى جهد لمن يريد أن يتخصص بأي مجال من المجالات العلمية، فهي لا تأتي بسهولة بل الدراسة لسنوات حتى يصل إلى ما يريد.
هكذا المسألة هنا، فمن طرق بابا أوشك أن يفتح.
ومن يريد أن يصل إلى مقام العشق والوله عليه أن يتذكر قوله تعالى: ﴿ أَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴾ (12)، إذن التكليف ليس بالضرورة أن يكون دفعة واحدة، بل المطلوب هو التدرج والحساب مع النفس والمراقبة لها كل يوم حتى يصل إلى الإنسان إلى مبتغاه، صحيح أننا مطالبون أن نصل بقلوبنا إلى درجة اشتياق يعقوب ليوسف: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ (13)، ولكن هي ليست فريضة دفعية لأن الله سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها.
يبقى على الإنسان أن يهيئ المقدمات الضرورية ويبادر إليها لتحصیل تلك الفريضة المقدسة، لأنه بدون تلك المقدمات سيحاسب على التفريط، وعلى الظلم الذي ألحقه بنفسه، ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ (14).
الهوامش
1. مقطع من دعاء الندبة.
2. مقطع من دعاء الندبة .
3. سورة الشورى، الآية 23.
4. سورة النساء، الآية 69.
5. المجلسي، بحار الأنوار، ج 71، ص14.
6. سورة آل عمران، الآية 31.
7. السيد بن طاووس، اللهوف في قتلي الطفوف، ص126.
8. المجلسي، بحار الانوار، ج17، ص329.
9. سورة الشورى، الآية 23.
10. مقطع من دعاء الندبة.
11. سورة الانشقاق، الآية 6.
12. سورة النجم، الآية 39.
13. سورة يوسف، الآية 111.
14. سورة التوبة، الآية 46.
مقتبس من كتاب المشروع السياسي للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه شريف للشيخ محمد السند / الصفحة : 111 ـ 121.









التعلیقات