قال إبليس لله تعالى ( قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) ، فكان
فلماذا كان الطلب : ( إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) ، و ( إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ).
فهل هناك فرق بين التوقيتين ؟
نعم هناك فرق بين ( يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (1) و ( يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) (2) كما يدل عليه ظاهر الآية ، وما ورد من روايات أهل البيت عليهم السلام (3) ، فإن يوم البعث هو يوم القيامة ، ومغايرة اللفظين تقتضي تقدّم ( يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) على يوم القيامة ؛ لأنّ ساعة نفخ الصور يُصعق من في السماوات ومن في الأرض ويموت كل كائن ذي روح.
مضافاً إلى أنّ الوقت والزمان هو في النشأة الدنيويّة ، فاليوم الذي أُقّت لإبليس هو يوم موقت لأمر معلوم مشهود حافل بأمر ما ، كما يفيده دلالة لفظه المعرّف باللام ، والموصوف بـ ( الْمَعْلُومِ ).
وفي روايات أهل البيت عليهم السلام هو في أيّام رجعتهم إلى الدنيا مرّة اُخرى قبل يوم القيامة ، يوم رجوع رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى دار الدنيا ، فيقتل فيها إبليس بحربة من النور (4) ، وهو تأويل آية : ( نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ) (5) ، وهو قول إبليس لجنوده عندما يتراءى له رسول الله صلى الله عليه وآله بحربة من نور يطعنه بها فيقتله ، وهو تأويل آية : ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ ) (6) ، أي الرجوع للدنيا.
الهوامش
1. ص : 79.
2. ص 81.
3. راجع :
تفسير العياشي / المجلّد : 2 / الصفحة : 242 / الناشر : المكتبة العلميّة الإسلامية / الطبعة : 5.
تفسير القمي / المجلّد : 2 / الصفحة : 245 / الناشر : مطبعة النجف.
البرهان في تفسير القرآن « للسيد هاشم البحراني » / المجلّد : 1 / الصفحة : 448 / الناشر : مؤسسة البعثة.
4. راجع :
تفسير القمي / المجلّد : 2 / الصفحة : 245 / الناشر : مطبعة النجف.
بحار الأنوار « للشيخ المجلسي » / المجلّد : 30 / الصفحة : 244 / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : 2.
البرهان في تفسير القرآن « للسيّد هاشم البحراني » / المجلّد : 4 / الصفحة : 292 / الناشر : مؤسسة البعثة.
5. الأنفال : 48.
6. القصص : 85.
التعلیقات