كيف ذكر المهدي عليه السلام في القرآن الكريم؟ 

لو كان عندك أقلّ درجة من الفهم والتعقّل لعلمت انّ الآية لم يتحقّق مصداق لها من يوم بعثة النبي محمّد صلّى الله عليه وآله الى يومنا هذا ، لأن من يدعي أنّ الدين الاسلامي تغلب وتسلط واستولى على جميع الأديان فهو كاذب قطعاً ، اذ نرى أن أكثر سكّان العالم من زمان النبي صلى الله عليه وآله الى زماننا مشركين أو ملحدين أو يهود أو نصارى أو مجوس ، فكيف ظهر الدين الاسلامي على الدين كلّه ؟بل نفس هذه الآية دليل على انّه سوف يأتي زمان تستولي الحكومة الاسلاميّة على العالم كلّه ، فتكون الديانات الأخرى تابعة للنظام الاسلامي ولو كره المشركون ، وهذا لا يتحقّق الّا بقيام الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً ، والروايات بهذا الصدد مستفيضة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله من طرق أهل السنّة والشيعة جميعاً.ثمّ انّ الامام المهدي عليه السلام لا يأتي بدين جديد وانّما يطبّق نفس قوانين وأحكام الاسلام الذي جاء به محمّد ونطق القرآن بها ، فلا يتنافي تطبيق هذه الأحكام والنظم الهيّة مع اكمال الدين وتمامه ، فقد بيّن رسول الله صلّى الله عليه وآله جميع أحكام الشريعة ولو للامام علي والأئمّة من بعده.وامّا ان ارسل فعل ماضٍ فهو صحيح لكن لا ملازمة بين ارسال الرسول وبيت تحقّق أهدافه وأغراضه ، فالنبي محمّد صلّى الله عليه وآله ارسل بالهدى ودين الحق ، والغرض من هذا الارسال هو ان يتغلب الحق على الباطل كلّه لكن هذا الغرض لم يحصل لا في زمان النبي ولا في زماننا ، لأنّنا نرى بالوجدان غلبة الأديان الباطلة وقلّة المسلمين بالنسبة لمجموعهم ، نعم تغلب رسول الله صلّى الله عليه وآله على مشركي قريش ويهود المدينة لكن لم يتغلب على كلّ الأديان الباطلة.