كيف تكون الإمامة جزءاً من الإيمان ولا يوجد أي ذكر لها في الآيات التي تتناول عناصر الإيمان حصراً لا يقبل التأويل إلا من العقول المريضة
الرد
السيّد جعفر علم الهدى٨yr ago
٠٠
لقد ذكر القرآن الكريم الإمامة صريحاً وجعلها أعظم من النبوّة والرسالة.قال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) [ البقرة : ١٢٤ ] ، وقد كان إعطاء مقام الإمامة لإبراهيم بعد ان كان نبيّاً رسولاً ، وبعدما فاز بمقام الخلّة « خليل الرحمن » ، وذلك لأنّ المراد من قوله ( ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) هو ابتلاؤه وامتحانه بذبح ولده إسماعيل ؛ فقد رأى في المنام انّه يذبحه ، فاقدم على ذبحه ، ثمّ فداه الله بكبش عظيم ، وبعد نجاحه من هذا الإمتحان صار مستحقّاً لمقام الإمامة ، فأعطاه الله هذا المقام السامي.وإذا لاحظنا قول إبراهيم عليه السلام : ( الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ) يظهر انّ إبراهيم كان شيخاً كبيراً حينما رزقه الله إسماعيل وإسحاق.فحينما ولد له إسماعيل كان نبيّاً ورسولاً وخليلاً للرحمن ، وقد بشّرته الملائكة بالأولاد بعدما كان شيخاً كبيراً.وعليه فابراهيم عليه السلام كان نبيّاً ورسولاً ثمّ رزقه الله إسحاق وإسماعيل ثمّ أمره بذبح إسماعيل ، فامتثل أمر ربّه ونجح في الإمتحان ، ثمّ قال له ربّه : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) ؛ فالإمامة منصب إلهي أسمى من النبوّة والرسالة غاية الأمر.وهناك آيات كثيرة تدلّ على الإمامة بنحو مطلق مثل قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) [ الرعد : ٧ ] ، أو مختصّ بأميرالمؤمنين عليه السلام مثل قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [ المائدة : ٥٥ ] ؛ وقد أجمع المفسّرون على أنّ المراد إثبات ولاية علي الذي تصدّق على المسكين في الصلاة ، وهكذا قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... ) [ المائدة : ٦٧ ].
التعلیقات
١