قصيده للسيد الحميري ضمن كتاب عصر الظهور

البريد الإلكتروني طباعة

 

قصيدة للسيد الحميري رحمه الله
 
    بعد عدوله من مذهب الكيسانية إلى مذهب التشيع ، يخاطب بها الإمام جعفر الصادق عليه السلام وكانت الكيسانية أتباع كيسان يعتقدون أن المهدي الموعود الذي يغيب ثم يظهر هو محمد بن الحنفية.
    وتدل هذه القصيدة التي قيلت قبل أكثر من مئة سنة من ولادة الإمام المهدي عليه السلام على أصالة العقيدة فيه ، وأنه يغيب مدة طويلة قبل ظهوره.
أيا راكبـاً نحـو المدينـة جرةً إذا ما هذاك الله عاينت جعفراً ألا يـا أميـنَ الله وابـن أمينـه إليك من الأمر الذي كنت مطنباً إليك رددتُ الأمر غير مخالف سوى ما تراه يا بن بنت محمد وماكان قولي في ابن خَوْلة مبطناً ولكن روينا عن وصي محمد بأن وليَّ الأمر يفقـد لا يـرى فتقسـم أمـوال الفقيـد كـأنمـا فيمكـث حينـاً ثـم ينبـع نبعة يسير بنصـر الله من بيت ربه يسيـر إلــى أعدائه بلوائـه فلما روي أن ابن خولة غائبٌ وقلنا هو المهدي والقائم الذي فإن قلت لا فالحق قولك والذي وأشهد ربـي أن قـولك حجةٌ بأن ولـيَّ الأمر والقائـم الذي له غيبة لا بد من أن يغيبهـا فيمكث حيناً ثم يظهر حينـه بـذاك أديـن الله سـراً وجهرةً   عَذافرةً يُطوى بها كل سَبْسَبِ فقل لوليِّ الله وابنِ المهذب أتوب إلى الرحمان ثم تأوُّبي أحـارب فيـه جاهداً كل مُعْرب وفِئْتُ إلىالرحمان‌من‌كل مذهب فإن بـه عقـدي وزلفى تقرُّبي معاندةً مني لنسل المطيَّب ومـا كـان فيمـا قال بالمتكذب ستيـراً كفعـل الخائـف المترقب تغيُّبَــهُ بين الصفيح المنصب كنبعة جدِّي من الأفق كوكب على سؤدد منه وأمر مسبـب فيقتلهم قتلاً كحـرَّانَ مغضب صرفنـا إليـه قولنـا لم نُكذِّب يعيش به من عدله كل مُجدب أمـرت فحتـمٌ غيـرُ ما متعصب على الخلق‌طراً من مطيع ومذنب تطلــع نفسي نحوه بتطرُّب فصلـى عليـه الله من متغيِّب فيملأ عدلاً كل شـرق ومغرب ولست وإن عوتبت فيه بمعتب
( ديوان السيد الحميري ص 115 )