نبذة من حياة المولى المقدّس الأردبيلي « قدّس سرّه »
محمّد هادي اليوسفي الغروي
منذ 6 أيامذكره ـ أول من ذكره من أرباب الرجال والتراجم ـ السيّد مصطفى التفرشي ( ت 1021 ) في « نقد الرجال » فقال : أحمد بن محمَّد الأردبيلي ، أمره في الجلالة والثقة والأمانة أشهر من أن يذكر ، وفوق ما تحوم حوله عبارة كان متكلماً فقيهاً عظيم الشأن جليل القدر رفيع المنزلة ، أورع أهل زمانه وأعبدهم واتقاهم (1). ونقل قوله الأردبيلي في « جامع الرواة » (2).
وذكره الحر العاملي ( ت 1104 ) في القسم الثاني من « أمل الآمل » فقال : كان عالماً فاضلاً مدققاً عابداً ثقة ورعاً ، عظيم الشأن جليل القدر ، معاصراً لشيخنا البهائي ثمّ نقل قول التفرشي أيضاً (3).
وعلق عليه المولى عبد الله الاصفهاني في « رياض العلماء » يقول : أقول : قرأ العقليات في بلدة شيراز على مولانا جمال الدين محمود ، تلميذ مولانا جلال الدين الدواني ... وحين ذهب الى النجف الاشرف ترك العقليات واقتصر على النقليات حتى أنا سمعنا من الشيوخ أنه حين كان السيّد محمَّد « العاملي صاحب المدارك » والشيخ حسن « العاملي صاحب المعالم » يقرأون عليه شرح المختصر « في الاصول للعضدي » كان لا يرخصهما أن يقرءا عليه كل مسألة « يراها » باعتقاده لا مدخلية لها في الدين ، فيتجاوزان عن ذلك الموضع الى مسألة اخرى نافعة (4).
أشهر ما عُرف به :
إن أشهر واكثر شيء وأقدس ما عُرف به المقدّس الأردبيلي هو ما اشتهر عنه من تشرفه بلقاء الامام الثاني عشر الحجة ابن الحسن المنتظر « عجل الله تعالى فرجه » وأول من ذكره بهذا في كتابه هو المولى المجلسي « قدّس سرّه » في موسوعته « بحار الأنوار » في باب من رآه قريباً من زماننا ، قال :
منها : ما أخبرني به جماعة عن السيد الفاضل مير علّام قال : كنت في بعض الليالي في صحن الروضة المقدسة بالغريّ « على مشرّفها السلام » وقد ذهب كثير من الليل . فبينا أنا أتجول هناك اذ رأيت شخصاً مقبلاً نحو الروضة المقدسة ، فأقبلت اليه فلما قربت منه عرفت أنه استاذنا الفاضل العالم التقي الزكي مولانا أحمد الأردبيلي « قدّس الله روحه » (5) فأخفيت نفسي عنه حتى أتى الباب وكان مغلقاً فانفتح له عند وصوله اليه ، ودخل الروضة ، فسمعته يتكلم كأنما يناجي أحداً ، ثم خرج وأُغلق الباب.
فمشيت خلفه حتى خرج من الغري وتوجه نحو مسجد الكوفة ، فمشيت خلفه بحيث لا يراني ، حتى دخل المسجد وصار الى المحراب الذي استشهد أمير المؤمنين عنده ، ومكث طويلاً ، ثم رجع وخرج من المسجد وأقبل نحو الغري ، وكنت خلفه.
فلما قرب من الحنانة (6) أخذني سُعال لم أقدر على دفعه ، فسعلت ، فالتفت الي فعرفني وقال : أنت مير علّام ؟ قلت : نعم ، قال : ما تصنع ههنا ؟ قلت : كنت معك حيث دخلت الروضة المقدسة الى الآن ، وأقسم عليك بحق صاحب القبر أن تخبرني بما جرى لك في هذه الليلة من البداية الى النهاية . فقال : اخبرك ، على أن لا تخبر به أحداً ما دمت حياً : فلما توثق ذلك مني قال : كنت أفكر في بعض المسائل وقد أغلقت عليّ ، فوقع في قلبي أن آتي أمير المؤمنين وأسأله عن ذلك ، فلما وصلت الى الباب فتح لي بغير مفتاح كما رأيت ، فدخلت الروضة وابتهلت الى الله تعالى في أن يجيبني مولاي عن ذلك ، فسمعت صوتاً من القبر أن : إئت مسجد الكوفة وسل من القائم عليه السَّلام فانه امام زمانك ، فأتيت الى المحراب وسألته عنها وأجبت. وها أنا أرجع الى بيتي (7).
ونقل هذا الخبر عن المولى المجلسي تلميذه السيد نعمة الله الجزائري في كتابه « الأنوار النعمانية » (8). فقال : حدثني أوثق مشايخي علماً وعملاً : أنه كان لهذا الرجل ـ وهو المولى الأردبيلي ـ تلميذ من أهل تفرش (9) اسمه : مير علام ، وقد كان بمكان من الفضل والورع ، قال ذلك التلميذ :
كانت لي حجرة في المدرسة المحيطة بالقبة الشريفة ، فاتفق أني فرغت من مطالعتي وقد مضى جانب كثير من الليل ، فخرجت من الحجرة انظر في صحن الحضرة ، وكانت الليلة شديدة الظلام ، فرأيت رجلاً مقبلاً على الحضرة الشريفة ، فقلت : لعل هذا سارق جاء ليسرق شيئاً من القناديل ، فنزلت وأتيت الى قربه فرأيته وهو لا يراني ، فمضى الى الباب ووقف ، فرأيت القفل قد سقط وفتح له الباب الثاني ( الرواق ) والثالث ( الحرم ) على هذا الحال ، فأشرف على القبر فسلّم ، وأتى من جانب القبر ردّ السلام ! فاذا هو يتكلم مع الامام عليه السلام في مسألة علمية !
ثمّ خرج من البلد متوجهاً الى مسجد الكوفة ، فخرجت خلفه وهو لا يراني ، فلما وصل الى محراب المسجد سمعته يتكلم مع رجل آخر بتلك المسألة. ثم رجع ورجعت خلفه.
فلما بلغ الى باب البلد أضاء الصبح فاعلنت له نفسي وقلت له : يا مولانا كنت معك من الأول الى الآخر ، فأعلمني من كال الرجل الأول الذي كلمته في القبة ؟ ومن الرجل الآخر الذي كلمك في مسجد الكوفة ؟ فأخذ علي المواثيق أني لا أخبر أحداً بسرّه حتى يموت ، ثم قال لي :
يا ولدي إن بعض المسائل تشتبه علي فربّما خرجت في بعض الليل الى قبر مولانا أمير المؤمنين وكلمته في المسألة وسمعت الجواب ، وفي هذه الليلة أحالني على مولانا صاحب الزمان وقال لي : إن ولدنا المهدي هذه الليلة في مسجد الكوفة فامض اليه وسله عن هذه المسألة ، فكان ذلك الرجل هو المهدي عليه السَّلام.
ذكر ذلك السيد الجزائري ثمّ قال : هذه نبذة من أحواله فاعتبر أحواله الباقية !
كان عام الغلاء يقاسم الفقراء ما عنده من الأطعمة ويبقي لنفسه مثل سهم واحد منهم ؛ فاتفق أنه فعل في بعض السنين الغالية هكذا ، فغضبت عليه زوجته وقالت : تركت أولادنا في مثل هذه السنة يتكفّفون الناس ؟! فتركها ومضى عنها الى مسجد الكوفة للاعتكاف !
فلما كان اليوم الثاني جاء رجل مع دواب حملها الطعام الطيب من الحنطة الصافية والطحين الناعم ، فقال : هذا بعثه اليكم صاحب المنزل وهو معتكف في مسجد الكوفة !
فلما جاء المولى من اعتكافه أخبرته زوجته بأن الطعام الذي أرسلته مع الأعرابي طعام حسن ! فحمد الله تعالى. وما كان له خبر عنه.
وكان يتعمّم كبيرة ، فاذا طلب منه أحد عمامة أو مقنعة قطع له من تلك العمامة (10).
ومن جملة ورعه :
ومن جملة ورعه : أنه كان يستأجر دابة من النجف ويأخذها من صاحبها يمضي بها الى زيارة الكاظمين والعسكريين عليهم السَّلام ، فاذا أراد الرجوع ربما أعطاه بعض أهل بغداد من الشيعة كتاباً ( رسالة ) ليوصلها الى بعض أهل النجف ، فكان يضع الكتاب في جيبه ويمشي ويسوق الدابة من بغداد الى النجف ، ويقول : ان صاحب الدابة لم يأذن لي في حمل هذا الكتاب على دابته (11).
والخبر بهذا التعبير قد يوهم تكرر الأمر ممّا يستبعد معه ، ولكن معاصر السيّد الجزائري وزميله في الدراسة : السيد محمَّد صالح الخاتون آبادي ( ت 1116 ) صهر العلامة المجلسي ، ذكر الخبر في كتابه « حدائق المقربين » فقال : « كان يخرج من النجف الاشرف الى زيارة الكاظمين عليهما السَّلام على دابة الكراء ، فاتفق أنه خرج في بعض أسفاره ولم يكن معه مكاريّ الدابة ، فلما أراد أن يرجع من الكاظمين أعطاه بعض أهل بغداد رقيمة ( رسالة ) ليوصلها الى بعض أهل النجف ، فأخذها وجعلها في جيبه ، ولكنه لم يركب بعد على الدابة فكانت هي تمشی قدامه الى النجف ، وكان يقول : أنا لم أُوذن من المكاريّ بحمل ثقل هذه الرقيمة ( الرسالة ).
قال : وحكوا أيضاً : أنه كان اذا أراد الحركة الى الحائر المقدس لأجل الزيارات المخصوصة كان يحتاط في صلاته بالجمع بين القصر والتمام ويقول : ان طلب العلم فريضة وزيارة الحسين عليه السَّلام سنة ، فاذا زاحمت السنة الفريضة احتمل تعلق النهي عن ضد الفريضة بها وصيرورتها ـ من أجل ذلك ـ سفر معصية ! مع أنه كان لا يدع في ذهابه وايابه مطالعة الكتب والتفكر في مشكلات العلوم مهما استطاع (12).
وما نقله السيد الجزائري من بذل المترجم من عمامته الكبيرة أيضاً نقله معاصره وزميله في الدراسة السيد الخاتون آبادي في « حدائق المقربين » بأدق ممّا نقله الجزائري وقدم له مقدمة قال فيها : وكان يأكل ويلبس ما يصل اليه بطريق الحلال رديّاً كان أم سنيّاً ويقول : المستفاد من الأحاديث الكثيرة وطريقة الجمع بين الأخبار : أن الله يحب أن يرى أثر ما ينعمه على عباده عند السعة ، كما يحبّ الصبر على القناعة عند الضيق. فكان لا يردّ من أحد شيئاً ، ومتى التمس أحد منه أن يلبس شيئاً من الثياب النفيسة لبسها ، وتكرر أنّه اهديت اليه عمائم غالية فيلبسها ويخرج بها الى الزيارة ، فاذا طلب شيئاً منها أحد السائلين خرق منها قطعة لأجله ، وهكذا ، حتى لا يبقى على رأسه عند عودته لبيته من تلك العمامة النفيسة سوى ذراعاً واحداً ! (13).
ومن صبره على القناعة عند الضيق كان يلبس ما يصل اليه من طريق الحلال ولو كان رديّاً أو رثاً ، حتى حكي أنه لرثاثة أثوابه أصابه بعض زوار النجف في الطريق فلم يعرفه ، فطلب منه أن يغسل ثياب سفره وقال : أريد أن تُزيح عنها درن الطريق وتجيئني بها . فتقبل منه ذلك وباشر بنفسه قصارتها وتبييضها الى أن فرغ منها فجاء بها الى ذلك الرجل ليسلمها اياه ، فاتفق أن عرفه الرجل في هذه المرة وجعل الناس يوبخونه على ذلك العمل وهو يمنعهم عن الملامة ويقول : إن حقوق اخواننا المؤمنين اكثر من أن يقابل بها غسل الثياب !.
ولعل العمامة والثياب النفيسة التي كانت تهدى اليه كانت من الشاه عباس الصفوي فكان لا يردّ من أحد شيئاً حتى من الشاه الصفوي ، بل يلبسها بالتماسه ، ولكنه بذلك يبدلها للسائلين بالتماسهم ، فكأن يده كانت اليد المحلّلة بين السلطان والناس.
قال الخونساري في « روضات الجنات » : كان الشاه عباس الصفوي يبالغ في تعظيمه وتبجيله ويرسل اليه بكل جميل ، وهو في ذلك يستدعي من جنابه أن يتوجه الى ايران ، ويتحاشى الشيخ في جوابه عن قبول ذلك ، ويؤكد على رضاه بما أنعم الله عليه من التوفيق للمقام في النجف الأشرف (14) ولعل ذلك أيضاً كان من تقدّسه واحتياطاته ، وان كان لم يحترز عن قبول هداياه.
وساطاته وشفاعاته :
ولذلك كان يلجأ اليه أحياناً بعض المقصّرين في خدمة الحكومة الصفوية ويطلبون منه الوساطة والشفاعة فيشفع لهم ، كما نقل الخونساري في « روضات الجنات » عن كتاب « المقامات » الذي وضعه سيّدنا الجزائري في شرح أسماء الله الحسنى ، قال : التجأ الى مشهد أمير المؤمنين عليه السَّلام رجل كان مقصّراً في خدمة الحكومة الصفوية ، وطلب من الأردبيلي « نور الله ضريحه » أن يكتب الى السلطان الشاه عباس الأول يطلب منه أن لا يؤذيه ، فكتب اليه بالفارسية ما ترجمته هكذا :
« ليعلم باني الملكُ المستعار عباس ! أن هذا الرجل وان كان في أول أمره ظالماً فهو الآن يبدو مظلوماً ، فلو عفوت عن تقصيره لعل الله يعفو عن بعض تقصيراتك . كتبه عبد سلطان الولاية : أحمد الأردبيلي » فأجابه الشاه :
« عباس يعرض عليكم : إن الخدمة التي أمرتم بها تقبّلها وقدّمها مع الامتنان ، فالرجاء أن لا ينسى ( المولى ) هذا المحبّ عن دعاء الخير. كتبه كلب عتبة علي عليه السَّلام : عباس » (15).
بل كان أحياناً يتوسط لبعض فقراء السادة اليه أو الى والده الشاه طهماسب لإعانتهم ، كما نقله الجزائري أيضاً وقال : فلما وصلت الكتابة اليه قام وقرأها وقوفاً تعظيماً لها ، فلما رأى فيها وصفه بالاخوة من قبل الأردبيلي قال : إذا دفنتموني فضعوا هذا الكتاب تحت رأسي ، لاحتج به على منكر ونكير بأن المولى أحمد الأردبيلي سمّاني أخاً له . فأحضر كفنه ووضع الكتاب فيه (16).
مشايخه :
مرّ عن الأفندي في « رياض العلماء » : أنّه قرأ العقليات في بلدة شيراز على مولانا :
1 ـ جمال الدين محمود ، تلميذ مولانا جلال الدين الدوّاني . والشرعيات على (17).
وعن تلمذته على جمال الدين محمود قال الخونساري في « روضات الجنات » : كان شريكاً في الدرس مع المولى عبد الله اليزدي ( صاحب حاشية المولى عبد الله في المنطق شرح تهذيب المنطق للتفتازاني ) والمولى الميرزا جان الباغ نوي عند المولى جمال الدين محمود الذي كان من تلامذة المولى جلال الدوّاني.
وقد قرأ في المنقول والمعقول على بعض تلامذة الشهيد الثاني وفضلاء المشاهد المشرفة.
2 ـ وله الرواية عن السيّد علي الصائغ من كبار تلامذة الشهيد المبرور ، كما في أول الأربعين للمجلسي (18).
تلامذته :
قال الافندي في « رياض العلماء » : سمعت من مشايخنا أن له « قدّس سرّه » عشرة تلاميذ كلهم فضلاء علماء منهم :
1 ـ الميرزا محمَّد الاسترابادي.
2 ـ المير فضل الله ( ابن السيّد محمَّد الاسترابادي ).
3 ـ السيّد محمَّد صاحب « المدارك ».
4 ـ الشيخ حسن ( صاحب المعالم ) (19).
ومرّ عن المولى المجلسي وتلميذه السيّد الجزائري ، أن منهم :
5 ـ المولى مير علّام التفرشي الذي روی عنه لقاء المترجم بالحجة « عجل الله فرجه » ونقل الخونساري في « روضات الجنات » أن المولى الميرزا محمَّد الاسترآبادي سأل المولى أحمد المقدّس عند وفاته عمن يستحق أن يرجع إليه بعده ؟ فقال : أما في الشرعيات فالى المير علّام ، وأما في العقليات فالى المير فضل الله (20) وكأنه أضاف عن الخاتون آبادي.
6 ـ المولى عبد الله التستري (21) ولم نعثر على غيرهم.
مؤلفاته :
قال الأفندي في « رياض العلماء » : له :
1 ـ شرح « ارشاد الأذهان الى أحكام الايمان » ( للعلّامة الحلي ) وهو موجود الآن من الأول الى آخر مباحث الوقوف والصدقات ، ثم لم يوجد فيما بين ( كذا ) ويوجد من الصيد والذباحة الى الآخر . وقد سمعنا من بعض الأفاضل أنه قد كتبه ولكن لعسر الاطلاع على خطه لم يكتبه أحد من الناس الى أن اندرس.
ونسب اليه مولانا سلطان حسين الاسترابادي في كتاب « تحفة المؤمنين ».
2 ـ زبدة البيان.
3 ـ حاشية على الهيات شرح التجريد ، بسط الكلام فيه في بحث الامامة ، ونقل الأدلة عن الفخر الرازي وأبطلها.
4 ـ رسالة فارسية في حرمة الخراج تنسب اليه.
5 ـ تعليقات على « قواعد الاحكام » للعلّامة.
6 ـ تعليقات على « تذكرة الفقهاء » للعلّامة في الفقه ، رأيتهما بخطه على الكتابين في مشهد الحسين عليه السَّلام.
7 ـ تعليقات على شرح المختصر للعضدي ، رأيتها بخطه.
8 ـ رسالة فارسية في مناسك الحج مختصرة ، رأيتها في دهخوارقان.
9 ـ رسالة فارسية في الامامة ، مبسوطة.
10 ـ حواشي كتاب كاشف الحق.
11 ـ رسالة اثبات الواجب.
12 ـ رسالة في عدم صحة قول الأصحاب بعدم خلو الزمان عن المجتهد ، رأيتها بخط الأمير شرف الدين الشولستاني ، في استراباد ، نقلاً عن خط ولد المؤلف.
13 ـ رسالة في كون أفعال الله تعالى معللة بالأغراض ، رأيتها في مازندران (22).
14 ـ حديقة الشيعة ، ذكره الحر في « أمل الآمل » بعد أن ذكر له : آيات الاحكام ، وشرح الارشاد وقال : كبير لم يتم (23) ولم ينص عليه المجلسي ولكنه عقد المصباح الثالث من مصابيح كتابه بالفارسية : « عين الحياة » في ذم الصوفية ، حيث عدّد من كتب في الردّ عليهم قال : « وزبدة العلماء والمتورعين مولانا أحمد الأردبيلي » وما يعرف عن الأردبيلي في الردّ على الصوفية انما هو في كتابه هذا : حديقة الشيعة.
ولم يذكره الأفندي في تعداد كتبه ، ولكنه قال في ترجمة العطار : « قال محمَّد بن غياث الدين في « تلخيص كتاب حديقة الشيعة » للمولى أحمد الأردبيلي بالفارسية » ومثله في ترجمة عبد الله بن حمزة الطوسي (24) وذكره صاحب « الحدائق » في « لؤلؤة البحرين » وقال : ذكره شيخنا عبد الله بن صالح وشيخنا العلّامة الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني وغيرهم ، فلا يلتفت الى انكار بعض أبناء هذا الوقت بأن الكتاب ليس له وأنه مكذوب عليه (25) وقال الخونساري في « روضات الجنات » : ويدل عليه أيضاً ما يوجد في مجلده الثاني الذي يختص بفضائل الائمة واثبات امامتهم بالدليل والبرهان من الحوالة الى « زبدة البيان » ثم قال : ومن تصنيفاته :
15 ـ تعليقات على خراجية الشيخ علي المحقق الكركي (26) وأضاف التبريزي عن الطهراني :
16 ـ استيناس المعنوية ، في الكلام.
17 ـ اصول الدين. ومنها نسخة بالمكتبة الرضوية.
18 ـ حاشية على شرح التجريد للقوشجي (27) ولعلها هي التي مر ذكرها عن الأفندي.
خراجيات المترجم :
مرّ عن الأَفندي في « رياض العلماء » أن له رسالة في حرمة الخراج بالفارسية.
وعن الخونساري في « روضات الجنات » : أن له تعليقات على خراجية الشيخ علي المحقق الكركي.
وفي سنة 1313 طبعت خراجيات المحقق الكركي وردّها للفاضل القطيفي ودعم الردّ للمترجم وردّ الدعم للفاضل الشيباني وردّ الردّ للمترجم ، وأعيد طبعها بالاوفست سنه 1402 بقم المقدّسة في مجموعة بعنوان « كلمات المحققين » وذكر العلّامة الطهراني خراجيتي المترجم في « الذريعة » (28).
وطبعت خراجية المترجم في دعم الفاضل القطيفي مع خراجيته الاُخرى في ردّ الفاضل الشيباني ، مع كفاية الاُصول للآخوند الخراساني سنة 1318 كما في « ريحانة الأدب » (29).
والخراجيتان للمترجم عربيتان يبدو من أولاهما أنها الاولى ، حيث قال الفاضل الشيباني في ردّها : انه قد اشتهر أن مولانا أحمد الأردبيلي « سلمه الله تعالى وأبقاه » يقول بتحريم الخراج . وقد سألني جماعة من أصحابه عن ذلك فقلت لهم : المناسب أن يكتب مولانا في ذلك شيئاً يدل على تحريمه. فبعد مدة ظهرت منه رسالة محصلها : أن الخراج فيه شبهة . وأنا أنقل عبارته حرفاً بحرف ...
فكأنّ هذه الرسالة التي يردّها التي تدل على « أن الخراج لا يخلو عن شبهة » هي اولى رسائله ، وهي في خمس صحائف من الطبعة القديمة من القطع المتوسط ، فلما ردّها الفاضل الشيباني برسالة في أربع عشرة صحيفة من نفس القطع والطبع ، أجابه المترجم برسالة في ورقة واحدة بصفحتين قال في أولها : فائدة : الذي أظن تحريم ما يأخذون في هذا الزمان بغير اذن الامام عليه السَّلام مثل العشر الحاصل من القرى ...
هذا ، فان كانت له بعد هاتين الخراجيتين خراجية اخرى فارسية كما قاله الأفندي ، فلعلها كانت الثالثة بعد هاتين.
وفاته ومدفنه :
قال التفرشي في « نقد الرجال » توفي « رحمه الله » في شهر صفر سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة ، في المشهد المقدس الغروي ، على سكنه من الصلوات أشرفها ومن التحيات اكملها (30) والتفرشي أول من نقل تاريخ وفاته وعليه عول من بعده :
الحر العاملي في « أمل الآمل » والبحراني في « لؤلؤة البحرين » والخونساري في « روضات الجنات ».
ولم يعيّنوا محلّ دفنه ، الا أن السيّد الأمين قال في « أعيان الشيعة » : دفن في الحجرة التي عن يمين الداخل الى الروضة المقدسة ، كالعلامة الحلي المدفون في الحجرة التي عن يسار الداخل ، وكل من يدخل الى الروضة أو يخرج لا بدّ أن يقرأ له الفاتحة (31).
بينما كتب العلّامة السيّد محمَّد صادق بحر العلوم في تعاليقه على « لؤلؤة البحرين » :
دفن في الأيوان الذهبي العلوي ، في حجرة خاصة به بجنب المنارة القبلية (32).
وهي عن يسار الداخل الى الروضة من الايوان لا اليمين ، وعليه السيرة والتسالم.
والسلام عليه يوم ولد ، ويوم مات ، ويوم يبعث حيّاً.
الهوامش
1. نقد الرجال : 29.
2. جامع الرجال : 1 : 61.
3. أمل الآمل 2 : 23.
4. رياض العلماء 1 : 56.
5. من هنا يبدو أنه انما حدث بهذا بعد وفاة المقدس.
6. الحنانة : موضع بين النجف والكوفة اقرب الى النجف فيه مسجد.
7. بحار الأنوار 52 : 174.
8. الأنوار هنا جمع النور بفتح النون بمعنى الزهرة والكمامة والبرعم ، ولذلك اضيفت الى النعمان ملك الحيرة ، كما في شقائق النعمان. وليس جمع النور بمعنى الضوء حيث لا يناسب الاضافة.
9. بلدة تبعد عن قم ثلاثين كيلومتراً الى أراك.
10. الأنوار النعمانية 2 : 302 تبريز.
11. الانوار النعمانية 2 : 302 تبريز.
12. روضات الجنات 1 : 82 عن حدائق المقربين للسيد الخاتون آبادي صهر المولى المجلسي.
13. روضات الجنات 1 : 82 عن حدائق المقربين للخاتون آبادي صهر المولى المجلسي.
14. روضات الجنات 1 : 83.
15. روضات الجنات 1 : 85 هكذا بدون تاريخ ، والتاريخ الرسمي لجلوس الشاه عباس سنة 996 بينما يأتي أن وفاة الشيخ في 993 أي قبل جلوس الشاه عباس بثلاث سنين. ولكن المنشي الميرزا اسكندر بيك المؤرخ الأول لاول عهد الصفوية ذكر في كتابه : تاريخ عالم آرا العباسي : أن وفاة الشاه السابق الشاه طهماسب كان في 984 وبعده تناثر الملك حتى توافقوا بعد فترة على ابنه الشاه عباس فملك ، وإنما تاريخ جلوسه الرسمي 996 وليس تاريخ تملكه . وبه يندفع الاشكال وينحل.
16. روضات الجنات 1 : 84 ، 85 عن المقامات للسيد الجزائري.
17. رياض العلماء 1 : 56 والنسخة ناقصة عن شيخه في الشرعيات.
18. روضات الجنات 1 : 82.
19. رياض العلماء 1 : 56 ، 57.
20. روضات الجنات 1 : 80.
21. روضات الجنات 1 : 82.
22. رياض العلماء 1 : 57.
23. أمل الآمل 2 : 57.
24. مستدرك الوسائل 3 : 395.
25. لؤلؤة البحرين : 150.
26. روضات الجنات 1 : 83 و 84.
27. ريحانة الآدب 5 : 369 وفيه صورة للمقدس الأردبيلي رسمت بأمر الشاه عباس الصفوي.
28. الذريعة 7 : 144.
29. ريحانة الأدب 5 : 369.
30. نقد الرجال : 29.
31. أعيان الشيعة 3 : 80.
32. لؤلؤة البحرين : 148.
مقتبس من كتاب : رسالتان في الخراج / الصفحة : 3 ـ 15
التعلیقات