الشيوعية التي دعا إليها ماركس ولينين تتركب من جهتين :١ ـ الجهة العقائدية التي هي ايديولوجيّة الشيوعيّة ومبناها على الماديّة وأنّ المادّة هي أصل الوجود وليس هناك خالق لهذا العالم غير موصوف بصفات المادّة ومن هذه الجهة تكون الشيوعيّة كفر وإلحاد.٢ ـ الجهة السياسيّة والإجتماعيّة وهي نظام الإشتراكيّة ومن هذه الجهة لاتكون الشيوعيّة كفراً وإلحاداً ما لم يصل إلى مرحلة إنكار ضروري من ضروريات الإسلام كقانون الإرث بنحو يؤدّي إلى تكذيب القرآن والرسالة النبويّة ؟ولا يمكن التفكيك بين الجهتين لأنّ أصول النظام الشيوعي الإجتماعي تبتني على الإيدلوجيّة العقائديّة ومن الماديّة وإنكار الخالق المدبّر الحكيم ولو كان ماركس أو لنين يعتقد بالخالق المدبّر للعالم لم يأت بالنظام الإشتراكي الشيوعي لأنّه مخالف للديانات الإلهيّة والنظم القائمة على أساس العدالة والأحكام الإلهيّة.

لا ندري ما هو المراد من هذا السؤال ؟وإذا كان المراد السؤال عن الارتباط بين نظريات كارل ماركس والشيوعيّة التي دعا إليها استالين ولينين فالجواب واضح فإن الشيوعيّة قائمة عقائديّاً على أساس الماديّة وانكار الله تعالى بل إنكار جميع الاُمور غير الماديّة ، فالشيوعي الخالص هو من يعتقد بأن الاصل في الكون والوجود هي المادة وهذه العقيدة من نظريات كارل ماركس الذي كان يبنى الماتريالية والمادية وتبعه لينين واستالين.واما من حيث النظريّة الاقتصاديّة فالنظام الشيوعي قائم على اساس الاشتراكية المطلعة وهذه أيضاً نظرية كارل ماركس في الاقتصاد وقد ألف كتابه [ رأس المال ] في إثبات هذه النظريّة. وعلى كل حال فلا ربط لهذا السؤال بما في هذه الرسالة من الأجوبة الدامغة عن الافتراءات والتهم التي أوردها ـ الجبهان ـ على الشيعة وقد ظهر كذبه ودجله وانحرافه لأكثر المسلمين والباطل يموت بترك ذكره.

أوّلاً : أغلب الدول التي يسكنها الشيعة ، حكومتها سنّية فرضت نفسها على الشيعة وحتّى لو كان الرئيس من الشيعة فالقانون انّما هو على أساس مذهب أهل السنّة.ثانياً : في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة التي هي دولة شيعيّة ليس هناك أيّ نظام اشتراكي ، بل النظام السياسي والإقتصادي فيها هو الإسلام وتشريعاته ، والإسلام لا يعترف بالإشتراكيّة بل له نظام إقتصادي خاص ، فراجع كتاب « إقتصادنا » لتعرف انّ الإسلام لا يقرّ بالإشتراكيّة ولا بنظام رأس المال.