Logo
لإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخوللإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخول
٢.١K
لإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخول

في الإستدلال على صحّة الرجعة وإمكانها ووقوعها

الرجعة

منذ 12 سنة

في الإستدلال على صحّة الرجعة وإمكانها ووقوعها

إعلم أنّ الرجعة هنا هي الحياة بعد الموت قبل القيامة ، وهو الذي يتبادر من معناها ، وصرّح به العلماء هنا كما يأتي ، ويفهم من مواقع استعمالها ، ووقع التصريح به في أحاديثها ، كما تطّلع عليه فيما بعد ، وقد صرّح بذلك أيضاً علماء اللغة ، قال الجوهري في « الصحاح » : وفلان يؤمن بالرجعة أي بالرجوع إلى الدنيا بعد الموت (١).

وقال أيضاً : الكرّ : الرجوع ، يقال : كرّه وكرّ بنفسه يتعدّى ولا يتعدّى (٢). انتهى.

وقال صاحب « القاموس » أيضاً : ويؤمن (٣) بالرجعة أي بالرجوع إلى الدنيا بعد الموت (٤) ، انتهى.

فعلم أنّ هذا معناها الحقيقي (٥) ، فلا يجوز العدول عنه في موضع لا قرينة فيه ، والذي يدلّ على صحّتها وجوه اثنا عشر :

الأوّل : الدليل الذي استدلّوا به على صحّة المعاد بأنّه ممكن وقد أخبر الصادق

__________________

١ ـ الصحاح ٣ : ١٢١٦ ـ رجع.

٢ ـ الصحاح ٢ : ٨٠٥ ـ كرر.

٣ ـ ( ويؤمن ) لم يرد في « ح ، ك ».

٤ ـ القاموس المحيط ٣ : ٣٦ ـ رجع.

٥ ـ في « ك » : التحقيقي.

٧٢

به ، فيكون حقّاً.

أمّا الاُولى فظاهرة ، فإنّ ذلك قد وقع مراراً كثيرة ، والوقوع دليل الإمكان.

وأمّا الثانية فمتواترة ، ويأتي تحقيق الوقوع والإخبار المشار إليه (١) إن شاء الله تعالى ، وإنّه قد حصلت الحياة بعد الموت لجماعة من الرعية ومن الأنبياء (٢) والأوصياء أيضاً ، بل استقامة هذا الدليل في إثبات الرجعة أوضح من استقامته في إثبات المعاد; لأنّ أمر المعاد أعظم ، وأحواله أعجب وأغرب ، ولم يقع مثله قطّ ، بخلاف الرجعة ، وفي الكتاب والسنّة إشارات إلى هذا الدليل (٣) ، وردّ عظيم على من ينكر إحياء الموتى ، واعلم أنّ هذا الدليل شامل للأدلّة الآتية أو أكثرها ، فهو كالإجمال وما بعده كالتفصيل.

الثاني : الآيات الكثيرة القرآنية الدالّة على ذلك إمّا نصّاً صريحاً ، أو بمعونة الأحاديث المعتمدة (٤) الواردة في تفسيرها ، ويأتي جملة منها إن شاء الله تعالى.

الثالث : الأحاديث الكثيرة المتواترة عن النبي والأئمّة عليهم‌السلام المرويّة في الكتب المعتمدة التي هي صريحة أكثرها لا مجال إلى تأويله بوجه ، فلا معنى لتأويل الباقي ، ولو جاز ذلك لجاز تأويل الأحاديث كلّها ، حتّى النصوص على الأئمّة عليهم‌السلام ، فإنّ أكثرها قابل للتأويل ، لكن ذلك لا يجوز للنصّ والإجماع على وجوب الحمل على الحقيقة ، وعدم جواز العدول عن الظاهر ما دام ممكناً.

وإذا تأمّلت أحاديث الرجعة وجدتها لا تقصر عن أحاديث النصّ على واحد من الأئمّة عليهم‌السلام كالرضا عليه‌السلام مثلاً ، وإن شئت فقابل بين النصوص الموجودة في

__________________

١ ـ في « ط » : إليهما.

٢ ـ في « ط » : والأنبياء. بدل من : ومن الأنبياء.

٣ ـ في حاشية « ح » في نسخة : التأويل.

٤ ـ ( المعتمدة ) لم ترد في « ك ».

( ضمن كتاب الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي )

التعلیقات

اکتب التعلیق...

المضافة أخيراً

في الإستدلال على صحّة الرجعة وإمكانها ووقوعها - شبكة رافـد للتنمية الثقافية