أصحاب الإمام المهدي عليه السلام الخاصون في غيبته

البريد الإلكتروني طباعة

أصحاب الإمام المهدي عليه السلام

1- أصحابه الخاصون في غيبته

عمل الإمام المهدي عليه السلام في غيبته

في الكافي : 1/340 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلاثين من وحشة ) . والنعماني/188 ، وتقريب المعارف/190 وغيرهما . ونحوه في غيبة الطوسي/102 ، عن الإمام الباقر عليه السلام ، وفيه : ولابد في عزلته من قوة ) . وعنه البحار : 52/153

وفي النعماني/171 ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : إن لصاحب هذا الأمر غيبتين ، إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات وبعضهم يقول قتل وبعضهم يقول ذهب فلا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير ، لا يطلع على موضعه أحد من وليٍّ ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره . قال النعماني : ولو لم يكن يروى في الغيبة إلا هذا لكان فيه كفاية لمن تأمله ) . ومثله عقد الدرر/134 ، ومنتخب الأنوار/81 ، وغيبة الطوسي/102 ، وفي/41 ، عن كتاب علي بن محمد الموسوي ..الخ.

أقول : معنى الغيبة التامة للإمام المهدي عليه السلام أن الناس حُرموا من نعمة رؤيته وحضوره بينهم ، حتى يأذن له الله تعالى بالظهور فيبدأ مهمته التي ادُّخر لها .

ومعناها أيضاً : أن الله تعالى كلفه بمهمة من نوع آخر ، ومعه أعوانه وهم أصحابه الخاصون الذين يلتقي بهم ومن أصحابه الخضر ، وربما إلياس عليهما السلام .

ويدل قول الإمام الباقر عليه السلام : ولا بد له في غيبته من عزلة ، ولابد في عزلته من قوة ) . ( الغيبة للطوسي/102 ) على أنها ببرنامج وأعوان ، لا مجرد اختفاء كما يتصوره الجاهلون !

وإذا أردنا أن نأخذ صورة عن عمله في غيبته عليه السلام فلنقرأ آيات رحلة نبي الله موسى مع الخضر عليهما السلام ، وما رآه من عجائب عمله في يومين أو ثلاثة .

أصحاب المهمات الخاصة مع الإمام المهدي عليه السلام

معنى قوله الإمام الباقر عليه السلام : ( وما بثلاثين من وحشة ) : أن الإمام المهدي عليه السلام يكون له في غيبته ثلاثون شخصاً يلتقي بهم على الأقل ، وهؤلاء هم الأبدال ، لأنهم لا يمد في عمرهم كالمهدي والخضر عليهما السلام بل يعيش واحدهم عمره الطبيعي وبعد موته يستبدل به غيره ولذا سموا الأبدال . أما كيف يتم اختيارهم واختيار البديل عمن يتوفى منهم فإن الإمام عليه السلام مهديٌّ من ربه في كل أموره ومنها اختيار أصحابه ، حسب القواعد التي علمه الله إياها .

وقد نقل الثقاة قصة أحد الأبرار أبلغوه أن الله اختاره ليكون من الأبدال ، وواعدوه عند حلول ظهر اليوم الفلاني ليأخذوه ، فتفرغ أحدهم لمراقبته كيف يأخذونه ، ولما حان الموعد افتقده من أمامه وهو ينظر اليه !

وهؤلاء الثلاثون يأخذون من الإمام المهدي عليه السلام توجيهاته وأوامره ، ويظهر أن الله تعالى يمنح الواحد منهم قدرات منها قدرته على الحركة في أنحاء الأرض ، وقد يكون لكل منهم أعوان أو جهاز !

وقد أخذ هذه الحقيقة المتصوفة فصاغوها بتصوراتهم ، ومن ذلك ما ذكره المجلسي عن الكفعمي ، قال في بحار الأنوار : 53/301 : ( قال الشيخ الكفعمي رحمه الله في هامش جنته عند ذكر دعاء أم داود : ( قيل إن الأرض لا تخلو من القطب وأربعة أوتاد وأربعين أبدالاً وسبعين نجيباً وثلاثمائة وستين صالحاً ، فالقطب هو المهدي عليه السلام ، ولا يكون الأوتاد أقل من أربعة لأن الدنيا كالخيمة والمهدي كالعمود وتلك الأربعة أطنابها ، وقد يكون الأوتاد أكثر من أربعة ، والأبدال أكثر من أربعين ، والنجباء أكثر من سبعين والصلحاء أكثر من ثلاث مائة وستين والظاهر أن الخضر وإلياس ، من الأوتاد فهما ملاصقان لدائرة القطب . وأما صفة الأوتاد ، فهم قوم لا يغفلون عن ربهم طرفة عين ، ولايجمعون من الدنيا إلا البلاغ ، ولا تصدر منهم هفوات الشر ولا يشترط فيهم العصمة من السهو والنسيان ، بل من فعل القبيح ، ويشترط ذلك في القطب .

وأما الأبدال فدون هؤلاء في المراقبة ، وقد تصدر منهم الغفلة فيتداركونها بالتذكر ، ولا يتعمدون ذنبا . وأما النجباء فهم دون الأبدال . وأما الصلحاء ، فهم المتقون الموفون بالعدالة ، وقد يصدر منهم الذنب فيتداركونه بالاستغفار والندم قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُ‌وا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُ‌ونَ ) . ( الأعراف : 201 ) جعلنا الله من القسم الأخير لأنا لسنا من الأقسام الأول ، لكن ندين الله بحبهم وولايتهم ومن أحب قوماً حشر معهم . وقيل : إذا نقص أحد من الأوتاد الأربعة وضع بدله من الأربعين وإذا نقص أحد من الأربعين وضع بدله من السبعين ، وإذا نقص أحد من السبعين ، وضع بدله من الثلاثمائة وستين ، وإذا نقص أحد من الثلاثمائة وستين ، وضع بدله من سائر الناس ) . انتهى.

أقول : إن كل تصوراتنا عن هذا الجهاز من جنود الله تعالى وقدراتهم وأعمالهم تبقى ناقصة حتى يظهر الإمام عليه السلام فيكشفها . ففي كمال الدين : 2/481 ، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول : إن لصاحب هذا الأمر غيبة لابد منها ، يرتاب فيها كل مبطل ، فقلت : ولم جعلت فداك؟ قال : لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم ؟ قلت : فما وجه الحكمة في غيبته ؟ قال : وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره ، إن وجه الحكمة في ذلك لاينكشف إلا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وإقامة الجدار لموسى عليه السلام إلى وقت افتراقهما . يا ابن الفضل : إن هذا الأمر أمرٌ من أمر الله تعالى وسرٌّ من سر الله وغيبٌ من غيب الله ، ومتى علمنا أنه عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف ) . ومثله علل الشرائع : 1/245 ، والإحتجاج : 2/376 ، والصراط المستقيم : 2/237 ، ومنتخب الأنوار/81 ، وإثبات الهداة : 3/488 ، والبحار : 52/91 ، والخرائج : 2/956 ، وفيه : صاحب هذا الأمر تغيب ولادته عن هذا الخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج فيصلح الله أمره في ليلة ، قيل له : فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال : إلى قوله : افتراقهما ) .

وفي الخرائج : 2/930 ، عن الإمام الباقر عليه السلام : ( إن ذا القرنين كان عبداً صالحاً ناصح الله سبحانه فناصحه وسخر له السحاب وطويت له الأرض ، وبسط له في النور فكان يبصر بالليل كما يبصر بالنهار ، وإن أئمة الحق كلهم قد سخر الله تعالى لهم السحاب وكان يحملهم إلى المشرق والمغرب لمصالح المسلمين ولإصلاح ذات البين ، وعلى هذا حال المهدي عليه السلام ولذلك يسمى : صاحب المرأى والمسمع ، فله نور يرى به الأشياء من بعيد كما يرى من قريب ، ويسمع من بعيد كما يسمع من قريب ، وإنه يسيح في الدنيا كلها على السحاب مرة وعلى الريح أخرى ، وتطوى له الأرض مرة ، فيدفع البلايا عن العباد والبلاد شرقاً وغرباً ) .

هل لجبل رضوى علاقة بالإمام عليه السلام وأصحابه ؟

في المحتضر/20 ، عن كتاب القائم لابن شاذان الى الإمام الصادق عليه السلام قال : ( إن أرواح المؤمنين ترى آل محمد عليهم السلام في جبال رضوى فتأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم وتتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم قائمنا أهل البيت ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله تعالى وأقبلوا معه يلبون زمراً زمراً ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحل المنتحلون وينجو المقربون . وهذا الحديث يدل على ما رويناه من القالب للروح بعد خروجها من الأول كما يدل عليه أكلهم وشربهم وحديثهم ) .

وفي غيبة الطوسي/103 ، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : خرجت مع أبي عبد الله عليه السلام فلما نزلنا الروحاء نظر إلى جبلها مطلاً عليها فقال لي : ترى هذا الجبل هذا جبل يدعى رضوى من جبال فارس أحبنا فنقله الله إلينا ، أما إن فيه كل شجرة مطعم ، ونعم أمان للخائف مرتين ، أما إن لصاحب هذا الأمر فيه غيبتين : واحدة قصيرة والأخرى طويلة ) وعنه إثبات الهداة : 3/500 ، والبحار : 52/153.

وفي البحار : 52/306 ، عن كتاب الغيبة للسيد علي بن عبد الحميد بإسناده عن الإمام زين العابدين عليه السلام في خبر طويل في خروج الإمام المهدي عليه السلام أنه يجتمع بالنبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام في جبل رضوى ، جاء فيه : ( ثم يأتي إلى جبل رضوى ، فيأتي محمد وعلي فيكتبان له عهداً منشوراً يقرؤه على الناس ، ثم يخرج إلى مكة والناس يجتمعون بها ) . وعنه إثبات الهداة : 3/582 .

وفي معجم البلدان : 3/51 ، في جبل رضوى : ( وهو من ينبع على مسيرة يوم ومن المدينة على سبع مراحل...وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية ، ورأيته من ينبع أخضر ، وأخبرني من طاف في شعابه أن به مياهاً كثيرة وأشجاراً . وهو الجبل الذي يزعم الكيسانية أن محمد بن الحنيفة به مقيم ، حيٌّ يرزق ) .

وروى البلاذري في أنساب الأشراف/202 ، والسمعاني : 1/207 ، قول كثيِّر والسيد الحميري وكانا أول أمرهما يعتقدان بمهدوية محمد بن الحنفية ، قال كثير :

ألا إن الأئمة من قريش ولاة الحق أربعة سواءُُ

عليٌّ والثلاثة من بنية هم الأسباط ليس بهم خفاء

فسبطٌ سبط إيمان وبر وسبط غيبته كربلاء

وسبط لا تراه العين حتى يقود الخيل يقدمها اللواء

تغيب لا يرى فيهم زماناً برضوى عنده عسل وماء

وقال السيد الحميري :

أيا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى ويهيج قلبي الصبابة أولقُ

حتى متى وإلى متى وكم المدى؟ يا ابن الوصي وأنت حيٌّ ترزق ) .

وتقدم أن السيد الحميري رحمه الله رجع عن الكيسانية وصار إمامياًً اثني عشرياً ، وقال :

فلما رأيت الناس في الدين قد غووا تجعفرت باسم الله فيمن تجعفرو

وناديت باسم الله والله أكبرُ وأيقنت أن الله يعفو ويغفرُ..الخ.

والكيسانية نسبةً الى كيسان من وزراء المختار ، ونشأ ادعاؤهم من أحاديث النبي وآله صلى الله عليه وآله في أن المهدي الموعود لا بد أن يغيب ، فطبقوه على محمد بن الحنفية بعد موته رحمه الله كما صرح بذلك السيد الحميري في قصائده . ويظهر أن اختيارهم جبل رضوى مكاناً لغيبته ، بسبب أحاديث عن النبي وآله صلى الله عليه وآله أيضاً .

وتدل الأحاديث المتقدمة على أن لجبل رضوى موقعاً في عالم الأرواح ! وأصل وجود أمكنة في الأرض هي نقاطٌ لتجمع أرواح الأموات أمرٌ متفق عليه بين المسلمين ، فقد ورد ذلك في بيت المقدس وحضرموت اليمن ووادي السلام التي تسمى ظهر الكوفة والنجف ، وغيرها !

ولا بد لنا أن نعترف بقلة معلوماتنا عن نقاط تحرك الأرواح في الأرض ، ونقاط نزول الملائكة وصعودها والأرواح والأعمال.. فما المانع أن يكون لجبل رضوى موقع في هذا العالم الذي هو أعلى من عالم المادة المنظور .

كما أن قول الإمام الصادق عليه السلام المتقدم عن جبل رضوى : ( رضوى من جبال فارس أحبنا فنقله الله إلينا ) لايصح رده لغرابته ، بعد أن روى الجميع أن جبل الطائف من جبال الشام ، وقد نقله الله تعالى الى الحجاز ! كما روي أن الأرض دحيت من تحت الكعبة ، أي بدأ تدويرها وتسويتها من نقطة مكة والكعبة ! فمعلوماتنا عن تكوين الأرض وجبالها وتحرك أمكنتها قليلة أيضاً .

كما أن حب بعض بقاع الأرض وبغضها للنبي وآله صلى الله عليه وآله متفق عليه بين المسلمين ، فقد روى بخاري : 2/133 ، قول النبي صلى الله عليه وآله عن جبل أحد : أُحُدٌ جبل يحبنا ونحبه ) . وكرره في : 3/223 ، و225 ، و : 4/118 ، و : 5/40 ، و136 ، و : 6/207 ، و : 8/153.

وهذا أحد الأدلة التي أستدل بها على أنَّ للجمادات كالنبات والحيوان ، شعوراً وإحساساً وتكليفاً ، كل بمستواه ، فلا يوجد ميت بالكامل في الكون ، بل الموت والحياة نسبيان ، كما قال تعالى : ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْ‌ضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورً‌ ) ( الإسراء : 44 ) ، ولا مجال للإفاضة في هذا البحث . وعليه ، فإن ما ورد في دعاء الندبة كما في إقبال الأعمال : 1/510 : ( السلام عليك يا ابن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى واقترب من العلي الأعلى ، ليت شعري أين استقرت بك النوى ، أم أي أرض تقلك أم ثرى ، أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى عزيز علي أن ترى الخلق ولا ترى ، ولا يسمع لك حسيس ولا نجوى ، عزيز علي أن يرى الخلق ولا ترى ، عزيز علي أن تحيط بك الأعداء ، بنفسي أنت من مغيب ما غاب عنا ، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا ) .

يقصد التساؤل بشوق عن مكان الإمام عليه السلام الذي يتحرك في أرض الله تعالى بهداية ربه ، وله علاقة بجبل رضوى الذي هو مركز نزول للأرواح العلوية .

الخضر من أصحاب المهدي عليهما السلام

وأحاديث ذلك كثيرة في مصادر الجميع وفيها صحيح السند ، تجدها في قصص الأنبياء عليهم السلام وفي تفسير الآيات المتعلقة به في سورة الكهف ، قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَ‌حُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَ‌يْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ‌ سَرَ‌بًا * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِ‌نَا هَـٰذَا نَصَبًا * قَالَ أَرَ‌أَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَ‌ةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَ‌هُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ‌ عَجَبًا * قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْ‌تَدَّا عَلَىٰ آثَارِ‌هِمَا قَصَصًا * فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَ‌حْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُ‌شْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرً‌ا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ‌ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرً‌ا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ صَابِرً‌ا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرً‌ا * قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرً‌ا * فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَ‌كِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَ‌قَهَا قَالَ أَخَرَ‌قْتَهَا لِتُغْرِ‌قَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرً‌ا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرً‌ا * قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْ‌هِقْنِي مِنْ أَمْرِ‌ي عُسْرً‌ا * فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ‌ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرً‌ا * قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرً‌ا * قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرً‌ا * فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْ‌يَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارً‌ا يُرِ‌يدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا * قَالَ هَـٰذَا فِرَ‌اقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرً‌ا * أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ‌ فَأَرَ‌دتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَ‌اءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا * وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْ‌هِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرً‌ا * فَأَرَ‌دْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَ‌بُّهُمَا خَيْرً‌ا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَ‌بَ رُ‌حْمًا * وَأَمَّا الْجِدَارُ‌ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَ‌ادَ رَ‌بُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِ‌جَا كَنزَهُمَا رَ‌حْمَةً مِّن رَّ‌بِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِ‌ي ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرً‌ا ) . ( سورة الكهف : 60-82 ) .

وهي تدل على أن الخضر من جنود الله وأصحاب المهات الخاصة في الأرض ، وقد ورد أنه كان يظهر للنبي صلى الله عليه وآله ، وأنه عزَّى أهل البيت بوفاته صلى الله عليه وآله ، ثم كان يظهر لهم ، وقد رويت أخبار ظهوره لعدد منهم عليهم السلام ، وأنه جوال في الأرض ، ويصلي أحياناً في مسجد الكوفة والسهلة ، وأنه مع الإمام المهدي عليه السلام في غيبته .

ففي كمال الدين : 2/390 ، عن الإمام الرضا عليه السلام قال : إن الخضر عليه السلام شرب من ماء الحياة فهو حيٌّ لايموت حتى ينفخ في الصور ، وإنه ليأتينا فيسلم فنسمع صوته ولا نرى شخصه ، وإنه ليحضر ما ذكر ، فمن ذكره منكم فليسلم عليه ، وإنه ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين ، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته ) . وعنه إثبات الهداة : 3/480 ، وحلية الأبرار : 2/683 ، والبحار : 52/152.

وذكر في البحار : 13 ، 303 ، أن إسم الخضر خضرويه ، سمي به لأنه جلس على أرض بيضاء فاهتزت خضراء ، وأنه أطول الآدميين عمراً ، واسمه إلياس بن ملكان بن عامر بن أرفخشد بن سام بن نوح . لكن لايمكن الأخذ بمثلها من روايات أنساب الأنبياء عليهم السلام لتأثرها بالإسرائيليات التي يكثر فيها الكذب .

هذا ، وسيأتي في غيبة الإمام عليه السلام ما يدل على حضور الخضر موسم الحج كل عام.

وربما كان نبي الله إلياس من أصحابه عليهما السلام

وردت في نبي الله إلياس عليه السلام وحياته ، أحاديث وقصص في مصادر الطرفين ، لكنها لاتبلغ في قوتها وصحتها أحاديث الخضر عليه السلام .

روى في كمال الدين/543 ، قصة المعمر ابن أبي الدنيا ، وأنه رأى في الجاهلية الخضر وإلياس وبشراه بالنبي صلى الله عليه وآله وأخبراه أنه يعيش حتى يرى عيسى.

وروى في البحار : 13/319 ، ومستدرك الوسائل : 5/386 ، عن النبي صلى الله عليه وآله دعاءً للأمن من السرق والغرق والحرق وأن الخضر عليه السلام وإلياس يلتقيان في كل موسم فإذا تفرقا تفرقا عن هذه الكلمات : بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، ما شاء الله ، كل نعمة فمن الله ، ما شاء الله ، الخير كله بيد الله ، ما شاء الله ، لا يصرف السوء إلا الله ) .

وفي الكافي : 1/227 ، عن مفضل بن عمر أنه دخل على الإمام الصادق وهو يقرأ دعاءً بالسريانية ويبكي ، وفسره لهم بأنه دعاء نبي الله الياس عليه السلام : ( كان يقول في سجوده : أتراك معذبي وقد أظمأت لك هواجري ، أتراك معذبي وقد عفرت لك في التراب وجهي ، أتراك معذبي وقد اجتنبت لك المعاصي ، أتراك معذبي وقد أسهرت لك ليلي؟ قال : فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإني غير معذبك قال فقال : إن قلت لا أعذبك ثم عذبتني ماذا ؟ ألست عبدك وأنت ربي ؟ قال : فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإني غير معذبك إني إذا وعدت وعداً وفيت به ) .

وفي المحاسن : 2/515 : ( عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عليكم بالكرفس ، فإنه طعام إلياس واليسع ويوشع بن نون ) .والكافي : 6/366 ، ومكارم الأخلاق/180.

وفي البحار : 13/393 ، قصة نبي الله إلياس عليه السلام عن وهب بن منبه وابن عباس ، وحاصلها : أنه من أنبياء بني إسرائيل ، بعثه الله الى سبط بني إسرائيل في بعلبك وكان بعد داود عليه السلام أي في حكم الرومان ، وكانت زوجة ملكهم رومانية فاجرة وكانوا يعبدون بعلاً ، كما ورد في آيات إلياس عليه السلام : ( وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ * إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ * أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُ‌ونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ * اللَّـهَ رَ‌بَّكُمْ وَرَ‌بَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُ‌ونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ * وَتَرَ‌كْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِ‌ينَ ). ( الصافات : 123-129 ) فكذبوه وأهانوه وأخافوه وهموا بتعذيبه فهرب منهم ولحق بأصعب جبل فبقي فيه وحده سبع سنين ، يأكل من نبات الأرض وثمار الشجر ، فابتلى الله قومه بالقحط ومرض ابن الملك حتى يئس منه وكان أعز ولده إليه ، فاستشفعوا إلى عبدة الصنم ليستشفعوا له فلم ينفع فبعثوا الى إلياس عليه السلام في الجبل أن يهبط إليهم ويشفع لهم ، فنزل إلياس من الجبل ودعا الله فشافى ابن الملك وأنزل المطر...وفي آخر الرواية : ( ثم وصى إلياس إلى اليسع وأنبت الله لإلياس الريش وألبسه النور ورفعه إلى السماء ، وقذف بكسائه من الجو على اليسع فنبأه الله على بني إسرائيل وأوحى إليه وأيده ، فكان بنو إسرائيل يعظمونه ويهتدون بهداه ) . ونقل عن الطبرسي قوله : ( ورفعه الله تعالى من بين أظهرهم ، وقطع عنه لذة الطعام والشراب ، وكساه الريش فصار إنسياً ملكياً أرضياً سماوياً ، وسلط الله على الملك وقومه عدواً لهم فقتل الملك وامرأته ، وبعث الله اليسع رسولا فآمنت به بنو إسرائيل وعظموه وانتهوا إلى أمره ) .

وروى في البحار : 13/399 ، عن الإمام الصادق عليه السلام أن ملك بني إسرائيل هويَ امرأة من قوم يعبدون الأصنام من غير بني إسرائيل فخطبها فقالت : على أن أحمل الصنم فأعبده في بلدتك ، فأبى عليها ثم عاودها مرة بعد مرة حتى صار إلى ما أرادت فحولها إليه ومعها صنم ، وجاء معها ثمان مائة رجل يعبدونه... وانتهت القصة بأن القحط أصابهم فاستغاثوا بإليا ، وتاب الملك توبة حسنة حتى لبس الشعر وأرسل الله إليهم المطر والخصب ) . انتهى.

أقول : يؤخذ الروايات ضعف سندها الى أهل البيت عليهم السلام ، وأنها أشبه بمبالغات الإسرائيليات في سياقها غير المنطقي في تعامل الله تعالى مع الأنبياء عليهم السلام ! ثم في ادعائها أن بني إسرائيل اهتدوا وآمنوا بإلياس واليسع عليهما السلام ، وزعمها أن اليهود كانوا يحكمون أنفسهم مع أنهم انوا تحت حكم الروم وكان حكامهم منصوبين منهم ! وقلعة بعلبك معبد الرومان الوثنيين وقول إلياس عليهما السلام : ( أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُ‌ونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ) . ( الصافات : 125 ) يدل على أنه بُعث الى وثنيين من الرومان وأتباعهم اليهود . وروى في الكافي : 1/242 ، عن ابن الحريش عن الإمام محمد الجواد عليه السلام قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : بينا أبي عليه السلام يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر قد قيض له فقطع عليه أسبوعه حتى أدخله إلى دار جنب الصفا ، فأرسل إليَّ فكنا ثلاثة فقال : مرحباً يا ابن رسول الله ، ثم وضع يده على رأسي وقال : بارك الله فيك يا أمين الله بعد آبائه . يا أبا جعفر إن شئت فأخبرني وإن شئت فأخبرتك وإن شئت سلني وإن شئت سألتك ، وإن شئت فأصدقني وإن شئت صدقتك؟ قال : كل ذلك أشاء قال : فإياك أن ينطق لسانك عند مسألتي بأمر تضمر لي غيره قال : إنما يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه ، وإن الله عز وجل أبي أن يكون له علم فيه اختلاف قال : هذه مسألتي وقد فسرت طرفاً منها ! أخبرني عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف مَن يعلمه ؟ قال : أما جملة العلم فعند الله جل ذكره ، وأما ما لابد للعباد منه فعند الأوصياء عليهم السلام ، قال : ففتح الرجل عجيرته واستوى جالساً وتهلل وجهه ، وقال : هذه أردت ولها أتيت ، زعمت أن علم ما لا اختلاف فيه من العلم عند الأوصياء ، فكيف يعلمونه ؟ قال : كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلمه إلا أنهم لا يرون ما كان رسول الله يرى لأنه كان نبياً وهم محدثون ، وإنه كان يفد إلى الله عز وجل فيسمع الوحي وهم لايسمعون ، فقال : صدقت يا ابن رسول الله.... سآتيك بمسألة صعبة : أخبرني عن هذا العلم ما له لايظهر كما كان يظهر مع رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : فضحك أبي عليه السلام وقال : أبى الله عز وجل أن يطلع على علمه إلا ممتحناً للإيمان به كما قضى على رسول الله أن يصبر على أذى قومه ولا يجاهدهم إلا بأمره ، فكم من اكتتام قد اكتتم به حتى قيل له : ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ‌ وَأَعْرِ‌ضْ عَنِ الْمُشْرِ‌كِينَ ) ! وأيم الله أن لو صدع قبل ذلك لكان آمناً ، ولكنه إنما نظر في الطاعة وخاف الخلاف فلذلك كفَّ ، فوددت أن عينك تكون مع مهدي هذه الأمة ، والملائكة بسيوف آل داود بين السماء والأرض تعذب أرواح الكفرة من الأموات ، وتلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء ، ثم أخرج سيفاً ثم قال : ها إن هذا منها ، قال فقال أبي : إي والذي اصطفى محمداً على البشر ، قال : فرد الرجل اعتجاره وقال : أنا إلياس ، ما سألتك عن أمرك وبي منه جهالة ، غير أني أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لأصحابك...وجاء في آخر الحديث : فقال الرجل : أشهد أنكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه ثم قام الرجل وذهب فلم أره ) . وعنه البحار : 25/74 ، ولعله أقوى نص في حياة إلياس عليه السلام . لكن في هامش البحار : 13/406 : ( والحسن بن العباس بن الحريش رجل ضعيف لايلتفت إلى حديثه ، فقد ذكره الشيخ النجاشي في رجاله/45 وقال : ضعيف جداً ، له كتاب إنا أنزلناه في ليلة القدر وهو كتاب ردي الحديث مضطرب الألفاظ اهـ : وفي الخلاصة : وقال ابن الغضائري : هو أبو محمد ضعيف ، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام فضل إنا أنزلناه كتاباً مصنفاً فاسد الألفاظ ، تشهد مخائله على أنه موضوع ، وهذا الرجل لا يلتفت إليه ولا يكتب حديثه ) . انتهى.

أما مصادر السنيين ، فمروياتها تكاد تكون كلها إسرائيليات ! ففي الجامع الصغير للسيوطي : 1/636 : الخضر في البحر ، وإلياس في البر ، يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج ، ويحجان ويعتمران كل عام ، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل ) .

وقال في شرحه في فيض القدير : 3/672 : ( الخضر في البحر ) أي معظم إقامته فيه ( وإلياس ) بكسر الهمزة من الأيس الخديعة والخيانة واختلاط العقل أو هو إفعال من قولهم رجل أليس أي شجاع لا يفر والأيس الثابت الذي لا يبرح كذا ذكره ابن الأنباري قال السهيلي : والأصح أن إلياس سمي بضد الرجاء ولامه للتعريف وهمزته همزة وصل وقيل قطع ! ( وهو تكلف بارد في إسم عبري أصله من السريانية ) .

( في البر يجتمعان كل ليلة .. ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل ) تمامه طعامهما ذلك اهـ . فكأنه سقط من قلم المصنف ، وهذا حديث ضعيف لكنه يتقوى بوروده من عدة طرق بألفاظ مختلفة ، فمنها ما في المستدرك عن أنس كنا مع النبي صلى الله عليه وآله في سفر فنزل منزلاً فإذا رجل في الوادي يقول اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور لها المتاب عليها ، فأشرفتُ على الوادي فإذا رجل طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع فقال : من أنت؟ قلت : أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وآله قال : وأين هو؟ قلت : هو ذا يسمع كلامك . قال : أقرئه السلام وقل له أخوك إلياس يقرؤك السلام فأتيته فأخبرته فجاء حتى اعتنقه ثم قعدا يتحدثان فقال : يا رسول الله إني إنما آكل في السنة مرة وهذا يوم فطري فآكل أنا وأنت ، فنزلت عليهما مائدة من السماء عليها خبز وحوت وكرفس وأكلا وصليا العصر ثم ودعته فرأيته مشى في السحاب نحو السماء اهـ. وأخرج الحاكم في المستدرك أن إلياس اجتمع بالمصطفى وأكلا جميعاً وأن طوله ثلاثمائة ذراع وإنه لا يأكل في السنة إلا مرة واحدة كما مر ، وأورده الذهبي في ترجمة يزيد بن يزيد البلوي وقال إنه خبر باطل . وفي البخاري : يذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس . قال ابن حجر : أما قول ابن سعود فوصله عبد بن حميد وابن حاتم بإسناد حسن عنه ، وأما قول ابن عباس فوصله جويبر عن الضحاك عنه وإسناده ضعيف ولهذا لم يجزم به البخاري ، وقيل : إلياس إنما هو من بني إسرائيل ) .وضعفه في ضعيف الجامع/102.

وفي الدر المنثور : 4/240 : ( وأخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده بسند واه عن أنس..كما تقدم ، وقال : وأخرج ابن عساكر عن ابن أبي داود قال : الياس والخضر يصومان شهر رمضان في بيت المقدس ويحجان في كل سنة ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من قابل . وأخرج العقيلي والدارقطني في الافراد وابن عساكر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قال : يلتقي الخضر وإلياس كل عام في الموسم فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات... قال ابن عباس : من قالهن حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات أمنه الله من الغرق والحرق والسرق ومن الشياطين والسلطان والحية والعقرب ) . ورواه في الإصابة : 2/251 ، عن أنس ، وقال : قلت وعبد الرحيم وأبان متروكان ) .

وفي ربيع الأبرار/126 : ( مقاتل : من الأنبياء أربعة أحياء : اثنان في السماء عيسى وإدريس ، واثنان في الأرض : إلياس والخضر ، فإلياس في البر والخضر في البحر ، وهما يجتمعان كل ليلة على ردم ذي القرنين يحرسانه ، ويحجان كل عام ولا يراهما إلا من شاء الله ، وأكلهما الكرفس والكمأة ) .

وفي فردوس الأخبار : 2/202 ، عن أنس كما تقدم ، ومثله كنز العمال : 12/71 ، عن مسند الحارث .

وفيه : الخضر هو الياس ( ابن مردويه عن ابن عباس ) إنما سمي الخضر خضراً لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء ( حم ، ق ( 1 ) ، ت - عن أبي هريرة ) .

إلياس والخضر أخوان ، أبوهما من الفرس وأمهما من الروم ( فر عن أبي هريرة ) .

لما لقي موسى الخضر جاء طير فألقى منقاره في الماء فقال الخضر لموسى : تدري ما يقول هذا الطائر ؟ قال : وما يقول : قال : يقول : ما علمك وعلم موسى في علم الله إلا كما أخذ منقاري من هذا الماء ( ك عن أبي ) .

يلتقي الخضر وإلياس في كل عام في الموسم بمنى فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات : بسم الله ما شاء الله ، لا يسوق الخير إلا الله ، ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله ما شاء الله ، ما كان من نعمة فمن الله ، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ، من قالهن حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات آمنه الله من الغرق والسرق ومن الشيطان والسلطان ومن الحية والعقرب. ( قط في الافرأد وأبو إسحاق الذكي في فوائده ، عق ، عد وابن عساكر عن ابن عباس وضعف ، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ) .

وبعضه في فتح الباري : 6/266 ، وقال في : 7/342 : ( وأغرب ابن التين فجزم أن الياس ليس بنبي وبناه على قول من زعم أنه أيضاً حي ، وهو ضعيف أعني كونه حياً وأما كونه ليس بنبي فنفيٌ باطل ففي القرآن العظيم : ( وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ) ، فكيف يكون أحد من بني آدم مرسلاً وليس بنبي ) .انتهى.

وشطحة ابن التين لها مثيلات منه ، وهي مثلٌ لمن تستهويه الإسرائيليات فينسى نص القرآن ، أو يتحايل عليه !

والنتيجة : أن أخبار نبي الله إلياس عليه السلام حتى في مصادرنا متأثرة بالإسرائيليات ، ولا يمكن الإعتماد على أمثالها ما لم يؤيده الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام وهو هنا قليل . وأما الخضر عليه السلام فأحاديثه متوفرة وفيها الصحيح أنه حي يرزق ، وأنه من أصحاب الإمام المهدي عليه السلام في غيبته ، ويظهر معه عند ظهوره .

أصحاب الكهف أعوان المهدي عليه السلام

قال الله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّ‌قِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَ‌بَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَ‌حْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِ‌نَا رَ‌شَدًا * فَضَرَ‌بْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا * نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَ‌بِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَ‌بَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَ‌بُّنَا رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَـٰهًا لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا * هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا * وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ‌ لَكُمْ رَ‌بُّكُم مِّن رَّ‌حْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِ‌كُم مِّرْ‌فَقًا * وَتَرَ‌ى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ‌ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَ‌بَت تَّقْرِ‌ضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْ‌شِدًا * وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُ‌قُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَ‌اعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَ‌ارً‌ا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُ‌عْبًا * وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَ‌بُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِ‌قِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ‌ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِ‌زْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَ‌نَّ بِكُمْ أَحَدًا * إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُ‌وا عَلَيْكُمْ يَرْ‌جُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا * وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْ‌نَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَ‌يْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَ‌هُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّ‌بُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِ‌هِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا * سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّ‌ابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَ‌جْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّ‌بِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ‌ فِيهِمْ إِلَّا مِرَ‌اءً ظَاهِرً‌ا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ) . ( الكهف : 9-22 ) .

وذكر المفسرون في سبب نزولها أن قبائل قريش بعثت الى حاخامات اليهود ثلاثة من أصدقائهم هم : العاص السهمي وابن معيط الأموي وابن كلدة العبدري ، ليأتوهم بمسائل يعجز عن جوابها النبي صلى الله عليه وآله ! فجاؤوا بمسائل : منها متى تقوم الساعة ، وعن أصحاب الكهف ، وعن ذي القرنين. ( تفسير القمي : 1/249 ، والطبري : 15/285 ) .

وفي تفسير القمي : 2/31 : ( وهم فتية كانوا في الفترة بين عيسى بن مريم ومحمد صلى الله عليه وآله . وأما الرقيم فهما لوحان من نحاس مرقومان ، أي مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم ، وما أراد منهم دقيانوس الملك وكيف كان أمرهم وحالهم ) .

وفي تفسير العياشي : 2/321 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( وكتب ملك ذلك الزمان بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشايرهم في صحف من رصاص ) .

وفي الدر المنثور : 4/215 : وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس : قال رسول الله : إن أهل الكهف من أصحاب المهدي عليه السلام . وأخرج الزجاجي في أماليه عن ابن عباس في قوله : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّ‌قِيمِ ) ؟ قال : إن الفتية لما هربوا من أهليهم خوفاً على دينهم فقدوهم فخبروا الملك خبرهم ، فأمر بلوح من رصاص فكتب فيه أسماءهم وألقاه في خزانته وقال إنه سيكون لهم شأن ) . والعطر الوردي/70 ، كالدر المنثور عن تاريخ ابن الجوزي وقال : وحينئذ فَسِرُّ تأخيرهم إلى هذا المدة إكرامهم بشرف دخولهم في هذه الأمة وإعانتهم لخليفة الحق ، كما نقله الصبان عن السيوطي . ونحوه في سبل الهدى : 2/124 ، والفواكه الدواني : 1/70 ، وفي فتح الباري : 6/365 ، عن حديث : أصحاب الكهف أعوان المهدي : ( وسنده ضعيف ، فإن ثبت حمل على أنهم لم يموتوا بل هم في المنام إلى أن يبعثوا لإعانة المهدي ) .انتهى.

وفي الفواكه الدواني : 1/70 : ( ويكون المهدي مع أصحاب الكهف الذين هم من أتباع المهدي من جملة أتباعه ، ويصلي عيسى وراء المهدي صلاة الصبح وذلك لا يقدح في قدر نبوته ، ويسلم المهدي لعيسى الأمر ويقتل الدجال . ويموت المهدي ببيت المقدس وينتظم الأمر كله لعيسى عليه السلام ويمكث في الأرض بعد نزوله أربعين سنة ، ثم يموت ويصلي عليه المسلمون . وقيل يمكث سبع سنين بعد نزوله ليس يبقى بين اثنين عداوة ، ثم يرسل الله الريح التي تقبض أرواح المؤمنين ) . انتهى. وهو متأثر بأفكار كعب !

كما روت مصادر السنة والشيعة قصة غريبة ، مفادها : أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله طلبوا منه أن يريهم أهل الكهف فأمرهم أن يركبوا على بساط ، وبعث معهم علياً عليه السلام فطار بهم البساط حتى وصلوا الى أهل الكهف فرأوهم نائمين فكلموهم فلم يجيبوهم وكلمهم علي عليه السلام فأجابوه ( فقال أبو بكر : يا علي ما بالهم ردوا عليك وما ردوا علينا؟ فقال لهم علي ، فقالوا : إنا لا نردُّ بعد الموت إلا على نبي أو وصى نبي ) . ورووا أن علياً استشهد بأنس بن مالك على هذه الكرامة فأبى أن يشهد فدعا عليه فأصابه البرص والعمى ! ( راجع : عقد الدرر/141 ، عن تفسير الثعلبي ، وعنه البرهان للهندي/87 ، ومناقب ابن المغازلي/232 ، عن أنس ، وسعد السعود لابن طاووس/112 ، وقال : فصل فيما نذكره من كتاب التفسير مجلد واحد تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني نذكر منه حديثاً واحداً من تفسير سورة الكهف من الوجهة الأولة من القائمة الثانية من الكراس الرابعة ، بإسناده عن محمد بن أبي يعقوب الجوال الدينوري قال : حدثني جعفر بن نصر بحمص قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ثابت عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله بساط من قرية يقال لها بهندف.... هذا الحديث رويناه من عدة طرق مذكورات وإنما ذكرناه هاهنا لأنه من رجال الجمهور وهم غير متهمين فيما ينقلونه لمولانا علي عليه السلام من الكرامات . والخرائج والجرائح : 1/210 ، والفضائل لابن شاذان/164 ، ومناقب ابن شهرآشوب : 2/337 و 338 بمعناه ، عن جابر وأنس. والفضائل لابن شاذان/164 ، والثاقب في المناقب/71 ، واليقين/133 ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، وإرشاد القلوب/268 ، وخلاصة عبقات الأنوار : 3/258 ، ونفحات الأزهار : 3/241 ) . والطرائف لابن طاووس/84 ، وقال : وزاد الثعلبي في هذا الحديث علي ابن المغازلي : قال فصاروا إلى رقدتهم إلى آخر الزمان عند خروج المهدي ، فقال إن المهدي يسلم عليهم فيحييهم الله عز وجل له ثم يرجعون إلى رقدتهم فلا يقومون إلى يوم القيامة ) .

ملاحظات

1- في الإرشاد : 2/117 : ( عن زيد بن أرقم أنه قال : مُرَّ به عليَّ ( رأس الحسين عليه السلام ) وهو على رمح وأنا في غرفة ، فلما حاذاني سمعته يقرأ : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّ‌قِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ) ، فقفَّ والله شعري وناديت : رأسك والله يا ابن رسول الله أعجب وأعجب ) . ( ومناقب آل أبي طالب : 3/218 ) . وفي المناقب لمحمد بن سليمان : 2/267 : ( عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو قال : رأيت رأس الحسين بن علي على الرمح وهو يتلو هذه الآية : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّ‌قِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ) ! فقال رجل من عرض الناس : رأسك يا ابن رسول الله أعجب ) !

2- المتفق عليه في نصوص أصحاب الكهف أنهم من أصحاب المهدي عليه السلام ، ويقوِّيه أن الله تعالى جعل الذين ظهروا في عصرهم يكتبون قصتهم على رقيم حديدي ، ويبنون عليهم باب الكهف ، وأنه تعالى تكلم عن عددهم كثيراً ولم يبينه ! وهذا يعني أن له فيهم قصداً في المستقبل وهو دورهم في عصر الإمام المهدي عليه السلام . لذلك من البعيد أن يقتصر دورهم على تكليم الإمام عليه السلام ثم يموتون ، كما نقل ابن طاووس عن الثعلبي : ( إن المهدي يسلم عليهم فيحييهم الله عز وجل له ثم يرجعون إلى رقدتهم فلا يقومون إلى يوم القيامة ) .

بل يعارضه ما رواه في الهداية/31 : ( يأتيه الله ببقايا قوم موسى عليه السلام ويجئ له أصحاب الكهف ويؤيده الله بالملائكة ) . وفي الإرشاد/365 ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( يخرج مع القائم عليه السلام ...خمسة عشر من قوم موسى عليه السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون ، وسبعة من أهل الكهف ، ويوشع بن نون.... فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً ) .

فقد نصت هذه الروايات وغيرها على دورهم معه عليه السلام ، ولا بد أن يكونوا عوناً له في إقامة الحجة على الروم الذين هم منهم ، والذين يحشدون نحو مليون جندي من جيوشهم في منطقة أنطاكية ، وقد يكون الوفد الذي يرسله المهدي عليه السلام الى أنطاكية هدفه الأساسي كشف أهل الكهف لكي يحتجوا على الروم ، ثم يلتحقون بالإمام عليه السلام .وقد نصت رواية فوائد الفكر/103 ، التالية على أنهم يكونون معه عليه السلام في حركته نحو الشام والقدس : ( عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وآله : لاتحشر أمتي حتى يخرج المهدي.... ثم يتوجه الى الشام وجبريل على مقدمته وميكائيل على يساره ، ومعه أهل الكهف أعوان له فيفرح به أهل السماء والأرض ) .

3- ومما يتصل بأهل الكهف موقع أنطاكية في حركة الإمام المهدي عليه السلام ، وأنه سيكون لها شأن في عصره بصفتها مركزاً لحواريي المسيح عليه السلام ودعوته ، وأنه يرسل وفداً من أصحابه فيستخرج نسخ التوراة الأصلية من مكان فيها .

ففي دلائل الإمامة/249 ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( إنما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي لأمر خفي يهدي ما في صدور الناس ، ويبعث إلى الرجل فيقتله لا يدرى في أي شئ قتله ، ويبعث ثلاثة رَكْب ، أما ركبٌ فيأخذ ما في أيدي أهل الذمة من رقيق المسلمين فيعتقهم ، وأما ركب فيظهر البراءة من يغوث ويعوق في أرض العرب . وركب يخرج التوراة من مغارة بأنطاكية . ويعطى حكم سليمان ) .والخرائج : 2/862 ، وغيره.

وفي غيبة النعماني/237 ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : دخل رجل على أبي جعفر الباقر عليه السلام فقال له : عافاك الله إقبض مني هذه الخمسمائة درهم فإنها زكاة مالي فقال له أبو جعفر عليه السلام : خذها أنت فضعها في جيرانك من أهل الإسلام والمساكين من إخوانك المؤمنين . ثم قال : إذا قام قائم أهل البيت قسم بالسوية وعدل في الرعية فمن أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله . وإنما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي إلى أمر خفي ، ويستخرج التوراة وسائر كتب الله عز وجل من غار بأنطاكية ، ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل وبين أهل الزبور بالزبور وبين أهل القرآن بالقرآن . وتجمع إليه أموال الدنيا من بطن الأرض وظهرها فيقول للناس : تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء الحرام ، وركبتم فيه ما حرم الله عز وجل ، فيعطي شيئاً لم يعطه أحد كان قبله ، ويملؤ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً ، كما ملئت ظلماً وجوراً وشراً ) . ونحوه علل الشرائع/161 ، وعقد الدرر/39 إلى قوله : أمر خفي .

قد يقال : لماذا لم يقبل الإمام الباقر عليه السلام زكاة ذلك الرجل ويضعها في موضعها ، مع أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وآله بقبولها ، بقوله : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُ‌هُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ). ( التوبة : 103 ) والجواب : أن الأئمة من العترة النبوية عليهم السلام كانوا كجدهم صلى الله عليه وآله يقبلون الصدقات والزكوات والأخماس من الناس ، ولا بد أن للقصة ظروفاً لم ينقلها الراوي ، هي التي أوجبت أن يتحدث الإمام الباقر عليه السلام عن إعادة توزيع الثروة وبسطها على الناس في عصر الإمام المهدي عليه السلام . على أن الإمام الباقر عليه السلام أمر الشخص بصرفها في مواضعها ، وهو نوع من القبول .

وفي ابن حماد : 1/355 ، عن كعب قال : المهدي يبعث بقتال الروم ، يعطى فقه عشرة يستخرج تابوت السكينة من غار بأنطاكية فيه التوراة التي أنزل الله تعالى على موسى عليه السلام ، والإنجيل الذي أنزل الله عز وجل على عيسى عليه السلام ، يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ) .

وفي العرائس للثعلبي/118 ، عن تميم الداري قال : قلت يا رسول الله مررت بمدينة صفتها كيت وكيت قريبة من ساحل البحر ، فقال صلى الله عليه وآله : تلك أنطاكية ، أما إن في غار من غير أنها رضاضاً من ألواح موسى ، وما من سحابة شرقية ولا غربية تمر بها إلا ألقت عليها من بركاتها ، ولن تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من أهل بيتي يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ) . والرضراض : القطع الصغيرة .

وفي تاريخ بغداد : 9/471 ، عن تميم الداري قال قلت : يا رسول الله ، ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها أنطاكية ، وما رأيت أكثر مطراً منها ! فقال النبي صلى الله عليه وآله نعم ، وذلك أن فيها التوراة ، وعصا موسى ورضراض الألواح ، ومائدة سليمان بن داود في غار من غير أنها ، ما من سحابة تشرف عليها من وجه من الوجوه إلا فرغت ما فيها من البركة في ذلك الوادي ، ولا تذهب الأيام ولا الليالي حتى يسكنها رجل من عترتي اسمه إسمي واسم أبيه إسم أبي ، يشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي ، يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ) .

أقول : لا قيمة لما يقوله كعب وتميم ولا لما يرويانه ، بعد أن ثبت تكذيب أهل البيت عليه السلام لهما ، خاصة إذا كان كلامهما عن مكانة منطقة تخص اليهود والنصارى . على أن ابن الجوزي حكم بأن رواية تميم لا تصح وأنها موضوعة ( الموضوعات : 2/57 ) . لكن نقبل مضمون هذا الكلام لأنه تقدم برواية غير تميم وكعب ، على أن عدداً من الروايات نسبت اليهما بعد عصرهما .

من أصحاب المهدي عليه السلام سبعة علماء من بلاد شتى

ابن حماد : 1/345 ، عن ابن مسعود ولم يسنده الى النبي صلى الله عليه وآله قال : ( إذا انقطعت التجارات والطرق وكثرت الفتن ، خرج سبعة رجال علماًء من أفق شتى على غير ميعاد ، يبايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ، حتى يجتمعوا بمكة فيلتقي السبعة فيقول بعضهم لبعض : ما جاء بكم ؟ فيقولون : جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن وتفتح له القسطنطينية ، قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأمه وحليته ، فيتفق السبعة على ذلك . فيطلبونه فيصيبونه بمكة : فيقولون له : أنت فلان بن فلان ، فيقول لا ، بل أنا رجل من الأنصار ، حتى يفلت منهم . فيصفونه لأهل الخبرة والمعرفة به ، فيقال هو صاحبكم الذي تطلبونه ، وقد لحق بالمدينة ، فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة ، فيطلبونه بمكة فيصيبونه فيقولون : أنت فلان بن فلان وأمك فلانة بنت فلان وفيك آية كذا وكذا ، وقد أفلت منا مرة فمد يدك نبايعك فيقول : لست بصاحبكم أنا فلان بن فلان الأنصاري ، مروا بنا أدلكم على صاحبكم ، حتى يفلت منهم ، فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة فيصيبونه بمكة عند الركن فيقولون : إثمنا عليك ودماؤنا في عنقك إن لم تمد يدك نبايعك ، هذا عسكر السفياني قد توجه في طلبنا عليهم رجل من جرم ، فيجلس بين الركن والمقام فيمد يده فيبايع له ، ويلقي الله محبته في صدور الناس ، فيسير مع قوم أسد بالنهار رهبان بالليل ) .

أقول : هذه القصة نموذج لفهم جمهور السنيين للبشارة النبوية بالمهدي عليه السلام في القرن الثاني والثالث ، وقد أسندوا روايتها الى ابن مسعود رحمه الله الذي كان يتحدث عن بشارة النبي صلى الله عليه وآله بالأئمة الإثني عشر وخاتمهم الإمام المهدي عليهم السلام ، وأدخلوا فيها عناصر تصوراتهم عن المهدي الموعود وتفسيرهم لقول النبي صلى الله عليه وآله إنه يبايع وهوكاره ، وأصل معناه أنه يبايع على غير رغبة منه كما يرغب الطالبون للحكم . وأدخلوا فيها أمنيتهم بفتح القسطنطينية التي استعصت على المسلمين وصارت عقدة عندهم مدة قرون ، حتى فتحها أخيراً القائد التركي محمد الفاتح .

لكنهم حافظوا في القصة على هوية الإمام المهدي عليه السلام وعلى أن جيش السفياني السوري يقصد مكة للقضاء على حركته فيخسف الله به ، وحديث جيش الخسف مشهور عند المسلمين من عهد النبي صلى الله عليه وآله .

وشاهدنا أن الرواية حافظت على عدد أصحاب المهدي عليه السلام الثلاث مئة وثلاثة عشر ، الذين يجمعهم الله تعالى من بلاد شتى ، وجعلت ممثليهم هؤلاء العلماء الباحثين عن الإمام المهدي عليه السلام . وقد روى ابن حماد في هؤلاء العلماء السبعة عدة روايات طويلة وقصيرة ، لكن ليس فيها رواية مسندة الى النبي أو الأئمة عليهم السلام . وعنه عقد الدرر/132 ، والحاوي : 2/70 ، والسفاريني : 2/11 ، وغيرهم.

النفس الزكية الشهيد في ظهر الكوفة من علامات المهدي عليه السلام

في الإرشاد : 2/368 : ( جاءت الأخبار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام وحوادث تكون أمام قيامه ، وآيات ودلالات : فمنها : خروج السفياني ، وقتل الحسني ، واختلاف بني العباس في الملك الدنياوي ، وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان ، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات ، وخسف بالبيداء ، وخسف بالمغرب ، وخسف بالمشرق ، وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر ، وطلوعها من المغرب ، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين ، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام وهدم سور الكوفة ) . ونحوه في روضة الواعظين/262 ، وتاج المواليد/70 ، والمستجاد/253 ، والصراط المستقيم : 2/248 .

أقول : تلاحظ أن فيها فروقات في عدد العلامات وترتيبها ، ويظهر أن مقصود المفيد رحمه الله سردها ولو بذكر المتأخر قبل المتقدم . وشاهدنا منها ( وقتل الحسني... وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين ، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام ، وهدم سور الكوفة ) . ولم تعين الرواية بلد الحسني ، أما الهاشمي الذي يذبح بين الركن والمقام ففيه روايات صريحة ستأتي .

وأما هدم سور الكوفة فيقصد به سور مسجدها من الجهة المعاكسة للقبلة كما دلت الروايات . وأما النفس الزكية التي تقتل في سبعين من الصالحين بظهر الكوفة ، فأوضح من تنطبق عليهم ممن قتلوا في النجف الى الآن ، هو الشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره فقد قتل في أكثر من سبعين ، ومعناه أن سبعين منهم صالحون ، أو قد يكون العدد للتكثير .

وتقدم من مختصر البصائر/199 ، الخطبة المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام التي تسمى المخزون ، جاء فيها : ألا يا أيها الناس ، سلوني قبل أن تشرع برجلها فتنة شرقية وتطأ في خطامها بعد موت وحياة أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ورافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها فإذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك بأي واد سلك ، فيومئذ تأويل هذه الآية : ( ثُمَّ رَ‌دَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّ‌ةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ‌ نَفِيرً‌ا ) . ولذلك آيات وعلامات أولهن إحصار الكوفة بالرصد والخندق وتحريق الزوايا في سكك الكوفة وتعطيل المساجد أربعين ليلة ، وتخفق رايات ثلاث حول المسجد الأكبر يشبهن بالهدى ، القاتل والمقتول في النار ، وقتل كثير وموت ذريع ، وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين ، والمذبوح بين الركن والمقام وقتل الأسبع المظفر صبراً في بيعة الأصنام مع كثير من شياطين الإنس ) . الخ. والحديث في الرواية عن الحجاز والعراق معاً ، والرايات التي تتنازع حول المسجد الأكبر ، أي المسجد الحرام . والقتل الذريع يحتمل أن يكون في البلدين ، والنفس الزكية بظهر الكوفة ، أي النجف . والأسبغ المظفر شخص يعتقل ويقتل صبراً أي يحكم عليه بالقتل ، ولم تعين بلده .

النفس الزكية الشهيد في المدينة من علامات المهدي عليه السلام

في ابن حماد : 1/324 ، عن كعب قال : تستباح المدينة حينئذ وتقتل النفس الزكية . وفي/90 ، عن ابن مسعود قال : يبعث جيش إلى المدينة فيخسف بهم بين الحماوين ، وتقتل النفس الزكية ) . وعنه عقد الدرر/66 ، وملاحم ابن طاووس/57 .

وفي الكافي : 1/337 ، بعدة روايات عن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن للغلام غيبة قبل أن يقوم ، قال قلت : ولم ؟ قال : يخاف وأومأ بيده إلى بطنه ، ثم قال : يا زرارة وهو المنتظر وهو الذي يشك في ولادته ، منهم من يقول مات أبوه بلا خلف ، ومنهم من يقول حمل ، ومنهم من يقول إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين وهو المنتظر ، غير أن الله عز وجل يحب أن يمتحن الشيعة ، فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة . قال : قلت : جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شئ أعمل ؟ قال : يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء : اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني . ثم قال : يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة ، قلت : جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟ قال : لا ، ولكن يقتله جيش آل بني فلان ، يجئ حتى يدخل المدينة فيأخذ الغلام فيقتله ، فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لا يمهلون ، فعند ذلك توقع الفرج إن شاء الله ) . والنعماني/166 ، و177 ، بروايات ، وكمال الدين : 2/342 و346 و481 ، بعدة طرق كرواية النعماني الأولى وغيرها ، ودلائل الإمامة/293 ، كرواية كمال الدين الأخيرة بتفاوت يسير ، وغيبة الطوسي/202 ، كرواية النعماني الأولى .. الخ.

وفي ابن حماد : 1/323 ، عن علي عليه السلام قال : يكتب السفياني إلى الذي دخل الكوفة بخيله ، بعدما يعركها عرك الأديم ، يأمره بالسير إلى الحجاز ، فيسير إلى المدينة فيضع السيف في قريش فيقتل منهم ومن الأنصار أربع مائة رجل ، ويبقر البطون ويقتل الولدان ، ويقتل أخوين من قريش ، رجل وأخته يقال لهما محمد وفاطمة ويصلبهما على باب المسجد بالمدينة ) . وعنه ملاحم ابن طاووس/56 .

وفي ابن حماد : 1/323 ، عن أبي رومان قال : يبعث بجيش إلى المدينة فيأخذون من قدروا عليه من آل محمد ويقتل من بني هاشم رجال ونساء ، فعند ذلك يهرب المهدي والمنصور من المدينة إلى مكة فيبعث في طلبهما وقد لحقا بحرم الله وأمنه ) .

وتسمي بعض الروايات هذا الغلام النفس الزكية ، وهو غير النفس الزكية الذي يقتل في مكة قبيل ظهور المهدي عليه السلام . فعن الإمام الباقر عليه السلام : ويظهر السفياني ومن معه حتى لايكون له همة إلا آل محمد صلى الله عليه وآله وشيعتهم فيبعث بعثاً إلى الكوفة فيصاب بأناس من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله قتلاً وصلباً. ويبعث بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ويهرب المهدي والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لايترك منهم أحد إلا أخذ وحبس ، ويخرج الجيش في طلب الرجلين ، ويخرج المهدي منها على سنة موسى خائفاً يترقب حتى يقدم مكة ) . ( تفسير العياشي : 1/65 ، والبحار : 52/222 ) .

النفس الزكية في مكة من أصحاب المهدي عليه السلام

في غيبة النعماني/257 ، عن عدة : ( قلنا له ( للإمام الصادق عليه السلام ) السفياني من المحتوم؟ فقال : نعم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، والقائم من المحتوم ، وخسف البيداء من المحتوم ، وكفٌّ تطلع من السماء من المحتوم ، والنداء من السماء من المحتوم . فقلت : وأي شئ يكون النداء ؟ فقال : مناد ينادي باسم القائم واسم أبيه عليهما السلام ) . وعن أمير المؤمنين عليه السلام : ( ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان؟ قلنا بلى أمير المؤمنين. قال : قتل نفس حرام في بلد حرام عن قوم من قريش ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة ) . وعنه البحار : 52/234 .

وفي غيبة النعماني/264 ، عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من المحتوم الذي لابد أن يكون من قبل قيام القائم خروج السفياني ، وخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكية ، والمنادي من السماء ) . وعنه البحار : 52/294

وفي النعماني/262 ، عن محمد بن الصامت ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : ما علامة بين يدي هذا الأمر؟ فقال : بلى ، قلت : وما هي ؟ قال : هلاك العباسي ، وخروج السفياني ، وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء ، والصوت من السماء. فقلت : جعلت فداك أخاف أن يطول هذا الأمر ، فقال : لا إنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً ) . وعنه عقد الدرر/49 ، والبرهان/114...وقد تقدم أن معنى خروج الثلاثة كنظام الخرز مع أنه في يوم واحد : أن أحداث خروجهم قد تكون متفرعة عن حدث واحد .

وفي كمال الدين : 2/649 ، عن صالح مولى بني العذراء قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : ليس بين قيام قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكية إلا خمس عشرة ليلة ) . ومثله الإرشاد/360 ، وغيبة الطوسي/271 ، وإعلام الورى/427 ، وكشف الغمة : 3/250 ..الخ.

وفي غيبة الطوسي/278 ، عن عمار بن ياسر أنه قال : إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ولها أمارات... وإذا رأيتم أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان فالحقوا بمكة ، فعند ذلك تقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة فينادي مناد من السماء : أيها الناس إن أميركم فلان ، وذلك هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ) .انتهى.

وفي الغيبة للطوسي/464 ، عن إبراهيم الجريري قال : النفس الزكية غلام من آل محمد اسمه : محمد بن الحسن يقتل بلا جرم ولا ذنب ، فإذا قتلوه لم يبق لهم في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر . فعند ذلك يبعث الله قائم آل محمد في عصبة لهم أدق في أعين الناس من الكحل ، إذا خرجوا بكى لهم الناس ، لا يرون إلا أنهم يُختطفون ، يفتح الله لهم مشارق الأرض ومغاربها ، ألا وهم المؤمنون حقاً . ألا إن خير الجهاد في آخر الزمان ) .انتهى. هذا ، وقد ورد ذكر النفس الزكية في تجمع أصحابه عليه السلام في مكة ، وفي بيعتهم له ، وخطبته عند الكعبة ، كما سيأتي .

كما روت شهادة النفس الزكية بعض مصادر السنيين ، كابن أبي شيبة : 8/679 أو : 15/199 ، عن مجاهد : قال فلان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله : إن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية ، فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض ، فأتى الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها ، وهو يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، وتخرج الأرض نباتها وتمطر المساء مطرها ، وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط ) . والنفس الزكية ، هنا صفة لشخص معين ممدوح كما تدل عليه أحاديثه ، وقد كان ذلك معروفاً عند الصحابة ، ولذا حاول بعضهم تطبيقه على محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى ، الذي سمي بالنفس الزكية ، وغيره .

وابن حماد : 1/339 ، مضافاً الى ما تقدم : عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : إذا قتل النفس الزكية وأخوه يقتل بمكة ضيْعَةً نادى مناد من السماء إن أميركم فلان وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقاً وعدلاً ) . وعنه عقد الدرر/66 ، 1 . والدر المنثور : 6/58 ، والحاوي : 2/65 ، عن ابن أبي شيبة . و : 2/76 ، عن ابن حماد ، والمغربي/573 ، عن ابن أبي شيبة . وملاحم ابن طاووس/61 ، عن ابن شيبة . وفي/179 ، عن عمرو بن قيس الماصر قال قلت لمجاهد : عندك في شأن المهدي شئ فإن هؤلاء الشيعة لانصدقهم؟ قال : نعم عندي فيه شئ مثبت ، حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ... وذكر حديث النفس الزكية المتقدم .

وقد أورد ابن حماد : 1/193 ، و : 1/324 ، و329 ، و330 ، و339 ، عدة أحاديث حول النفس الزكية الذي يقتل في المدينة ، والنفس الزكية الذي يقتل في مكة ، منها/93 : ( إن المهدي لايخرج حتى تقتل النفس الزكية ، فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض ، فأتى الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها ، وهو يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، وتخرج الأرض نباتها وتمطر المساء مطرها ، وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط ) .

2- أصحاب المهدي عليه السلام الخاصون الثلاث مئة وثلاثة عشر

مقام أصحاب الإمام المهدي عليه السلام

في نهج البلاغة : 2/126 : ألا بأبي وأمي ، هم من عدة أسماؤهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة . ألا فتوقعوا ما يكون من إدبار أموركم وانقطاع وصلكم واستعمال صغاركم . ذاك حيث تكون ضربة السيف على المؤمن أهون من الدرهم من حله . ذاك حيث يكون المعطى أعظم أجراً من المعطي . ذاك حيث تسكرون من غير شراب ، بل من النعمة والنعيم ، وتحلفون من غير اضطرار ، وتكذبون من غير إحراج . ذاك إذا عضكم البلاء كما يعض القتب غارب البعير . ما أطول هذا العناء ، وأبعد هذا الرجاء ) . وابن ميثم : 4/182 ، ومنهاج البراعة : 11/141 ، وابن أبي الحديد : 13/95 ، وينابيع المودة/437 .

وفي كمال الدين : 2/654 ، عن عبد الله بن عجلان قال : ذكرنا خروج القائم عليه السلام عند أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : كيف لنا أن نعلم ذلك ؟ فقال : يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب : طاعة معروفة ) . ومثله العدد القوية/66 ، والبحار : 52/305 ، عن السيد علي بن عبد الحميد . وإثبات الهداة : 3/582 ، عن البحار .

وفي كمال الدين : 2/673 ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كأني بأصحاب القائم عليه السلام وقد أحاطوا بما بين الخافقين ، فليس من شئ إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير ، يطلب رضاهم في كل شئ حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مرَّ بي اليوم رجل من أصحاب القائم عليه السلام ) وعنه إثبات الهداة : 3/494 ، والبحار : 52/327 .

وفي علل الشرائع/89 ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث جاء فيه : فقال أبو بكر الحضرمي : جعلت فداك الجواب في المسألتين الأوليتين ؟ فقال : يا أبا بكر : ( سِيرُ‌وا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ) ، فقال : مع قائمنا أهل البيت وأما قوله : ( وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ) ، فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقد أصحابه كان آمناً ) . وعنه حلية الأبرار : 2/148 ، والبحار : 2/292 ، عن علل الشرائع .

الإختصاص/325 ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده رجل من أهل خراسان وهو يكلمه بلسان لا أفهمه ثم رجع إلى شئ فهمته فسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : أركض برجلك الأرض فإذا بحر تلك الأرض على حافتيها فرسان قد وضعوا رقابهم على قرابيس سروجهم ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : هؤلاء أصحاب القائم عليه السلام ) . ومثله دلائل الإمامة/245 ، بتفاوت ، وعنه البحار : 47/89 .

لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون !

روى الحاكم في المستدرك : 4/554 ، وصححه على شرط الشيخين ، عن محمد بن الحنفية قال : كنا عند علي رضي الله عنه فسأله رجل عن المهدي فقال علي : هيهات ثم عقد بيده سبعاً فقال : ذاك يخرج في آخر الزمان ، إذا قال الرجل الله الله قتل ، فيجمع الله تعالى له قوماً قزع كقزع السحاب ، يؤلف الله بين قلوبهم ، لايستوحشون إلى أحد ولا يفرحون بأحد يدخل فيهم ، على عدة أصحاب بدر ، لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون ، وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ! قال أبو الطفيل : قال ابن الحنفية : أتريده؟ قلت : نعم . قال : إنه يخرج من بين هذين الخشبتين . قلت : لاجرم والله لا أريمهما حتى أموت . فمات بها يعني مكة حرسها الله تعالى ) . وعنه عقد الدرر/59 ، وعقيدة أهل السنة في المهدي/30 ، وغيره .

بل ورد عندنا أنهم أفضل من أصحاب جميع الأنبياء عليهم السلام ، ففي البصائر/104 : ( عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وعنده جماعة من أصحابه : اللهم لقني إخواني مرتين ، فقال من حوله من أصحابه : أما نحن إخوانك يارسول الله؟ فقال : لا ، إنكم أصحابي ، وإخواني قوم من آخر الزمان آمنوا بي ولم يروني ، لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم ، لأحدُهم أشدُّ بُقيَةً على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء ، أو كالقابض على جمر الغضا ، أولئك مصابيح الدجى ، ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة ) .

ويؤيده ما في صحيح مسلم النيسابوري : 1/150 : ( وددت أنا قد رأينا إخواننا . قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد . فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال : أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء ، وأنا فرطهم على الحوض . ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال ! أناديهم ألا هلمَّ ، فيقال إنهم قد بدلوا بعدك ! فأقول سحقاً سحقاً ! ) . إلى آخر ما ورد وما أتي من خصائصهم وكراماتهم .

يجمعهم الله من أنحاء الأرض في ليلة واحدة

في غيبة الطوسي/284 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : لا يزال الناس ينقصون حتى لا يقال ( الله ) فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه ، فيبعث الله قوماً من أطرافها ، يجيئون قزعاً كقزع الخريف . والله إني لأعرفهم وأعرف أسمائهم وقبائلهم واسم أميرهم ، وهم قوم يحملهم الله كيف شاء من القبيلة الرجل والرجلين ، حتى بلغ تسعة ، فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر ، وهو قول الله : ( أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌ ). حتى أن الرجل ليحتبي ( يشد حزامه ) فلا يحل حبوته حتى يبلغه الله ذلك ) . ومثله الأصول الستة عشر/64 ، وعنه البحار : 52/334 ، وقال : قال الزمخشري : الضرب بالذنب هاهنا مثل للإقامة والثبات ، يعني أنه يثبت هو ومن تبعه على الدين .

وفي العياشي : 1/66 ، مرسلاً عن أبي سمينة عن مولى لأبي الحسن قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله : أين مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جميعاً؟ قال : وذلك والله أن لو قد قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان ) . وفي مجمع البيان : 1/231 : وروي في أخبار أهل البيت عليهم السلام أن المراد به أصحاب المهدي في آخر الزمان ، قال الرضا عليه السلام ..كما في العياشي . وإثبات الهداة : 3/524 ، عن مجمع البيان . وفي/548 ، عن العياشي ، وكذا البحار : 52/291

وفي كمال الدين : 2/672 ، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم عليه السلام ، قوله عز وجل : أين مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جميعاً ، إنهم ليفتقدون عن فرشهم ليلاً فيصبحون بمكة ، وبعضهم يسير في السحاب يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه . قال قلت : جعلت فداك أيهم أعظم إيماناً؟ قال : الذي يسير في السحاب نهاراً ) . ونحوه غيبة النعماني/241 ، وعنه إثبات الهداة : 3/493 ، والبرهان : 1/162 ، والمحجة/21 ، والبحار : 52/286

وفي العياشي : 1/67 ، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إذا أوذن الإمام دعا الله باسمه العبراني الأكبر فانتحيت له أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر قزعاً كقزع الخريف وهم أصحاب الولاية ، ومنهم من يفتقد من فراشه ليلاً فيصبح بمكة ، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً ، يُعرف باسمه واسم أبيه وحسبه ونسبه ، قلت : جعلت فداك أيهم أعظم إيماناً ؟ قال : الذي يسير في السحاب نهاراً وهم المفقودون وفيهم نزلت هذه الآية : أين مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جميعاً ) . ومثله النعماني/312 ، وعنه إثبات الهداة : 3/548 ، والبحار : 52/368 ..الخ.

وفي غيبة الطوسي/110 ، عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وَفِي السَّمَاءِ رِ‌زْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَ‌بِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْ‌ضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ) ؟ قال : قيام القائم عليه السلام ، ومثله : ( أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا ) ، قال : أصحاب القائم عليه السلام يجمعهم الله في يوم واحد ) . وعنه إثبات الهداة : 3/501 ، والمحجة/210 ، والبحار : 51/53 .

وفي النعماني/316 ، عن سليمان بن هارون العجلي قال قال : سمعت أبا عبد الله يقول : إن صاحب هذا الأمر محفوظ له أصحابه ، لو ذهب الناس جميعاً أتى الله له بأصحابه وهم الذين قال الله عز وجل : ( فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ) ، وهم الذين قال الله فيهم : ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِ‌ينَ ) . وعنه البرهان : 1/478 ، والبحار : 52/370 .

النعماني/315 ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر الباقر عليهما السلام قال : أصحاب القائم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، أولاد العجم بعضهم يحمل في السحاب نهاراً ، ويعرف باسمه واسم أبيه ونسبه وحليته ، وبعضهم نائم على فراشه ، فيوافيه في مكة على غير ميعاد ) : وعنه إثبات الهداة : 3/547 ، والبحار : 52/369 .

كمال الدين : 2/377 ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السلام : إني لأرجو أن تكون القائم من ، أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، فقال عليه السلام : يا أبا القاسم : ما منا إلا وهو قائم بأمر الله عز وجل وهاد إلى دين الله ، ولكن القائم الذي يطهر الله عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود ، ويملؤها عدلاً وقسطاً ، هو الذي تخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته ، وهو سميُّ رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيه ، وهو الذي تطوى له الأرض ، ويذل له كل صعب ، ويجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر : ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض ، وذلك قول الله عز وجل : ( أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا ) ، إن الله على كلِّ شَئٍْ قَدِير ، فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره ، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله عز وجل ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عز وجل ، قال عبد العظيم : فقلت له : يا سيدي وكيف يعلم أن الله عز وجل قد رضي؟ قال يلقي في قلبه الرحمة ، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما ) ومثله كفاية الأثر/277 ، بتفاوت يسير ، وإعلام الورى/409 والإحتجاج : 2/449 .

ابن حماد : 1/390 ، عن التيمي ، عن علي رضي الله عنه قال : ينقض الدين حتى لا يقول أحد لا إله إلا الله وقال بعضهم حتى لا يقال : الله الله ، ثم يضرب يعسوب الدين بذنبه ، ثم يبعث الله قوماً قزع كقزع الخريف ، إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم ) . ومثله ابن أبي شيبة : 15/23 ، عن الحارس بن سويد ، عن علي وفيه : فإذا فعل ذلك بعث قوم يجتمعون كما يجتمع قزع الخريف..والله إني لأعرف... وغريب الحديث للهروي : 1/115 ، بعضه ، وتهذيب اللغة للأزهري : 1 /185 بعضه ، وغريب الحديث لابن الجوزي : 2/241 ، وشرح النهج : 19/104 ، وقال : وهذا الخبر من أخبار الملاحم التي كان يخبر بها عليه السلام وهو يذكر فيه المهدي الذي يوجد عند أصحابنا في آخر الزمان.. فإن قلت : فهذا يشيد مذهب الإمامية في أن المهدي خائف مستتر ينتقل في الأرض ، وأنه يظهر آخر الزمان ، ويثبت ويقيم في دار ملكه قلت : لايبعد على مذهبنا أن يكون الإمام المهدي الذي يظهر في آخر الزمان . مضطرب الأمر ، منتشر الملك في أول أمره لمصلحة يعلمها الله تعالى ثم بعد ذلك يثبت ملكه وتنتظم أموره. : ولسان العرب : 8/271 وغيبة الطوسي/284 ، عن أبي عبد الله عليه السلام .. وفيه : لايزال الناس ينقصون حتى لا يقال الله فإذا كان ذلك ضرب.. فيبعث الله قوماً من أطرافها يجيئون قزعاً.. لأعرفهم وأعرف أسماءهم وقبائلهم واسم أميرهم ، وهم قوم يحملهم الله كيف شاء من القبيلة الرجل والرجلين حتى بلغ تسعة ، فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، عدة أهل بدر وهو قول الله : ( أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌ ) . حتى أن الرجل ليحتبي فلا يحل حبوته حتى يبلغه الله ذلك . وابن ميثم : 5/370 ، وقال : أومى بقوله ذلك إلى علامات ذكرها في آخر الزمان لظهور صاحب الأمر ، واستعار له لفظ اليعسوب . و البحار : 51/113 ، الخ.

وهم الأمة المعدودة في القرآن

في تفسير القمي : 1/323 ، عن علي عليه السلام في قوله تعالى : ( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ ) ؟ قال : الأمة المعدودة أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر ) . وعنه المحجة/102 ، والبرهان : 2/208 ، والبحار : 51/44

وفي تفسير العياشي : 2/57 ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال : أصحاب القائم عليه السلام الثلثمائة والبضعة عشر رجلاً ، هم والله الأمة المعدودة التي قال الله في كتابه : ( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ) ، قال : يجمعون له في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف ) .

وفي تفسير القمي : 2/205 ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال في تفسيرها : وهم والله أصحاب القائم عليه السلام يجتمعون والله إليه في ساعة واحدة ، فإذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فتأخذ أقدامهم وهو قوله : ( وَلَوْ تَرَ‌ىٰ إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِ‌يبٍ ) ، يعني بالقائم من آل محمد عليهم السلام ( وَأَنَّىٰ لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ  ).. إلى قوله : ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ) : يعني أن لا يعذبوا.

كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ : يعني من كان قبلهم من المكذبين هلكوا من قبل ، إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ ) . وفي النعماني/241 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : العذاب خروج القائم عليه السلام ، والأمة المعدودة عدة أهل بدر . ونحوه العياشي : 2/140 و141. وتأويل الآيات : 1/223 ، عن الإمام الصادق عليه السلام : العذاب هو القائم عليه السلام وهو عذاب على أعدائه ، والأمة المعدودة هم الذين يقومون معه بعدد أهل بدر ) . وعنه إثبات الهداة : 3/541 ، والمحجة/102 ، والبرهان : 2/208 ، واالبحار : 51/58 .

وهم الموعودون بالإستخلاف والتمكين في الأرض

الكافي : 1/193 ، عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ، عن قول الله جل جلاله : ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ) ؟ قال : هم الأئمة عليهم السلام ) . ومثله تأويل الآيات : 1/368 ، وفيه : نزلت في علي بن أبي طالب والأئمة من ولد عليهم السلام وعنى به ظهور القائم عليه السلام ) . وعنه إثبات الهداة : 1/81 .

وفي كفاية الأثر/56 ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخل جندب بن جنادة اليهودي من خيبر ، على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد أخبرني عما ليس لله ، وعما ليس عند الله ، وعما لا يعلمه الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما ما ليس لله فليس لله شريك ، وأما ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد ، وأما ما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود إنه عزير ابن الله ، والله لا يعلم له ولدا ، فقال جندب : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا . ثم قال : يا رسول الله إني رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران عليه السلام فقال لي : يا جندب أسلم على يد محمد واستمسك بالأوصياء من بعده ، فقد أسلمت فرزقني الله ذلك ، فأخبرني بالأوصياء بعدك لا تمسك بهم . فقال : يا جندب أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل . فقال : يا رسول الله إنهم كانوا اثني عشر ، هكذا وجدنا في التوراة ، قال : نعم ، الأئمة بعدي إثنا عشر فقال : يا رسول الله كلهم في زمن واحد ؟ قال : لا ولكنهم خلف بعد خلف ، فإنك لا تدرك منهم إلا ثلاثة ، قال : فسمهم لي يا رسول الله ، قال : نعم إنك تدرك سيد الأوصياء ووارث الأنبياء وأبا الأئمة علي بن أبي طالب بعدي ، ثم ابنه الحسن ، ثم الحسين ، فاستمسك بهم من بعدي ولا يغرنك جهل الجاهلين . فإذا كانت وقت ولادة ابنه علي بن الحسين سيد العابدين يقضي الله عليه ( عليك ) ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه . فقال : يا رسول الله هكذا وجدت في التوراة اليانقطه؟ شبيراً وشبيراً فلم أعرف أساميهم فكم بعد الحسين من الأوصياء وما أساميهم؟ فقال : تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم ، فإذا انقضت مدة الحسين قام بالأمر بعده ابنه علي ويلقب بزين العابدين ، فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه يدعى بالباقر ، فإذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده ابنه جعفر يدعى بالصادق ، فإذا انقضت مدة جعفر قام بالأمر بعده ابنه موسى يدعى بالكاظم ، ثم إذا انتهت مدة موسى قام بالأمر بعده ابنه علي يدعى بالرضا ، فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه يدعى بالزكي ، فإذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده علي ابنه يدعي بالنقي فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده الحسن ابنه يدعى بالأمين ، ثم يغيب عنهم إمامهم . قال : يا رسول الله هو الحسن يغيب عنهم ، قال : لا ولكن ابنه الحجة . قال يا رسول الله فما اسمه؟ قال : لا يسمى حتى يظهره الله .

قال جندب : يا رسول الله قد وجدنا ذكرهم في التوراة ، وقد بشرنا موسى بن عمران بك وبالاوصياء بعدك من ذريتك . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله : ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْ‌تَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ) ، فقال جندب : يا رسول الله فما خوفهم؟ قال : يا جندب في زمن كل واحد منهم سلطان يعتريه ويؤذيه ، فإذا عجل الله خروج قائمنا يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. ثم قال عليه السلام : طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمتقين على محجتهم ، أولئك وصفهم الله في كتابه وقال : ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) ، وقال : ( أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) . وعنه إثبات الهداة : 1/577 ، والبرهان : 3/146 ، وغاية المرام/376 والمحجة/149 ، والبحار : 36/304 . وتأتي أحاديث أخرى ، في فصل الآيات المفسرة .

وهم الموعودون بوراثة الأرض

في تأويل الآيات : 1/332 ، عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ‌ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ‌ أَنَّ الْأَرْ‌ضَ يَرِ‌ثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) ، قال : الكتب كلها ذكر وأَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ : قال : القائم عليه السلام وأصحابه ) . وتفسير القمي : 2/77 ، مرسلاً ، ومجمع البيان : 4/66 ، وإثبات الهداة : 3/525 ، والمحجة/141 ، والبحار : 9/126 .

وفي تفسير القمي : 2/126 ، في قوله : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ‌ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) ( سـبأ : 10 ) قال : أعطى داود وسليمان ما لم يعط أحداً من أنبياء الله من الآيات ، علمهما منطق الطير ، وألانَ لهما الحديد والصِّفر من غير نار ، وجعلت الجبال يسبِّحن مع داود ، وأنزل الله عليه الزبور فيه توحيد وتمجيد ودعاء ، وأخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من ذريتهما عليهم السلام . وأخبار الرجعة والقائم عليه السلام ، لقوله : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ‌ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ‌ أَنَّ الْأَرْ‌ضَ يَرِ‌ثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) . ( الانبياء : 105 ) .

وهم القوم الموعودون في الآية : فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ..

العياشي : 1/326 ، عن سليمان بن هارون ، أنه قال للإمام الباقر عليه السلام : إن بعض هذه العجلة يزعمون أن سيف رسول الله صلى الله عليه وآله عند عبد الله بن الحسن ، فقال : والله ما رآه هو ولا أبوه بواحدة من عينيه إلا أن يكون رآه أبوه عند الحسين عليه السلام ، وإن صاحب هذا الأمر محفوظ له فلا تذهبن يميناً ولا شمالاً ، فإن الأمر والله واضح ، والله لو أن أهل السماء والأرض اجتمعوا على أن يحولوا هذا الأمر من موضعه الذي وضعه الله فيه ما استطاعوا ، ولو أن الناس كفروا جميعاً حتى لا يبقى أحد لجاء الله لهذا الأمر بأهل يكونون من أهله ، ثم قال : أما تسمع الله يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْ‌تَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِ‌ينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ). حتى فرغ من الآية وقال في آية أخرى : ( فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ) . ثم قال إن هذه الآية هم أهل تلك الآية ) . ومثله البصائر/174و177 ، عن سليمان بن هارون بتفاوت ، والإرشاد/274 ، وإعلام الورى/278 ، والإحتجاج : 2/371 ، وكشف الغمة : 2/382 ، عن الإرشاد ، وعنه البرهان : 1/479 ، والمحجة/64 ، وعن النعماني ، ونحوه الكافي : 1/232 ، عن سعيد السمان ، وعنه إثبات الهداة : 3/440 ، آخره ، وأشار الى البصائر ، والبحار : 26/201 ، عن الإرشاد ، والإحتجاج ، وأشار إلى روايتي البصائر .

وفي تفسير القمي : 1/170 ، قوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْ‌تَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ ) : قال : هو مخاطبة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين غصبوا آل محمد حقهم وارتدوا عن دين الله . ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) : نزلت في القائم عليه السلام وأصحابه ( يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِم ) .وعنه مجمع البيان : 3/208 ، وتأويل الآيات : 1/150.

وهم الركن الشديد للإمام المهدي عليه السلام

في العياشي : 2/156 ، عن الإمام الصادق عليه السلام في قول الله : ( قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) : قال قوة القائم والركن الشديد : الثلاث مئة وثلاثة عشر أصحابه ) . ونحوه تفسير القمي : 1/335 ، وعنهما إثبات الهداة : 3/551 ، والبحار : 12/158 و170.

وفي كمال الدين/673 ، عن أبي بصير : قال أبو عبد الله عليه السلام : ما كان قول لوط عليه السلام لقومه : ( قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) ، إلا تمنياً لقوة القائم عليه السلام ، ولا ذكر إلا شدة أصحابه ، وإن الرجل منهم ليعطى قوة أربعين رجلاً ، وإن قلبه لأشد من زبر الحديد ، ولو مروا بجبال الحديد لقلعوها ، ولا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل ) . وعنه إثبات الهداة : 3/494 ، والبحار : 52/327 .

وهم المظلومون المأذون لهم بالقتال

في النعماني/241 ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ نَصْرِ‌هِمْ لَقَدِيرٌ‌  ) : قال : هي في القائم عليه السلام وأصحابه ) . وعنه البحار : 51/58 ، ومثله تأويل الآيات : 1/338 ، وعنه إثبات الهداة : 3/563 ، والمحجة/142 ، والبحار : 24/227.

وهم وإمامهم عليه السلام وعد الآخرة لليهود

تفسير القمي : 2/14 : ( أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَ‌ةِ ) : يعني القائم صلوات الله عليه وأصحابه ) . وعنه البرهان : 2/409 ، والبحار : 51/45.

وفي الكافي : 8/255 ، عن الحجال ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : ( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً ) : قال : نزلت في الحسين عليه السلام ، لو قتل وليه أهل الأرض به ما كان سرفاً ) . ومثله تأويل الآيات : 1/280.

وهم المنتصرون في الآية

في تفسير فرات/150 ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : ( وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ ) : قال : القائم وأصحابه ، قال الله : ( فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ) : القائم إذا قام انتصر من بني أمية والمكذبين والنصاب وهو قوله : ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرض بِغَيْرِ الْحَقِّ ) . ومثله تفسير القمي : 2/278 ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، وتأويل الآيات : 2/549 ، وعنهما إثبات الهداة : 3/553 و565 و567 ، والبحار : 24/229 .

وهم من المتوسمين في الآية

في كمال الدين/671 ، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إذا قام القائم لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلا عرفه صالح هو أم طالح لأن فيه آية لِلمتوَسِّمينَ وهي بسبيلٍ مُقيم ) . وعنه إثبات الهداة : 3/493 ، والبحار : 52/325 .

مناقب ابن شهرآشوب : 4/284 ، عن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) ، قال : فكان رسول الله المتوسم والأئمة من ذريتي المتوسمون إلى يوم القيامة. ( وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) : فذلك السبيل المقيم هو الوصي بعد النبي صلى الله عليه وآله ) . وعنه البحار : 24/127.

وفي الإرشاد/365 : وروى عبد الله بن عجلان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله حكم بين الناس بحكم داود عليه السلام لايحتاج إلى بينة ، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استبطنوه ، ويعرف وليه من عدوه بالتوسم قال الله سبحانه : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) ، ونحوه روضة الواعظين/266 ، وإعلام الورى/433 ، وكشف الغمة : 3/256 ، والبرهان : 2/351 ، والبحار : 52/339 .

وفي منتخب الأنوار/195 ، عن جابر عن الباقر عليه السلام : كأني أنظر إلى القائم عليه السلام وأصحابه في نجف الكوفة كأن على رؤوسهم الطير ، فنيت أزوادهم وخلقت ثيابهم متنكبين قسيهم؟ قد أثر السجود بجباههم ، ليوث بالنهار ورهبان بالليل ، كأن قلوبهم زبر الحديد ، يعطى الرجل منهم قوة أربعين رجلاً ويعطيهم صاحبهم التوسم ، لا يقتل أحد منهم إلا كافراً أو منافقاً ، فقد وصفهم الله بالتوسم في كتابه : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) . وعنه إثبات الهداة : 3/585 ، والبحار : 52/386 .

وفي البصائر/356 ، عن معاوية الدهني ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ ) ، فقال : يا معاوية ما يقولون في هذا؟ قال : قلت : يزعمون أن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم يوم القيامة فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ويلقون في النار . قال فقال لي : وكيف يحتاج الجبار تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهو خلقهم ؟ قال فقلت : فما ذاك جعلت فداك ؟ قال : ذلك لو قد قام قائمنا أعطاه الله السيما فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ثم يخبط بالسيف خبطاً ) .ومثله في/359 ، والإختصاص/304 ، وعنه إثبات الهداة : 3/521 ، وعنه المحجة/217 ، والبحار : 52 /320 .

يجمعهم الله من المشرق والمغرب وأقاصي الأرض

في مختصر تاريخ دمشق : 1/114 ، عن علي عليه السلام : إذا قام قائم أهل محمد ، جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب ، فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف ، فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة ، وأما الأبدال فمن أهل الشام ) . وعنه صواعق ابن حجر/165 ، والمغربي/572 ، وصححه . وينابيع المودة/433 ، عن جواهر العقدين .

منهم أبدال الشام ونجباء مصر وعصائب العراق

في أمالي المفيد/30 ، عن محمد بن سويد الأشعري قال : دخلت أنا وفطر بن خليفة على جعفر بن محمد عليهما السلام ، فقرب إلينا تمراً فأكلنا ، وجعل يناول فطراً منه ثم قال له : كيف الحديث الذي حدثتني عن أبي الطفيل رحمه الله في الأبدال؟ فقال فطر : سمعت أبا الطفيل يقول : سمعت علياً أمير المؤمنين عليه السلام يقول : الأبدال من أهل الشام والنجباء من أهل الكوفة يجمعهم الله لشر يوم لعدونا. فقال جعفر الصادق : رحمكم الله بنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم ، رحم الله من حببنا إلى الناس ولم يكرهنا إليهم ) . وعنه البحار : 52/347

وفي غيبة الطوسي/284 ، عن جابر الجعفي قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف عدة أهل بدر . فيهم النجباء من أهل مصر ، والأبدال من أهل الشام ، والأخيار من أهل العراق ، فيقيم ما شاء الله أن يقيم ) . وعنه إثبات الهداة : 3/517 ، والبحار : 52/334 .

وفي الفائق : 1/87 ، وتهذيب ابن عساكر : 1/62 ، عن علي : قبة الإسلام بالكوفة ، والهجرة بالمدينة ، والنجباء بمصر ، والأبدال بالشام وهم قليل . وفي/63 : الأبدال من الشام ، والنجباء من أهل مصر ، والأخيار من أهل العراق . وعن أبي الطفيل قال : خطبنا علي رضي الله عنه فذكر الخوارج ، فقام رجل فلعن أهل الشام ، فقال له : ويحك لا تعم ، إن كنت لاعناً ففلاناً وأشياعه ، فإن منهم الأبدال ومنهم النجباء ) .

أصحاب الإمام المهدي عليه السلام فيهم خمسون امرأة

توجد روايتان في ذلك ، أولاهما في دلائل الإمامة/259 ، عن مفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : يكون مع القائم ثلاث عشرة امرأة ، قلت : وما يصنع بهن؟ قال : يداوين الجرحى ويقمن على المرضى ، كما كنَّ مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، قلت : فسمهن لي قال : القنواء بنت رُشَيْد ، وأم أيمن ، وحبابة الوالبية ، وسمية أم عمار بن ياسر ، وزبيدة ، وأم خالد الأحمسية ، وأم سعيد الحنفية ، وصبانة الماشطة ، وأم خالد الجهنية ) . وإثبات الهداة : 3/575 ، ملخصاً عن مسند فاطمة عليه السلام للطبري .

فهي تتحدث عن نساء يُحْيَيْنَ من قبورهن ، وقد سمَّت تسعاً منهن ، وتنص على أن مهنتهن التمريض ، ولم تذكر أنهن من أصحابه أصحاب الدور الأكبر .

لكن الرواية الثانية في تفسير العياشي رحمه الله : 1/65 ، عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام تنص على أن من بين أصحابه الخاصين الثلاث مئة وثلاثة عشر خمسين امرأة ، وهي طويلة تضمنت معلومات هامة عن حركة الإمام أرواحنا فداه من المدينة الى مكة وبداية ظهوره المقدس ، وخطبته في المسجد الحرام وحركته الى المدينة والعراق والشام ، وهذا نصها الكامل : ( يا جابر : إلزم الأرض ولا تحركن يدك ولا رجلك أبداً حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة ، وترى منادياً ينادي بدمشق ، وخسفاً بقرية من قراها ، ويسقط طائفة من مسجدها ، فإذا رأيت الترك جازوها فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة ، وأقبلت الروم حتى نزلت الرملة ، وهي سنة اختلاف في كل أرض من أرض العرب ، وإن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : الأصهب والأبقع والسفياني ، مع بني ذنب الحمار مضر ، ومع السفياني أخواله من كلب ، فيظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار ، حتى يقتلوا قتلاً لم يقتله شئ قط ، ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلاً لم يقتله شئ قط وهو من بني ذنب الحمار ، وهي الآية التي يقول الله : ( فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ). ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد صلى الله عليه وآله وشيعتهم ، فيبعث بعثاً إلى الكوفة فيصاب بأناس من شيعة آل محمد بالكوفة قتلاً وصلباً ، وتقبل راية من خراسان حتى تنزل ساحل دجلة ، ويخرج رجل من الموالي ضعيف ومن تبعه فيصاب بظهر الكوفة . ويبعث بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ويهرب المهدي والمنصور منها ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لايترك منهم أحد إلا حبس . ويخرج الجيش في طلب الرجلين ويخرج المهدي منها على سنة موسى خائفاً يترقب حتى يقدم مكة . ويقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء وهو جيش الهملات خسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر ، فيقوم القائم بين الركن والمقام فيصلي وينصرف ومعه وزيره ، فيقول : يا أيها الناس إنا نستنصر الله على من ظلمنا وسلب حقنا . من يحاجنا في الله فأنا أولى بالله . ومن يحاجنا في آدم فأنا أولى الناس بآدم . ومن حاجنا في نوح فأنا أولى الناس بنوح . ومن حاجنا في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم . ومن حاجنا بمحمد فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله . ومن حاجنا في النبيين فنحن أولى الناس بالنبيين . ومن حاجنا في كتاب الله فنحن أولى الناس بكتاب الله . إنا نشهد وكل مسلم اليوم أنا قد ظلمنا وطردنا وبغي علينا وأخرجنا من ديارنا وأموالنا وأهالينا وقهرنا .ألا إنا نستنصر الله اليوم وكل مسلم . ويجئ والله ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فيهم خمسون امرأة ، يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعاً كقزع الخريف يتبع بعضهم بعضاً ، وهي الآية التي قال الله : ( أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌ ). فيقول رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله وهي القرية الظالمة أهلها. ثم يخرج من مكة هو ومن معه الثلثمائة وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام ، ومعه عهد نبي الله ورايته وسلاحه ووزيره معه ، فينادي المنادي بمكة باسمه وأمره من السماء ، حتى يسمعه أهل الأرض كلهم . اسمه اسم نبي . ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله صلى الله عليه وآله ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين ، فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره . وإياك وشذاذاً من آل محمد صلى الله عليه وآله فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات ، فالزم الأرض ولا تتبع منهم رجلاً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه ، فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ، ثم صار عند محمد بن علي ، ويفعل الله ما يشاء ، فالزم هؤلاء أبداً وإياك ومن ذكرت لك ، فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله عامداً إلى المدينة حتى يمر بالبيداء ، حتى يقول هذا مكان القوم الذين يخسف بهم وهي الآية التي قال الله : ( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأرض أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لايَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ). فإذا قدم المدينة أخرج محمد بن الشجري على سنة يوسف . ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها . ثم يسير حتى يأتي العذراء هو ومن معه وقد لحق به ناسٌ كثير والسفياني يومئذ بوادي الرملة ، حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله ، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد صلى الله عليه وآله إلى السفياني فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ويخرج كل ناس إلى رايتهم وهو يوم الأبدال .

قال أمير المؤمنين عليه السلام : ويقتل يومئذ السفياني ومن معه حتى لا يترك منهم مخبر ، والخايب يومئذ من خاب من غنيمة كلب . ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها فلا يترك عبداً مسلماً إلا اشتراه وأعتقه ولا غارماً إلا قضى دينه ، ولا مظلمة لأحد من الناس إلا ردها ، ولا يقتل منهم عبداً إلا أدى ثمنه دية مسلمة إلى أهلها ، ولا يقتل قتيل إلا قضى عنه دينه وألحق عياله في العطاء ، حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجوراً وعدواناً ، ويسكن هو وأهل بيته الرحبة ( والرحبة إنما كانت مسكن نوح وهي أرض طيبة ) ولا يسكن رجل من آل محمد عليهم السلام ولا يقتل إلا بأرض طيبة زاكية ، فهم الأوصياء الطيبون ) .انتهى.

والإشكال على هذه الرواية بإرسالها في العياشي ، يجبره أنها مسندة بعدة طرق فيها الصحيح في غيبة النعماني وغيرها. قال النعماني في الغيبة/279.....عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام : يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها : أولها : اختلاف بني العباس وما أراك تدرك ذلك ، ولكن حدث به من بعدي عني ..الخ.

وقد يشكل بأن رواية النعماني المسندة لم تتضمن ( فيهم خمسون امرأة ) ؟

والجواب عنه بتعويض السند ، وبالإطمئنان بالصدور ، والله العالم .

وهذه مصادر رواية جابر رحمه الله : روى العياشي أيضاً قسماً منها : 1/244 ، وقسماً آخر : 2/261 ، ومثله النعماني/279 ، بأسانيده ، بأكثر ألفاظها ومعانيها بتفاوت ، والإختصاص/255 ، والإرشاد/359 ، أولها كالنعماني بتفاوت ، ومثله غيبة الطوسي/269 ، وإعلام الورى/427 ، والخرائج : 3/1156 ، بتفاوت يسير ، وعقد الدرر/49 ، ومنتخب الأنوار/33 ، عن الراوندي. وإثبات الهداة : 3/548 ، والبحار : 51/56 ، كلاهما عن العياشي وفي : 52/212 ، عن الطوسي ، والإرشاد . وفي/237 ، عن النعماني ، والإختصاص ، والعياشي .

وهنا يأتي سؤال : هل تجوز أن تكون المرأة حاكمة؟ والجواب : أن الأعم الأغلب من فقهاء المذاهب يفتي بأنه لايجوز للمرأة أن تتولى مقام القضاء والولاية ، بل يختص ذلك بالرجل ، ويستدلون له بالنصوص ، ويعللونه بسرعة تأثر المرأة واحتياج منصب القضاء والولاية أي الوزارة فما فوقها ، الى قدرة أكبر على التحكم بالمشاعر . لكن فتوى مراجع التقليد التي هي تكليفنا اليوم لايصح أن نلزم بها الإمام المعصوم المهديّ من ربه صلوات الله عليه .

ووجود خمسين امرأة من وزرائه عليه السلام يعني أمرين مهمين :

الأول : أن المرأة يمكن أن تصل الى مقام حمل الإسم الأعظم وتكون من الأصحاب الخاصين للإمام عليه السلام .

والثاني : أن المرأة ستكون في عصره حاكمة لخمسين إقليماً في العالم مضافاً الى أدوارها الأخرى ! وهو أمر لم تصل اليه المرأة في تاريخ المجتمعات وأنظمة الحكم ! لذلك نستطيع أن نقول إن الإمام المهدي صلوات الله عليه هو الذي سيرفع ظلامة المرأة ، ويعطيها مكانتها التي تستحقها في العالم ، في جو رفيع من القيم واحترام إنسانية الإنسان .

يتجمَّعون في المسجد الحرام

البصائر/311 ، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : سيأتي من مسجدكم هذا يعني مكة ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، يعلم أهل مكة أنه لم يلدهم آبائهم ولا أجدادهم ، عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة ، تبعث الريح فتنادي بكل واد : هذا المهدي هذا المهدي ، يقضي بقضاء آل داود ولا يسأل عليه بينة ) . وفي النعماني/244 ، عن عبد الله بن حماد ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام القائم نزلت سيوف القتال ، على كل سيف اسم الرجل واسم أبيه ) . وعنه البحار : 52/356 ، وبشارة الإسلام/215 .

أقول : قد يكون نزول الأسياف كرامة لأصحاب المهدي عليه السلام مجازياً ، بمعنى القوة والإذن من الله تعالى بالقتال ، أو يكون آلة تقوم مقام السلاح .

وفي النعماني/313 ، عن أبان بن تغلب قال : كنت مع جعفر بن محمد عليهما السلام في مسجد بمكة وهو آخذ بيدي ، فقال : يا أبان سيأتي الله بثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً في مسجدكم هذا ، يعلم أهل مكة أنه لم يخلق آباؤهم ولا أجدادهم بعد ، عليهم السيوف مكتوب على كل سيف اسم الرجل واسم أبيه وحليته ونسبه ، ثم يأمر منادياً فينادي : هذا المهدي يقضي بقضاء داود وسليمان ، لايسأل على ذلك بينة ) . ونحوه في/314 ، ومثله كمال الدين : 2/671 ، والخصال/649 ، بتفاوت يسير .

والنعماني/316 ، عن علي بن أبي حمزة قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام : بينا شباب الشيعة على ظهور سطوحهم نيام إذ توافوا إلى صاحبهم في ليلة واحدة على غير ميعاد ، فيصبحون بمكة ) . وعنه البحار : 52/370 .

يبايعون المهدي عليه السلام بين الركن والمقام

العياشي : 2/56 ، عن عبد الأعلى الحلبي قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب ، ثم أومأ بيده إلى ناحية ذي طوى ، حتى إذا كان قبل خروجه بليلتين انتهى المولى الذي يكون بين يديه حتى يلقى بعض أصحابه فيقول : كم أنتم هاهنا ؟ فيقولون نحو من أربعين رجلاً ، فيقول : كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم؟ فيقولون : والله لو يأوي بنا الجبال لأويناها معه ، ثم يأتيهم من القابلة فيقول لهم أشيروا إلى ذوي أسنانكم وأخياركم عشرة فيشيرون له إليهم فينطلق بهم حتى يأتوا صاحبهم ، ويعدهم إلى الليلة التي تليها .

ثم قال أبو جعفر عليه السلام : والله لكأني أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر ، ثم ينشد الله حقه ثم يقول : يا أيها الناس من يحاجني في الله فأنا أولى الناس بالله ومن يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم ، يا أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح ، يا أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم ، يا أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى الناس بموسى ، يا أيها الناس من يحاجني في عيسى فأنا أولى الناس بعيسى ، يا أيها الناس من يحاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله ، يا أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله ، ثم ينتهي إلى المقام فيصلي ركعتين ، ثم ينشد الله حقه .

قال أبو جعفر عليه السلام : هو والله المضطر في كتاب الله ، وهو قول الله : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرض ) ، وجبرئيل على الميزاب في صورة طاير أبيض فيكون أول خلق الله يبايعه جبرئيل ، ويبايعه الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً . قال : قال أبو جعفر عليه السلام : فمن ابتلي في المسير وافاه في تلك الساعة ، ومن لم يبتل بالمسير فُقد عن فراشه ، ثم قال : هو والله قول علي بن أبي طالب عليه السلام : المفقودون عن فرشهم ، وهو قول الله : ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً ) : أصحاب القائم الثلاثمأة وبضعة عشر رجلاً ، قال : هم والله الأمة المعدودة التي قال الله في كتابه : وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ، قال : يجمعون في ساعة واحدة قزعاً كقزع الخريف فيصبح بمكة فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله فيجيبه نفر يسير ويستعمل على مكة ثم يسير فيبلغه أن قد قتل عامله ! فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة لايزيد على ذلك شيئاً يعني السبي ، ثم ينطلق فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه وآله السلام ، والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام والبرائة من عدوه ولا يسمي أحداً حتى ينتهي إلى البيداء ، فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فيأخذهم من تحت أقدامهم ، وهو قول الله : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ ) : يعني بقائم آل محمد وَقَدْ كَفَرُوا بِه ، يعني بقائم آل محمد إلى آخر السورة ، ولا يبقى منهم إلا رجلان يقال لهما وتر ووتير من مراد ، وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقرى يخبران الناس بما فعل بأصحابهما ، ثم يدخل المدينة فتغيب عنهم عند ذلك قريش ، وهو قول علي بن أبي طالب عليه السلام : والله لودَّت قريش أني عندها موقفاً واحداً جزر جزور بكل ما ملكت وكل ما طلعت عليه الشمس أو غربت ! ثم يُحدث حدثاً فإذا هو فعل ذلك قالت قريش : أخرجوا بنا إلى هذه الطاغية فوالله إن لو كان محمدياً ما فعل ، ولو كان علوياً ما فعل ، ولو كان فاطمياً ما فعل! فيمنحه الله أكتافهم ، فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية! ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة فيبلغه أنهم قد قتلوا عامله فيرجع إليهم فيقتلهم مقتلة ليس قتل الحرة إليها بشئ ، ثم ينطلق يدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام والبراءة من عدوه ، حتى إذا بلغ إلى الثعلبية قام إليه رجل من صلب أبيه وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ما خلا صاحب هذا الأمر ، فيقول : يا هذا ما تصنع؟ فوالله إنك لتجفل الناس إجفال النعم أفبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أم بماذا؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة : والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك ، فيقول له القائم عليه السلام : أسكت يا فلان ، إي والله إن معي عهداً من رسول الله صلى الله عليه وآله ، هات لي يا فلان العيبة أو الطيبة أو الزنفليجة فيأتيه بها فيُقرئه العهد من رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول : جعلني الله فداك أعطني رأسك أقبله فيعطيه رأسه فيقبله بين عينيه ثم يقول : جعلني الله فداك جدد لنا بيعة ، فيجدد لهم بيعة .

قال أبو جعفر عليه السلام : لكأني أنظر إليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً كأن قلوبهم زبر الحديد ، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، يسير الرعب أمامه شهراً وخلفه شهراً ، أمدَّه الله بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ، حتى إذا صعد النجف ، قال لأصحابه : تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون إلى الله حتى إذا أصبح ، قال : خذوا بنا طريق النخيلة وعلى الكوفة جند مجند قلت : جند مجند ؟ قال : إي والله حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم عليه السلام بالنخيلة فيصلي فيه ركعتين فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني فيقول لأصحابه : إستطردوا لهم ثم يقول كروا عليهم . قال أبو جعفر عليه السلام : ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر .

ثم يدخل الكوفة فلا يبقى مؤمن إلا كان فيها أو حن إليها ! وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام . ثم يقول لأصحابه سيروا إلى هذه الطاغية ، فيدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله فيعطيه السفياني من البيعة سلماً فيقول له كلب وهم أخواله ياهذا ما صنعت؟ والله ما نبايعك على هذا أبداً ، فيقول : ما أصنع ؟ فيقولون : إستقبله فيستقيله ثم يقول له القائم عليه السلام خذ حذرك فإنني أديت إليك وأنا مقاتلك ، فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله أكتافهم ويأخذ السفياني أسيراً ، فينطلق به ويذبحه بيده ، ثم يرسل جريدة خيل إلى الروم فيستحضرون بقية بني أمية ، فإذا انتهوا إلى الروم قالوا : أخرجوا إلينا أهل ملتنا عندكم فيأبون ويقولون والله لا نفعل ، فيقول الجريدة : والله لو أمرنا لقاتلناكم ثم ينطلقون إلى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه فيقول : إنطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم فإن هؤلاء قد أتوا بسلطان عظيم وهو قول الله : ( فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْ‌كُضُونَ * لَا تَرْ‌كُضُوا وَارْ‌جِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِ‌فْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ) : قال : يعني الكنوز التي كنتم تكنزون . ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ ). لا يبقى منهم مخبر ثم يرجع إلى الكوفة فيبعث الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً إلى الآفاق كلها ، فيمسح بين أكتافهم وعلى صدورهم فلا يتعايون في قضاء ولا تبقى أرض إلا نودي فيها شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً رسول الله ، وهو قوله : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ). ولا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية كما قبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قول الله : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاتَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لله ).

قال أبو جعفر عليه السلام : يقاتلون والله حتى يُوحد الله ولايُشرك به شيئاً وحتى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولاينهاها أحد ، ويُخرج الله من الأرض بذرها ويُنزل من السماء قطرها ، ويخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهدي عليه السلام ويوسع الله على شيعتنا ولولا ما يدركهم من السعادة لبغوا ، فبينا صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنن ، إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه ، فيقول لأصحابه : إنطلقوا فتلحقوا بهم في التمارين فيأتونه بهم أسرى ليأمر بهم فيذبحون ، وهي آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد صلى الله عليه وآله ) .انتهى. وفي العياشي : 2/140 ، بعضه عن عبد الأعلى الحلبي ، ومثله تفسير القمي : 2/205 ، بتفاوت ، عن أبي خالد الكابلي ، وبعضه الكافي : 8/313 ، والنعماني/181 ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام ، وعنها إثبات الهداة : 3/451 و550 ، 559 و562 ، و553 . والبحار : 52/288 ، عن الكافي ، وفي/315 ، عن تفسير القمي ، وفي/341 ، بعضه عن العياشي والنعماني. الخ.

الأذان الأكبر دعوة المهدي عليه السلام العالم إلى إمامته

العياشي : 2/76 ، عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر؟ قال : خروج القائم وأذان دعوته إلى نفسه ) . وعنه إثبات الهداة : 3/550 ، وغاية المرام/364 ، والبحار : 51/55 .

وفي تأويل الآيات : 2/478 ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يخرج القائم عليه السلام فيسير حتى يمر بمَرّ فيبلغه أن عامله قد قتل فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ، ولا يزيد على ذلك شيئاً ، ثم ينطلق فيدعو الناس حتى ينتهى إلى البيداء ، فيخرج جيشان للسفياني فيأمر الله عز وجل الأرض أن تأخذ بأقدامهم ، وهو قوله عز وجل : ( وَلَوْ تَرَ‌ىٰ إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِ‌يبٍ * وَقَدْ كَفَرُ‌وا بِهِ مِن قَبْلُ ) : يعني بقيام القائم ( وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ * وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ  إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِ‌يبٍ  ) . وعنه إثبات الهداة : 3/564 ، والبحار : 52/187 .

يبعث الإمام عليه السلام أصحابه حكاماً على العالم

في دلائل الإمامة/249 ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر أنه قال : إذا قام قائمنا بعث في أقاليم الأرض.. فيقول عهدك في كفك واعمل بما ترى ) . ومثله إثبات الهداة : 3/573 ، عن مناقب فاطمة ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليه السلام .

وفي النعماني/319 ، عن الإمام الصادق عليه السلام : إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلاً يقول : عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك ، واعمل بما فيها ، قال : ويبعث جنداً إلى القسطنطينية ، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء ، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء ، قالوا : هؤلاء أصحابه يمشون على الماء فكيف هو؟ فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها ما يشاؤون ) .وعنه البحار : 52/365 .

أقول : لابد أن يكون معنى يفتحون لهم المدينة : يسلمونهم مقاليد بلدهم .

3- أصحابه الذين يتحرك بهم من مكة

في كمال الدين : 2/654 ، عن أبي بصير قال : سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد الله عليه السلام : كم يخرج مع القائم عليه السلام ؟ فإنهم يقولون : إنه يخرج معه مثل عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ؟ قال : وما يخرج إلا في أولي قوة ، وما تكون أولوا القوة أقل من عشرة آلاف ) . وعنه العدد القوية/65 ، وإثبات الهداة : 3/491 ، والبحار : 52/323 .

وفي تفسير العياشي : 1/134 ، عن حماد بن عثمان قال أبو عبد الله عليه السلام : لا يخرج القائم في أقل من الفئة ولا تكون الفئة أقل من عشرة آلاف ) . وعنه إثبات الهداة : 3/548 .

وفي الخصال/424 ، عن العوام بن الزبير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يقبل القائم عليه السلام في خمسة وأربعين من تسعة أحياء : من حيٍّ رجل ، ومن حيٍّ رجلان ومن حي ثلاثة ، ومن حي أربعة ، ومن حي خمسة ، ومن حي ستة ، ومن حي سبعة ، ومن حي ثمانية ، ومن حي تسعة ، ولا يزال كذلك حتى يجتمع له العدد ) . وعنه إثبات الهداة : 3/496 ، والبحار : 52/309 .

وفي الكافي : 5/352 ، عن أبي الربيع الشامي قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : لاتشتر من السودان أحداً ، فإن كان لابد فمن النوبة فإنهم من الذين قال الله عز وجل : ( وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَ‌ىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُ‌وا بِهِ ). أما إنهم سيذكرون ذلك الحظ وسيخرج مع القائم عليه السلام منا عصابة منهم ) . ومثله التهذيب : 7/405 ، وعنه الوسائل : 14/56 ، وإثبات الهداة : 3/ 452 ، والمحجة/63 .

أقول : قد يكون نهي الإمام عليه السلام عن شراء العبيد السود ، لمصلحة تحريرهم .

حركـة الإمام عليه السلام الى العـراق

البصائر/188 ، عن أبي سعيد الخراساني ، عن أبي عبد الله قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إذا قام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه ألا لا يحمل أحد منكم طعاماً ولا شراباً ، ويحمل حجر موسى بن عمران ، وهو وقر بعير ، ولا ينزل منزلاً إلا انبعث عين منه ، فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظمآن روي ، فهو زادهم حتى نزلوا النجف من ظهر الكوفة ) . ومثله الكافي : 1/231 ، ونحوه النعماني/238 ، وكمال الدين : 2/670 ، والخرائج : 2/690 ، وفيه : ويحمل معه حجر موسى بن عمران التي انبجست منه اثنتا عشرة عيناً ، فلا ينزل منزلاً إلا نصبه فانبعثت منه العيون انبعث منه الماء واللبن دائماً فمن كان جائعاً شبع ومن كان عطشان رُوي ) . ونحوه منتخب الأنوار/199 ، وإثبات الهداة : 3/440 ، عن الكافي ، وكمال الدين ، وفي/541 ، أوله ، عن النعماني الأولى..الى آخر المصادر .

أقول : يظهر أن الإمام عليه السلام يرسل قائداً من أصحابه مع قواته المتوجهة الى العراق ، أما هو فيكون عنده برنامج آخر ، ويدخل العراق جوّاً بسبع قباب مضيئة لايعرف في أيها هو ! فعن الإمام الباقر عليه السلام عن جابر في تفسير قوله تعالى : ( يَا مَعْشَرَ‌ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ) ، وقوله تعالى : ( هَلْ يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ‌ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْ‌جَعُ الْأُمُورُ‌ ) ، قال : ينزل القائم يوم الرجفة بسبع قباب من نور لا يعلم في أيها هو حتى ينزل ظهر الكوفة . وفي رواية : إنه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق ، فهذا حين ينزل ) . ( العياشي : 1/103 ) .

ومضافاً إلى جانبه الإعجازي يدل على أن الوضع الأمني يستوجب من الإمام المهدي عليه السلام هذا الإحتياط ، فالوضع العالمي معاد له والعراق لم يتم تطهيره بعد . ويظهر أنه ينزل في النجف ، فينضم اليه جيشه الذي يأتي من المدينة .

تجري في أصحاب المهدي عليه السلام سنة أصحاب طالوت عليه السلام

في النعماني/316 ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله تعالى : قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ ، وإن أصحاب القائم عليه السلام يبتلون بمثل ذلك ) . ومثله غيبة الطوسي/282 ، وعنه إثبات الهداة : 3/516 ، وعنهما البحار : 52/332 .

امتحان الإمام المهدي عليه السلام لأصحابه !

في الكافي : 8/167 ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كأني بالقائم عليه السلام على منبر الكوفة عليه قباء ، فيخرج من وريان قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب ، فيفكه فيقرؤه على الناس فيجفلون عنه إجفال الغنم فلا يبقى إلا النقباء ، فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتى يرجعوا إليه ، وإني لأعرف الكلام الذي يتكلم به ) !

وفي كمال الدين : 2/672 ، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : كأني أنظر إلى القائم عليه السلام على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر ، وهم أصحاب الألوية وهم حكام الله في أرضه على خلقه ، حتى يستخرج من قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب ، عهدٌ معهودٌ من رسول الله صلى الله عليه وآله فيجفلون عنه إجفال النعم البُكم فلا يبقى منهم إلا الوزير وأحد عشر نقيباً ، كما بقوا مع موسى بن عمران عليه السلام فيجولون في الأرض ولايجدون عنه مذهباً فيرجعون إليه ، والله إني لأعرف الكلام الذي يقوله لهم فيكفرون به ) ! وفي/494 ، بعضه ، وعنه البحار : 19/320 ، و : 52/326 ، وفي/352 ، وإثبات الهداة : 3/450 ، عن الكافي .

وفي البحار : 52/389 ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يقضي القائم بقضايا ينكرها بعض أصحابه ممن قد ضرب قدامه بالسيف ، وهو قضاء آدم عليه السلام فيقدمهم فيضرب أعناقهم ! ثم يقضي الثانية فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء داود عليه السلام فيقدمهم فيضرب أعناقهم ! ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف ، وهو قضاء إبراهيم عليه السلام فيقدمهم فيضرب أعناقهم! ثم يقضي الرابعة وهو قضاء محمد صلى الله عليه وآله فلا ينكرها أحد عليه ) .وإثبات الهداة : 3/585 .

أقول : يبدو أن هذا الإمتحان لأصحابه عليه السلام لمدى يقينهم بالله تعالى ، وهدايته للإمام المهدي عليه السلام ، وأنه كجده صلى الله عليه وآله لاينطق عن الهوى . وأن وقت هذا الإمتحان يكون في العراق في المرحلة الثانية من حركته عليه السلام .

ومعنى قضائه عليه السلام بقضاء آل داود , أي القضاء بالواقع الذي طلب داود عليه السلام من الله تعالى أن يعلمه إياه ، فأراه نموذجاً منه وأمره أن يقضي بالظاهر . وكذلك أمر نبينا صلى الله عليه وآله أن يقضي بين الناس بالبينات والأيْمان . أما الإمام المهدي عليه السلام فيأمره يقضي بالواقع ولايحتاج الى بينه ، ولا بد أن يكون أصحابه الذين لايتحملون الحكم بالواقع غير الثلاث مئة وثلاثة عشر. ويكون عمله هذا تدريباً للناس على تقبل قضائه بالواقع.

4- أصحاب الإمام عليه السلام الذين يُحْيَوْنَ من قبورهم

بعض المؤمنين يُخْبَرون في قبورهم بظهور الإمام عليه السلام

دلائل الإمامة/257 ، عن سيف بن عميرة قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : المؤمن ليخبر في قبره فإذا قام القائم ، فيقال له : قد قام صاحبك ، فإن أحببت أن تلحق به فالحق ، وإن أحببت أن تقيم في كرامة الله فأقم ) .

وفي غيبة الطوسي/276 ، عن المفضل بن عمر قال : ذكرنا القائم عليه السلام ومن مات من أصحابنا تنتظره ، فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام : إذا قام أتي المؤمن في قبره ، فيقال له : يا هذا إنه قد ظهر صاحبك ، فإن تشأ أن تلحق به فالحق ، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم ) . ومثله الخرايج : 3/1166 ، عن الإمام الكاظم عليه السلام ، ومنتخب الأنوار/36 ، عن الراوندي . وعنه إثبات الهداة : 3/515 ، وفي/574 ، عن مناقب فاطمة وولدها . والإيقاظ/271 ، والبحار : 53/91 .

دلائل الإمامة/248 ، عن المفضل بن عمر : قال أبو عبد الله : يا مفضل ، أنت وأربعة وأربعون رجلاً تحشرون مع القائم ، أنت على يمين القائم تأمر وتنهى ، والناس إذ ذاك أطوع لك منهم اليوم ) . وإثبات الهداة : 3/573 ، أوله ، عن مناقب فاطمة وولدها .

وفي رجال الكشي/402 ، عن أبي عبد الله البرقي رفعه قال : نظر أبو عبد الله عليه السلام إلى داود الرقي وقد ولى ، فقال : من سره أن ينظر إلى رجل من أصحاب القائم عليه السلام فلينظر إلى هذا . وقال في موضع آخر : أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد رحمه الله ) . وعنه الخلاصة للعلامة الحلي/67 ، ملخصاً ، والتحرير الطاووسي/98 ، وقال : ورد في مدحه حديث عن أبي عبد الله عليه السلام يأمرهم بأن ينزلوه منه منزلة المقداد من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وحديث يشهد بأنه من أصحاب القائم عليه السلام ...الخ.

وفي الكشي/217 ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كأني بعبد الله بن شريك العامري عليه عمامة سوداء وذؤابتاه بين كتفيه ، مصعداً في لحف الجبل بين يدي قائمنا أهل البيت في أربعة آلاف مكرون يكبرون ) . ورجال ابن داود/206 ، ومجمع الرجال : 4/5 . الخ.

رجعة 27رجلاً إلى الدنيا لنصرة الإمام

في تفسير العياشي : 2/32 ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام قائم آل محمد استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلاً ، خمسة عشر من قوم موسى الذين يقضون بالحق وبه يعدلون ، وسبعة من أصحاب الكهف ، ويوشع وصي موسى ، ومؤمن آل فرعون ، وسلمان الفارسي ، وأبا دجانة الأنصاري ، ومالك الأشتر ) . ودلائل الإمامة/247 ، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله..كما في العياشي ، وفيه : إذا ظهر القائم من ظهر هذا البيت بعث الله معه سبعة وعشرين.. ) .

وفي الإرشاد/365 : ( وروى المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً خمسة عشر من قوم موسى عليه السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون ، وسبعة من أهل الكهف ، ويوشع بن نون وسلمان ، وأبو دجانة الأنصاري ، والمقداد ، ومالك الأشتر ، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً ) . وعنه مجمع البيان : 2/489 ، وروضة الواعظين : 2/266 ، وإعلام الورى/433 ، وكشف الغمة : 3/256 ، والإيقاظ /249 ، وإثبات الهداة : 3/528 ، عن إعلام الورى . الخ.

سلمان الفارسي من أنصار المهدي عليه السلام

دلائل الإمامة/237 ، عن سلمان ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله تعالى لم يبعث نبيا ولا رسولاً إلا جعل له اثني عشر نقيباً فقلت ، يا رسول الله لقد عرفت هذا من أهل الكتابين ، فقال : هل علمت من نقبائي الإثني عشر الذين اختارهم للأمة من بعدي ، فقلت الله ورسوله أعلم . فقال : يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته ، وخلق من نوري علياً ودعاه فأطاعه ، وخلق من نور علي فاطمة ودعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن ودعاه فأطاعه وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسين ودعاه فأطاعه . ثم سمانا بخمسة أسماء من أسماءه : فالله المحمود وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، والله الفاطر وهذه فاطمة ، والله ذو الاحسان وهذا الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين .

ثم خلق منا ومن نور الحسين تسعة أئمة ودعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق سماء مبنية وأرضاً مدحية ولا ملكاً ولا بشراً ! وكنا نوراً نسبح الله ثم نسمع له ونطيع . فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي فلمن عرف هؤلاء فقال : من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم ووالى وليهم وعادى عدوهم ، فهو والله منا يرد حيث نرد ، ويسكن حيث نسكن . فقلت : يا رسول الله وهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟ فقال : لا . فقلت : يا رسول الله : فأنى لي بهم ، وقد عرفت إلى الحسين؟ قال : ثم سيد العابدين علي بن الحسين ، ثم ابنه محمد الباقر علم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ، ثم ابنه جعفر بن محمد لسان الله الصادق ، ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم الغيظ صبراً في الله ، ثم ابنه علي بن موسى الرضا لأمر الله ، ثم ابنه محمد بن علي المختار لأمر الله ، ثم ابنه علي بن محمد الهادي إلى الله ، ثم ابنه الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله ، ثم ابنه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله . ثم قال : يا سلمان إنك مدركه ، ومن كان مثلك ، ومن تولاه هذه المعرفة فشكرت الله وقلت : وإني مؤجل إلى عهده ؟ فقرأ قوله تعالى : ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ‌ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا * ثُمَّ رَ‌دَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّ‌ةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ‌ نَفِيرً‌ا ).

قال سلمان فاشتد بكائي وشوقي ، وقلت : يا رسول الله أبعهد منك؟ فقال إي والله الذي أرسلني بالحق ، مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة وكل من هو منا ومعنا ومضام فينا ، إي والله وليحضرن إبليس له وجنوده ، وكل من محض الإيمان محضاً ، ومحض الكفر محضاً ، حتى يؤخذ له بالقصاص والأوتار ولا يظلم ربك أحداً ، وذلك تأويل هذه الآية : ( وَنُرِ‌يدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْ‌ضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِ‌ثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ وَنُرِ‌يَ فِرْ‌عَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُ‌ونَ ) . قال : فقمت من بين يديه ، وما أبالي لقيت الموت أو لقيني ) . ومثله الهداية الكبرى/73 و92 ، ومقتضب الأثر/6 ، وعنه إثبات الهداة : 1/708 ، والبحار : 25/6.

رجعة المؤمنين الذين هم أهلٌ لنصرة الإمام المهدي عليه السلام

العياشي : 2/276 ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من قرأ سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم ويكون من أصحابه ) . ومثله ثواب الأعمال/133 ، ومجمع البيان : 6/393 ، وإثبات الهداة : 3/497 ، والبحار : 92/281 ، عن ثواب الأعمال ، وأشار إلى مثله عن العياشي .

مختصر البصائر/32 ، من كتاب الواحدة ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : فيا عجباه وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء ، يلبون زمرة زمرة بالتلبية : لبيك لبيك يا داعي الله ، قد أطلوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ، لَيضربون بها هام الكفرة وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأولين والآخرين ، حتى ينجز الله ما وعدهم في قوله عز وجل : ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْ‌تَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِ‌كُونَ بِي شَيْئًا ) ، أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحداً في عبادي ، ليس عندهم تقية . وإن لي الكرة بعد الكرة والرجعة بعد الرجعة وأنا صاحب الرجعات والكرات وصاحب الصولات والنقمات والدولات العجيبات ، وأنا قرن من حديد ، وأنا عبد الله وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله ) .وعنه الإيقاظ/280 والبحار : 53/47.

وفي كتاب الزهد للحسين بن سعيد/81 ، عن عمار بن مروان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : منكم والله يقبل ، ولكم والله يغفر ، إنه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين إلا أن تبلغ نفسه ها هنا وأومأ بيده إلى حلقه ، ثم قال : إنه إذا كان ذلك واحتضر حضره رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة وعلي وجبرئيل وملك الموت عليه السلام فيدنو منه جبرئيل فيقول لرسول الله صلى الله عليه وآله : إن هذا كان يحبكم أهل البيت فأحبه ، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله : ياجبرئيل إن هذا كان يحب الله ورسوله وآل رسوله فأحبه وارفق به ، ويقول جبرئيل لملك الموت : إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه وارفق به ، فيدنو منه ملك الموت فيقول له : يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك ، أخذت أمان برائتك ، تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا؟ قال : فيوفقه الله عز وجل فيقول له : وما ذاك؟ فيقول : ولاية علي بن أبي طالب فيقول : صدقت أما الذي كنت تحذر فقد آمنك الله منه ، وأما الذي كنت ترجو فقد أدركته ، أبشر بالسلف الصالح مرافقة رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والأئمة من ولده عليهم السلام ، ثم يسل نفسه سلاً رفيقاً ، ثم ينزل بكفنه من الجنة وحنوطه حنوط كالمسك الأذفر ، فيكفن ويحنط بذلك الحنوط ، ثم يكسى حلة صفراء من حلل الجنة ، فإذا وضع في قبره فتح الله له باباً من أبواب الجنة يدخل عليه من روحها وريحانها ، ثم يفسح له عن أمامه مسيرة شهر وعن يمينه وعن يساره ، ثم يقال له : نم نومة العروس على فراشها ، أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ورب غير غضبان . ثم يزور آل محمد في جنان رضوى فيأكل معهم من طعامهم ويشرب معهم من شرابهم ويتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم قائمنا أهل البيت ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله فأقبلوا معه يلبون زمراً زمراً ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحل المحلون ، وقليل ما يكونون . هلكت المحاضير ونجا المقربون . من أجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : أنت أخي وميعاد ما بيني وبينك وادي السلام .

قال : وإذا حضر الكافر الوفاة حضره رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي والأئمة وجبرئيل وملك الموت عليهم السلام فيدنو منه جبرئيل فيقول : يا رسول الله إن هذا كان مبغضاً لكم أهل البيت فأبغضه فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جبرئيل إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه واعنف عليه ، ويقول جبرئيل : يا ملك الموت إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه واعنف عليه ، فيدنو منه ملك الموت فيقول يا عبد الله أخذت فكاك رهانك ، أخذت أمان براءتك ، تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا؟ فيقول : لا ! فيقول : أبشر يا عدو الله بسخط الله عز وجل وعذابه والنار ، أما الذي كنت ترجو فقد فاتك ، وأما الذي كنت تحذر فقد نزل بك ، ثم يسل نفسه سلاً عنيفاً ، ثم يوكل بروحه ثلاثمأة شيطان يبصقون في وجهه ويتأذى بريحه ، فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار فيدخل عليه من قيحها ولهبها ) . ومثله الكافي : 3/131 ، بتفاوت عن الإمام الصادق عليه السلام ، والمحتضر/5 ، بعضه عن أبي عبد الله عليه السلام ، وفيه : إن أرواح المؤمنين ترى آل محمد عليهم السلام في جبال رضوى فتأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم. والإيقاظ/290 و319 ، بعضه ، والبحار : 6/197 ، عن الكافي ، وأشار إلى مثله عن الزهد .

عجباً كل العجب بين جمادى ورجب

ينابيع المودة/512 ، عن كتاب صفين للمدائني : خطب علي عليه السلام بعد انقضاء أمر النهروان ، فذكر طرفاً من الملاحم فقال : ذلك أمر الله وهو كائن وقتاً مريحاً ، فيا ابن خيره الإماء متى تنتظر ، أبشر بنصر قريب من رب رحيم ، فبأبي وأمي من عدة قليلة أسماؤهم في الأرض مجهولة ، قد دان حينئذ ظهورهم ؟!

يا عجباً كل العجب بين جمادى ورجب ، من جمع شتات وحصد نبات ، ومن أصوات بعد أصوات ، ثم قال : سبق القضاء سبق ! وقال : قال رجل من أهل البصرة إلى رجل من أهل الكوفة في جنبه : أشهد أنه كاذب ! قال الكوفي : والله ما نزل علي من المنبر حتى فلج الرجل فمات من ليلته ) !

وفي نهج السعادة : 3/449 : ومن كلام له عليه السلام قال المدائني في كتاب صفين : وخطب علي عليه السلام بعد انقضاء أمر النهروان فذكر طرفاً من الملاحم قال : إذا كثرت فيكم الأخلاط واستولت الأنباط ، دنا خراب العراق ، وذاك إذا بنيت مدينة ذات أثل وأنهار فإذا غلت فيها الأسعار وشيد فيها البنيان وحكم فيها الفساق واشتد البلاء وتفاخر الغوغاء ، دنا خسوف البيداء وطاب الهرب والجلاء. وستكون قبل الجلاء أمور يشيب منها الصغير ويعطب منها الكبير ، ويخرس الفصيح ويبهت اللبيب ! يعاجلون بالسيف صلتاً وقد كانوا قبل ذلك في غضارة من عيشهم يمرحون. فيالها من مصيبة حينئذ من البلاء العقيم والبكاء الطويل ، والويل والعويل وشدة الصريخ وفناء مريح ! ذلك أمر الله وهو كائن . فيا ابن خيرة الإماء متى تنتظر ، أبشر بنصر قريب من رب رحيم ! ألا فويل للمتكبرين عند حصاد الحاصدين وقتل الفاسقين ، عصاة ذي العرش العظيم . فبأبي وأمي من عدة قليلة أسماؤهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة ، قد دان حينئذ ظهورهم . ولو شئت لأخبرتكم بما يأتي ويكون من حوادث دهركم ونوائب زمانكم وبلايا أممكم وغمرات ساعاتكم لفعلت ، ولكن أفضيه إلى من أفضيه إليه مخافة عليكم ، ونظراً لكم علماً مني بما هو كائن وما تلقون من البلاء الشامل ! ذلك عند تمرد الأشرار وطاعة أولي الخسار أوان الحتف والدمار ، ذاك عند إدبار أمركم وانقطاع أصلكم وتشتت أنفسكم . وإنما يكون ذلك عند ظهور العصيان وانتشار الفسوق ! حيث يكون الضرب بالسيف أهون على المؤمن من اكتساب درهم حلال ! حين لاتنال المعيشة إلابمعصية الله في سمائه! حين تسكرون من غير شراب وتحلفون من غير اضطرار ، وتظلمون من غير منفعة ، وتكذبون من غير إحراج ! تتفكهون بالفسوق وتبادرون بالمعصية ! قولكم البهتان وحديثكم الزور وأعمالكم الغرور ! فعند ذلك لا تأمنون البيات ! فيا له من بيات ما أشد ظلمته ، ومن صائح ما أفظع صوته؟! ذلك بيات لايتمنى صباحه صاحبه ! فعند ذلك تقتلون وبأنواع البلاء تضربون وبالسيف تحصدون والى النار تصيرون ! ويعضكم البلاء كما يعض الغارب القتب !

يا عجباً كل العجب بين جمادى ورجب ، من جمع أشتات وحصد نبات نومن أصوات بعدها أصوات! ثم قال عليه السلام : سبق القضاء سبق القضاء ) .وشرح ابن أبي الحديد : 2/49 .

وفي مصنف ابن أبي شيبة : 8/698 ، عن قيس بن السكن قال : قال علي على منبره : إني أنا فقأت عين الفتنة ، ولو لم أكن فيكم ما قوتل فلان وفلان وفلان أهل النهر وأيم الله لولا أن تتكلوا فتدعوا العمل لحدثتكم بما سبق لكم على لسان نبيكم لمن قاتلهم مبصراً لضلالتهم عارفاً بالذي نحن عليه ! قال ثم قال : سلوني فإنكم لا تسألوني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا حدثتكم ولا شيئها . قال : فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين حدثنا عن البلاء ، فقال أمير المؤمنين : إذا سأل سائل فليعقل وإذا سئل مسؤول فليتثبت : إن من ورائكم أموراً جللاًً وبلاءً مبلحاًً مكلحاً ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو قد فقدتموني ونزلت كرائه الأمور وحقائق البلاء لفشل كثير من السائلين ولأطرق كثير من المسؤولين ، وذلك إذا فصلت حربكم وكشفت عن ساق لها ، وصارت الدنيا بلاء على أهلها حتى يفتح الله لبقية الأبرار ! قال : فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين! حدثنا عن الفتنة فقال : إن الفتنة إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت أسفرت ، وإنما الفتن نحوم كنحوم الرياح يصبن بلداً ويخطئن آخر ، فانصروا أقواماً كانوا أصحاب رايات يوم بدر ويوم حنين تنصروا وتؤجروا .

ألا إن أخوف الفتنة عندي عليكم فتنة عمياء مظلمة ، خصت فتنتها وعمت بليتها ، أصاب البلاء من أبصر فيها وأخطأ البلاء من عمي عنها ، يظهر أهل باطلها على أهل حقها حتى تملأ الأرض عدواناً وظلماً ، وإن أول من يكسر عمدها ويضج جبروتها وينزع أوتادها الله رب العالمين ، ألا وإنكم ستجدون أرباب سوء لكم من بعدي ، كالناب الضروس تعض بفيها وتركض برجلها وتخبط بيدها وتمنع درها ! ألا أنه لا يزال بلاؤهم بكم حتى لا يبقى في مصر لكم إلا نافع لهم أو غير ضار ! وحتى لا يكون نصرة أحدكم منهم إلا كنصرة العبد من سيده !

وأيم الله لو فرقوكم تحت كل كوكب لجمعكم الله لشر يوم لهم ! قال : فقام رجل فقال : هل بعد ذلكم جماعة يا أمير المؤمنين؟ قال : إنها جماعة شتى غير أن أعطياتكم وحجكم وأسفاركم واحد والقلوب مختلفة هكذا ثم شبك بين أصابعه ! قال : مم ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : يقتل هذا هذا ! فتنة فظيعة جاهلية ليس فيها إمام هدى ولا علم يرى ، نحن أهل البيت منها بمنجاة ولسنا بدعاة . قال : وما بعد ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال : يفرج الله البلاء برجل من أهل البيت تفريج الأديم ، بأبي ابن خبره يسومهم الخسف ، ويسقيهم بكأس مصبره ، ودت قريش بالدنيا وما فيها لو يقدرون على مقام جزر وجزور لأقبل منهم بعض الذي أعرض عليهم اليوم ، فيردونه ويأبى إلا قتلاً ) . وفي لسان العرب : 12/394 ، والنهاية لابن الأثير : 3/200 : وأصل العذم العض ، ومنه حديث على : كالناب الضروس تعذم يفيها وتخبط بيدها ) .

وروى الشريف الرضي رحمه الله في نهج البلاغة : 1/182 ، بعضه ، قال : ومن خطبة له عليه السلام : أما بعد أيها الناس فأنا فقأت عين الفتنة ولم تكن ليجرأ عليها أحد غيري بعد أن ماج غيهبها واشتد كلبها. فاسألوني قبل أن تفقدوني ، فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها ، ومن يقتل من أهلها قتلاً ومن يموت منهم موتاً ! ولو قد فقدتموني ونزلت بكم كرائه الأمور وحوازب الخطوب لأطرق كثير من السائلين وفشل كثير من المسؤولين . وذلك إذا قلصت حربكم وشمرت عن ساق ، وضاقت الدنيا عليكم ضيقاً تستطيلون معه أيام البلاء عليكم حتى يفتح الله لبقية الأبرار منكم . إن الفتن إذا أقبلت شبَّهَتْ وإذا أدبرت نبهت ، يُنكرن مقبلات ويُعرفن مدبرات ، يَحُمْنَ حول الرياح يصبن بلداً ويخطئن بلداً . ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية فإنها فتنة عمياء مظلمة عمت خطتها وخصت بليتها ، وأصاب البلاء من أبصر فيها وأخطأ البلاء من عمي عنها ! وأيم الله لتجدن بني أمية لكم أرباب سوء بعدي كالناب الضروس تعذم بفيها وتخبط بيدها وتزبن برجلها وتمنع درها ! لا يزالون بكم حتى لايتركوا منكم إلا نافعاً لهم أو غير ضائر بهم ، ولا يزال بلاؤهم حتى لايكون انتصار أحدكم منهم إلا كانتصار العبد من ربه والصاحب من مستصحبه ! ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشية وقطعاً جاهلية ، ليس فيها منار هدى ولا علم يرى ، نحن أهل البيت منها بمنجاة ولسنا فيها بدعاة . ثم يفرجها الله عنكم كتفريج الأديم بمن يسومهم خسفاً ويسوقهم عنفاً ويسقيهم بكأس مصبرة ، لايعطيهم إلا السيف ولا يحلسهم إلا الخوف ! فعند ذلك تود قريش بالدنيا وما فيها لو يرونني مقاماً واحداً ولو قدر جزر جزور لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلايعطونني ) .

5- للإمام المهدي أنصار من الكواكب الأخرى

البصائر/490 ، عن هشام الجواليقي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن لله مدينة خلف البحر سعتها مسيرة أربعين يوماً ، فيها قوم لم يعصوا الله قط ، ولا يعرفون إبليس ولا يعلمون خلق إبليس ، نلقاهم في كل حين فيسألوننا عما يحتاجون إليه ويسألوننا الدعاء فنعلمهم ، ويسألوننا عن قائمنا حتى يظهر ، وفيهم عبادة واجتهاد شديد ، ولمدينتهم أبواب ما بين المصراع إلى المصراع مأة فرسخ ، لهم تقديس واجتهاد شديد لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم ! يصلي الرجل منهم شهراً لا يرفع رأسه من سجوده ! طعامهم التسبيح ولباسهم الورق ، ووجوههم مشرقة بالنور ! إذا رأوا منا واحداً لحسوه واجتمعوا إليه وأخذوا من أثره إلى الأرض يتبركون به لهم دوي إذا صلوا أشد من دوي الريح العاصف ، فيهم جماعة لم يضعوا السلاح منذ كانوا ينتظرون قائمنا ، يدعون أن يريهم إياه وعمر أحدهم ألف سنة . إذا رأيتهم رأيت الخشوع والإستكانة وطلب ما يقربهم إليه ! إذا حبسنا ظنوا أن ذلك من سخط يتعاهدون الساعة التي نأتيهم فيها لا يسأمون ولا يفترون ، يتلون كتاب الله كما علمناهم ، وإن فيما نعلمهم ما لو تلي على الناس لكفروا به ولأنكروه ! يسألوننا عن الشئ إذا ورد عليهم من القرآن ولا يعرفونه ، فإذا أخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يسمعون منا ، ويسألون الله طول البقاء وأن لا يفقدونا ، ويعلمون أن المنة من الله عليهم فيما نعلمهم عظيمة .

ولهم خرجة مع الإمام إذا قاموا يسبقون فيها أصحاب السلاح منهم ، ويدعون الله أن يجعلهم ممن ينتصر به لدينهم ، فيهم كهول وشبان ، وإذا رأى شاب منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد لا يقوم حتى يأمره . لهم طريق هم أعلم به من الخلق إلى حيث يريد الإمام ، فإذا أمرهم الإمام بأمر قاموا أبداً حتى يكون هو الذي يأمرهم بغيره ، لو أنهم وردوا على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحدة ، لايعمل الحديد فيهم ولهم سيوف من حديد غير هذا الحديد ، لو ضرب أحدهم بسيفه جبلاً لقده حتى يفصله ، يغزو بهم الإمام الهند والديلم والكرك والترك والروم وبربر ، وما بين جابرسا إلى جابلقا ، وهما مدينتان واحدة بالمشرق وأخرى بالمغرب ، لا يأتون على أهل دين إلا دعوهم إلى الله وإلى الإسلام وإلى الإقرار بمحمد صلى الله عليه وآله ومن لم يسلم قتلوه ، حتى لا يبقى بين المشرق والمغرب وما دون الجبل أحد إلا أقر ) . وعنه المحتضر/103 ، وإثبات الهداة : 3/522 ، ومختصر البصائر/10 ، بتفاوت وعنه البرهان : 1/48 ، ومثله تبصرة الولي/97 ، والبحار : 27/41 و57/332 .

نقد مقولة أن الإمام عليه السلام ينتظر وجود أصحابه

إن ظهور الإمام المهدي صلوات الله عليه من أمر الله المحتوم ، وهو مرحلة كبرى في خطته عز وجل لحياة آدم عليه السلام وأبنائه على الأرض ، وتوقيته وظروفه من تقدير الله تعالى في أصل خطة الكون ، وقد أخبرنا بواسطة نبيه وآله صلى الله عليه وآله بصفاته وعلاماته وأن ظهوره كالساعة يأتيكم بغتة ، وأنه تعالى قدَّر له أصحاباً خاصين يوافونه من أقاصي الأرض بمعجزة في ليلة واحدة ، هم وزراؤه وحواريوه ، وهذا لايعني أن ظهوره عليه السلام متوقف عليهم وأنه عليه السلام ينتظر أن يولدوا او يوجدوا ، وأنهم لو كانوا قبل قرون لظهر من يوم وجودهم ، بل هم أصحاب خاصون يكونون في عصرهم ، ولظهوره عليه السلام وقتٌ لا يُقربه عجلة المستعجلين !

ولعل أصل شبهة أن الإمام عليه السلام ينتظر أصحابه ، جاء من بعض الأحاديث المتشابهة ، كالذي رواه النعماني/203 ، عن أبي عبد الله عليه السلام : أنه دخل عليه بعض أصحابه فقال له : جعلت فداك إني والله أحبك وأحب من يحبك يا سيدي ما أكثر شيعتكم ، فقال له : أذكرهم ، فقال : كثير ، فقال : تحصيهم ؟ فقال : هم أكثر من ذلك ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون ، ولكن شيعتنا من لايعدو صوته سمعه ولا شحناؤه بدنه ولا يمدح بنا معلناً ، ولا يخاصم بنا قالياً ، ولا يجالس لنا عايباً ، ولا يحدث لنا ثالباً ، ولا يحب لنا مبغضاً ، ولا يبغض لنا محباً . فقلت فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال : فيهم التمييز وفيهم التمحيص وفيهم التبديل ، يأتي عليهم سنون تفنيهم وسيف يقتلهم واختلاف يبددهم ! إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ، ولا يطمع طمع الغراب ، ولا يسأل الناس بكفه وإن مات جوعاً ، قلت جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة؟ فقال : أطلبهم في أطراف الأرض ، أولئك الخفيض عيشهم ، المنتقلة دارهم ، الذين إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا ، وإن مرضوا لم يعادوا ، وإن خطبوا لم يزوجوا ، وإن ماتوا لم يشهدوا ، أولئك الذين في أموالهم يتواسون ، وفي قبورهم يتزاورون ، ولاتختلف أهواؤهم وإن اختلفت بهم البلدان ) . ونحوه في/204 ، وفيه : وإن رأوا مؤمناً أكرموه ، وإن رأوا منافقاً هجروه ، وعند الموت لايجزعون وفي قبورهم يتزاورون ) . وعنه البحار : 68/164.

لكن قول الإمام الصادق عليه السلام : ( أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون.. ولكن شيعتنا من لايعدو صوته سمعه..الخ ) . إنما يدل على علاقة بين ظهوره عليه السلام واكتمال عددهم ، ولايمكن الحكم بأنها علاقة سببية ، فقد تكون علاقة في التقدير ، وتكون السببية في الظهور وليس في الأصحاب .

فالإمام الصادق عليه السلام ليس في مقام بيان نوع العلاقة ، بل في مقام موعظة الشيعة ليرفعوا مستوى إيمانهم ، وأن الأصحاب الذين يظهر فيهم المهدي عليه السلام من مستوى أرقى من معاصريه ، المدعين استعداهم لنصرته عليه السلام .

وقد كانت هذه الشبهة في أذهان المخالفين ، فكانوا يتصورون أن الشيعة وإمامهم ينتظرون وجود313 مؤمناً كاملي الإيمان حتى يظهر إمامهم !

ففي رسائل في الغيبة للمفيد رحمه الله : 3/11 : ( قال الشيخ المفيد رحمه الله : حضرت مجلس رئيس من الرؤساء فجرى كلام في الإمامة فانتهى إلى القول في الغيبة ، فقال صاحب المجلس : أليست الشيعة تروي عن جعفر بن محمد : أنه لو اجتمع للإمام عدة أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً لوجب عليه الخروج بالسيف؟

فقلت : قد روي هذا الحديث . قال : أو لسنا نعلم يقيناً أن الشيعة في هذا الوقت أضعاف عدة أهل بدر ، فكيف يجوز للإمام الغيبة مع الرواية التي ذكرناها؟ فقلت له : إن الشيعة وإن كانت في وقتنا كثيراً عددها حتى تزيد على عدة أهل بدر أضعافاً مضاعفة ، فإن الجماعة التيعدتهم عدة أهل بدر إذا اجتمعت فلم يسع الإمام التقية ووجب عليه الظهور ، لم تجتمع في هذا الوقت ولا حصلت في هذا الزمان بصفتها وشروطها . وذلك أنه يجب أن يكون هؤلاء القوم معلوم من حالهم الشجاعة والصبر على اللقاء والإخلاص في الجهاد وإيثار الآخرة على الدنيا ، ونقاء السرائر من العيوب وصحة العقول ، وأنهم لا يهنون ولا ينتظرون عند اللقاء ويكون العلم من الله تعالى بعموم المصلحة في ظهورهم بالسيف . وليس كل الشيعة بهذه الصفة ، ولو علم الله تعالى أن في جملتهم العدد المذكور على ما شرطناه لظهر الإمام لامحاله ولم يغب بعد اجتماعهم طرفة عين ، لكن المعلوم خلاف ما وصفناه ، فلذلك ساغ للإمام الغيبة على ما ذكرناه .

قال : ومن أين لنا أن شروط القوم على ما ذكرت ، وإن كانت شروطهم هذه فمن أين لنا أن الأمر كما وصفت؟ فقلت : إذا ثبت وجوب الإمامة وصحت الغيبة لم يكن لنا طريق إلى تصحيح الخبر إلا بما شرحناه ، فمن حيث قامت دلائل الإمامة والعصمة وصدق الخبر حكمنا بما ذكرناه .

ثم قلت : ونظير هذا الأمر ومثاله ما علمناه من جهاد النبي صلى الله عليه وآله أهل بدر بالعدد اليسير الذين كانوا معه وأكثرهم أعزل راجل ، ثم قعد عليه وآله السلام في عام الحديبية ومعه من أصحابه أضعاف أهل بدر في العدد ، وقد علمنا أنه صلى الله عليه وآله مصيبٌ في الأمرين جميعاً ، وأنه لو كان المعلوم من أصحابه في عام الحديبية ما كان المعلوم منهم في حال بدر لما وسعه القعود والمهادنة ، ولوجب عليه الجهاد كما وجب عليه قبل ذلك ولو وجب عليه ما تركه لما ذكرناه من العلم بصوابه وعصمته على ما بيناه . فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يوحى إليه فيعلم بالوحي العواقب ويعرف الفرق من صواب التدبير وخطئه بمعرفة ما يكون ، فمن قال في علم الإمام بما ذكرت وما طريق معرفته بذلك ؟

فقلت له : الإمام عندنا معهود إليه ، موقَفٌ على ما يأتي وما يذكر ، منصوب له أمارات تدله على العواقب في التدبيرات والصالح في الأفعال ، وإنما حصل له العهد بذلك عن النبي صلى الله عليه وآله الذي يوحى إليه ويطلع على علم السماء ، ولو لم نذكر هذا الباب واقتصرنا على أنه متعبد في ذلك بغلبة الظن وما يظهر له من الصلاح لكفى وأغنى . وقام مقام الإظهار على التحقيق كائنا ما كان بلا ارتياب ، لا سيما على مذهب المخالفين في الإجتهاد . وقولهم في رأي النبي صلى الله عليه وآله وإن كان المذهب ما قدمناه . فقال : لمَ لايظهر الإمام وإن أدى ظهوره إلى قتله فيكون البرهان له والحجة في إمامته أوضح ، ويزول الشك في وجوده بلا ارتياب ؟

فقلت : إنه لا يجب ذلك عليه كما لا يجب على الله تعالى معاجلة العصاة بالنقمات وإظهار الآيات في كل وقت متتابعات ، وإن كنا نعلم أنه لو عاجل العصاة لكان البرهان على قدرته أوضح ، والأمر في نهيه أوكد ، والحجة في قبح خلافه أبين ، ولكان بذلك الخلق عن معاصيه أزجر ، وإن لم يجب ذلك عليه ولا في حكمته وتدبيره لعلمه بالمصلحة فيه على التفضيل ، فالقول في الباب الأول مثله على أنه لا معنى لظهور الإمام في وقت يحيط العلم فيه بأن ظهوره منه فساد وأنه لا يؤول إلى إصلاح ، وإنما يكون ذلك حكمة وصواباً إذا كانت عاقبته الصلاح . ولو علم عليه السلام أن في ظهوره صلاحاً في الدين مع مقامه في العالم أو هلاكه وهلاك جميع شيعته وأنصاره لما أبقاه طرفة عين ، ولا فتر عن المسارعة إلى مرضاة الله جل اسمه ، لكن الدليل على عصمته كاشف عن معرفته لرد هذه الحال عند ظهوره في هذا الزمان بما قدمناه من ذكر العهد إليه ، ونصب الدلائل والحد والرسم المذكورين له في الأفعال . فقال : لعمري إن هذه الأجوبة على الأصول المقررة لأهل الإمامة مستمرة ، والمنازع فيها بعد تسليم الأصول لا ينال شيئا ولا يظفر بطائل ) .انتهى.

أقول : قد يكون جواب المفيد رحمه الله مجاراة لذلك الرجل ، أما إن قصد أن الإمام عليه السلام هو الذي يعين وقت ظهوره وأنه ينتظر وجود هؤلاء الأصحاب ، فلا يصح ، لأن الله تعالى يتولى أمره بالكامل ومن أهمه تعيين وقت ظهوره ، وقد نصت على ذلك أحاديث كثيرة ، ومنها أنه عليه السلام يؤذن له فيدعو ويبدأ ظهوره .

فالأصح الجواب بما رواه الصدوق رحمه الله في أماليه/539 ، وخلاصته : أن رجلاً مهموماً جاء الى الإمام زين العابدين عليه السلام وشكى له فقره وديناً أثقله فلم يكن عند الإمام عليه السلام مال لأن الوليد كان صادر أمواله ، فأعطاه قرصيه قوت يومه وأمره أن يذهب الى السوق ويشتري بهما شيئاً ، فوجد سمكتين غير مرغوبتين فاشتراهما فوجد في جوفها لؤلؤتين ثمينتين : ( وباع الرجل اللؤلؤتين بمال عظيم قضى منه دينه وحسنت بعد ذلك حاله . فقال بعض المخالفين : ما أشد هذا التفاوت ! بينا علي بن الحسين لا يقدر أن يسد منه فاقة إذ أغناه هذا الغناء العظيم كيف يكون هذا وكيف يعجز عن سد الفاقة من يقدر على هذا الغناء العظيم؟ فقال الإمام السجاد عليه السلام : هكذا قالت قريش للنبي صلى الله عليه وآله : كيف يمضي إلى بيت المقدس ويشاهد ما فيه من آثار الأنبياء عليهم السلام من مكة ويرجع إليها في ليلة واحدة مَن لايقدر أن يبلغ من مكة إلى المدينة إلا في اثني عشر يوماً وذلك حين هاجر منها ! ثم قال عليه السلام : جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه ! إن المراتب الرفيعة لاتنال إلا بالتسليم لله جل ثناؤه وترك الإقتراح عليه والرضا بما يدبرهم به! إن أولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبراً لمَّا يساوهم فيه غيرهم ، فجازاهم الله عز وجل عن ذلك بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم ، لكنهم مع ذلك لايريدون منه إلا مايريده لهم ) !

أقول : يدل ذلك على أن إرادة المعصوم عليه السلام في هذا النوع من الأعمال تابعة لإرادة الله تعالى ، وأنه لا يتصرف من نفسه ولايستعمل ولايته التكوينية بل ينتظر الإذن والأمر من الله تعالى ! فالأصل عنده أن يعمل ويعيش بالأسباب العادية ، إلا إذا أبلغه الله تعالى بهاتف أو إلهام أو أي طريق ، أن يعمل شيئاً آخر أو يدعوه بشئ ! وهذا معنى تفوق النبي وآله صلى الله عليه وآله على غيرهم بأنهم لم يقترحوا على ربهم عز وجل شيئاً. وظهوره عليه السلام من أهم الأمور التي لايتقدم فيها أمر الله تعالى.

شبهة أن ظهوره متوقف على امتلاء الدنيا جور

كما توجد شبهة أخرى تقول : إن ظهوره عليه السلام لم يأت أوانه لأنه يكون بعد أن تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ، ومعناه أنه لايبقى خير في الأرض ولا عدل !

وجوابها : أن امتلاء الأرض جوراً وظلماً أمر عرفي ، وقد امتلأت في عصرنا وقبله ظلماً وجوراً حتى بحارها وأجواؤها ! بل امتلأت من قديم ، لقوله تعالى : ( ظَهَرَ‌ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْ‌جِعُونَ ) . ( الروم : 41 ) وامتلأت من عصر الإمام الصادق عليه السلام بشهادته التي رواها عنه في الكافي : 3/536 ، عن بريد بن معاوية قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : يا بريد لا والله ما بقيت لله حرمة إلا انتهكت ، ولا عمل بكتاب الله ولا سنة نبيه في هذا العالم ، ولا أقيم في هذا الخلق حد منذ قبض الله أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ، ولا عمل بشئ من الحق إلى يوم الناس هذا ! ثم قال : أما والله لا تذهب الأيام والليالي حتى يحيي الله الموتى ويميت الأحياء ويرد الله الحق إلى أهله ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه ونبيه ، فأبشروا ثم أبشروا ثم أبشروا ، فوالله ما الحق إلا في أيديكم ) . وعنه التهذيب : 4/97 ، والبحار : 41/127 .

هل صحيح أن أصحاب المهدي عليه السلام أكثرهم من غير العرب؟

ورد في مصادر السنة والشيعة أن أصحاب المهدي عليه السلام أكثرهم من الشباب ، ففي ملاحم ابن المنادي/64 ، عن علي عليه السلام أنه قال : ( ولولا أن تستعجلوا وتستأخروا القدر لأمر قد سبق في البشر ، لحدثتكم بشباب من الموالي وأبناء العرب ، ونبذ من الشيوخ كالملح في الزاد وأقل الزاد الملح ) . وروى النعماني في الغيبة/315 ، عن أبي يحيى حكيم بن سعد قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : ( إن أصحاب المهدي القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد ، وأقل الزاد الملح ) . وغيبة الطوسي/284 كالنعماني ، وعنه إثبات الهداة : 3/517 ، والبحار : 52/333 . وفي تاج المواليد/151 : ( من النجباء والأبدال والأخيار ، كلهم شاب لا كهل فيهم ) .انتهى.

والمقصود بأصحابه هنا : الأصحاب والوزراء الخاصون ، الثلاث مئة وثلاثة عشر .

وذكر بعض علماء السنة أن جميع أصحاب الإمام المهدي عليه السلام من الموالي وليس فيهم عربي ! قال ابن عربي في فتوحاته المكية : 3/328 : ( وهم على أقدام رجال من الصحابة ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وهم من الأعاجم ما فيهم عربي لكن لا يتكلمون إلا بالعربية ، لهم حافظ ليس من جنسهم ما عصى الله قط ، هو أخص الوزراء وأفضل الأمناء ، فأعطاهم الله في هذه الآية التي اتخذوها هجيراً وفي ليلهم سميراً ، أفضل علم الصدق حالاً وذوقاً فعلموا إن الصدق سيف الله في الأرض ، ما قام بأحد ولا اتصف به إلا نصره الله لأن الصدق نعته والصادق اسمه ، فنظروا بأعين سليمة من الرمد وسلكوا بأقدام ثابتة في سبيل الرشد ، فلم يروا الحق قيد مؤمناً من مؤمن ، بل أوجب على نفسه نصر المؤمنين ) .انتهى.

وروى ابن ماجة : 2/1369 ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله : إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثاً من الموالي هم أكرم العرب فرساً وأجوده سلاحاً ، يؤيد الله بهم الدين .

وفي الحاكم : 4/548 وصححه على شرط بخاري ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله : إذا وقعت الملاحم خرج بعث من الموالي من دمشق هم أكرم العرب فرساً وأجوده سلاحاً ، يؤيد الله بهم الدين ) . انتهى.

وفي مصادرنا : روى الطوسي في الغيبة/284 ، عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : إتق العرب فإن لهم خبر سوء ، أما إنه لا يخرج مع القائم منهم واحد ) . وعنه إثبات الهداة : 3/517 ، والبحار : 52/333 . ولكنها معارضة بالروايات الكثيرة وبعضها صحيح عن حركة اليماني ونجباء مصر وأبدال الشام وعصائب العراق وغيرهم ، وهي تنص على أنهم من أصحاب المهدي الخاصين وأنصاره . نعم هم قليلون بالنسبة إلى عدد العرب الكثير ، كما رود عن الإمام الصادق عليه السلام في الكافي : 1/370 ، عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب ، قلت : جعلت فداك كم مع القائم من العرب ؟ قال : نفر يسير ، قلت : والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير ، قال : لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويستخرج في الغربال خلق كثير ) .

أحاديث لم يثبت سندها تُسَمِّي أصحابه عليه السلام وبلدانهم

توجد أربع روايات تسمي أصحاب المهدي عليه السلام أو بلدانهم ، لكن لم يصح سندها.

الرواية الأولى : في دلائل الإمامة/311 ، قال أبو حسان سعيد بن جناح عن محمد بن مروان الكرخي قال : حدثنا عبد الله بن داود الكوفي عن سماعة بن مهران قال : سأل أبو بصير الصادق عن عدة أصحاب القائم فأخبره بعدتهم ومواضعهم ، فلما كان العام القابل قال عدت إليه فدخلت فقلت : ما قصة المرابط السائح قال : هو رجل من أصبهان من أبناء دهاقينها له عمود فيه سبعون منا لا يقلُّهُ غيره ، يخرج من بلده سياحاً في الأرض وطلب الحق فلا يخلو بمخالف إلا أراح منه ، ثم إنه ينتهي إلى طازبند وهو الحاكم بين أهل الإسلام ، فيصيب بها رجلاً من النصاب يتناول أمير المؤمنين ويقيم بها حتى يسرى به . وأما الطوَّاف لطلب الحق فهو رجل من أهل يخشب وقد كتب الحديث وعرف الإختلاف بين الناس فلا يزال يطوف بالبلدان لطلب العلم حتى يعرف صاحب الحق فلا يزال كذلك حتى يأتيه الأمر وهو يسير من الموصل إلى الرها فيمضي حتى يوافي مكة .

وأما الهارب من عشيرته ببلخ فرجل من أهل المعرفة لا يزال يعلن أمره يدعو الناس إليه وقومه وعشيرته ، فلا يزال كذلك حتى يهرب منهم إلى الأهواز فيقيم في بعض قراها حتى يأتيه أمر الله فيهرب منهم . وأما المتخلي بصقلية فإنه رجل من أبناء الروم من قرية يقال يسلم فسيبنوا من الروم ، ولا يزال يخرج إلى بلد الإسلام يجول بلدانها وينتقل من قرية إلى قرية ومن مقالة إلى مقالة حتى يمن الله عليه بمعرفة هذا الأمر الذي أنتم عليه ، فإذا عرف ذلك وأيقنه أيقن أصحابه فدخل صقلية مع عبد الله حتى يسمع الصوت فيجيبه .

وأما الهاربان إلى السروانية من الشعب رجلان أحدهما من أهل مدائن العراق والآخر من حبايا بجرجان إلى مكة ، فلا يزالان يتجران فيها ويعيشان حتى يتصل متجرهما بقرية يقال لها الشعب فيصيران إليها ويقيمان بها حيناً من الدهر فإذا عرفهما أهل الشعب آذوهما وأفسدوا كثيراً من أمرهما فيقول أحدهما لصاحبه يا أخي إنا قد أوذينا في بلادنا حتى فارقنا مكة ، ثم خرجنا إلى الشعب ونحن نرى أن أهلها ثائرة علينا من أهل مكة وقد بلغوا بنا ما ترى ، فلو سرنا في البلاد حتى يأتي أمر الله من عدل أو فتح أو موت يريح ، فيتجهزان ويخرجان إلى برقة ثم يتجهزان ويخرجان إلى سروانة ولايزالان بها إلى الليلة التي يكون بها أمر قائمنا .

وأما التاجران الخارجان من عانة إلى أنطاكية فهما رجلان يقال لأحدهما مسلم وللآخر سليم ولهما غلام أعجمي يقال له سلمونة ، يخرجون جميعاً في رفقة من التجار يريدون أنطاكية فلا يزالون يسيرون في طريقهم حتى إذا كان بينهم وبين أنطاكية أميال يسمعون الصوت فينصتون نحوه كأنهم لم يعرفوا شيئاً غير ما صاروا إليه من أمرهم ذلك الذي دعوا إليه ، ويذهلون عن تجارتهم ويصبح القوم الذين كانوا معهم من رفاقتهم وقد دخلوا أنطاكية فيفقدونهم فلا يزالون يطلبونهم فيرجعون ويسألون عنهم من يلقون من الناس فلا يقعون على أثر ولا يعلمون لهم خبراً ، فيقول القوم بعضهم لبعض هل تعرفون منازلهم فيقول بعضهم نعم ، ثم يبيعون ما كان معهم من التجارة ويحملون إلى أهاليهم ويقتسمون مواريثهم ، فلا يلبثون بعد ذلك إلا ستة أشهر حتى يوافوا إلى أهاليهم على مقدمة القائم فكأنهم لم يفارقوهم .

وأما المستأمنة من المسلمين إلى الروم فهم قوم ينالهم أذى شديد من جيرانهم وأهاليهم ومن السلطان ، فلا يزال ذلك بهم حتى أتوا ملك الروم فيقصون عليه قصتهم ويخبرونه بما هم من أذى قومهم وأهل ملتهم ، فيؤمنهم ويعطيهم أرضاً من أرض قسطنطينية فلا يزالون بها حتى إذا كانت الليلة التي يسرى بهم فيها ويصبح جيرانهم وأهل الأرض التي كانوا بها قد فقدوهم ، فيسألون عنهم أهل البلاد فلا يحسوا ( ن ) لهم أثراً ولا يسمعون لهم خبراً ، ويخبرون ملك الروم بأمرهم وأنهم فقدوا فيوجه في طلبهم ويستقصى آثار هم وأخبارهم فلا يعود مخبر لهم يخبر ، فيغتم طاغية الروم غماً شديداً ويطالب جيرانهم بهم ويحبسهم ويلزمهم إحضارهم ويقول : ما قدمتم على قوم آمنتهم وأوليتهم جميلاً ! ويوعدهم القتل إن لم يأتوا بهم ويخبرهم وإلى أين صاروا ، فلا يزال أهل مملكته في أذية ومطالبة ما بين معاقب ومحبوس ومطلوب ، حتى يسمع بما هم فيه راهب قد قرأ الكتب فيقول لبعض من يحدثه حديثهم إنه ما بقي في الأرض أحد يعلم علم هؤلاء القوم غيري وغير رجل من يهود بابل ، فيسألونه عن أحوالهم فلا يخبر أحداً من الناس حتى يبلغ ذلك الطاغية ، فيوجه في حمله إليه فإذا حضره قال الملك : قد بلغني ما قلت ، وقد ترى ما أنا فيه فاصدقني ! إن كانوا مرتابين قتلت بهم من قتلهم ويخلص من سواهم من التهمة . قال الراهب : لا تعجل أيها الملك ولا تحزن على القوم ، فإنهم لن يقتلوا ولن يموتوا ولا حدث بهم حدث يكرهه الملك ، ولا هم ممن يرتاب بأمرهم ونالتهم غيلة ، ولكن هؤلاء قوم حملوا من أرض الملك إلى أرض مكة إلى ملك الأمم ، وهو الأعظم الذي تبشر به وتحدث عنه وتعد ظهوره وعدله وإحسانه . قال له الملك : من أين لك هذا؟ قال ما كنت لأقول إلا حقا ، فإنه عندي في كتاب قد أتى عليه أكثر من خمسمائة سنة يتوارثه العلم آخر عن أول ، فيقول له الملك : فإن كان ما نقول حقاً وكنت فيه صادقاً فأحضر الكتاب فيمضي في إحضاره ويوجه الملك معه نفراً من ثقاته فلا يلبث حتى يأتيه بالكتاب فيقرؤه فإذا فيه صفة القائم واسمه واسم أبيه وعدة أصحابه وخروجهم ، وأنهم سيظهرون على بلاده فقال له الملك : ويحك أين كنت عن إخباري بهذا إلى اليوم ؟ قال : لولا ما تخوفت إنه يدخل على الملك من الإثم في قتل قوم براء ما أخبرته بهذا العلم حتى يراه بعينه ويشاهده بنفسه . قال : أو تراني أراه؟ قال : نعم لا يحول الحول حتى تطأ خيله أواسط بلادك ويكون هؤلاء القوم أدلاء على مذهبكم ، فيقول له الملك : أفلا أوجه إليهم من يأتيني بخبر منهم وأكتب إليهم كتاباً ؟ قال له الراهب : أنت صاحبه الذي تسلم إليه وستتبعه وتموت فيصلي عليك رجل من أصحابه ! والنازلون بسرانديب وسمندار أربعة رجال من تجار أهل فارس يخرجون عن تجاراتهم فيستوطنون سرانديب وسمندار حتى يسمعون الصوت ويمضون إليه! والمفقود من مركبه بسلاقط رجل من يهود أصبهان يخرج من سلاقط قافلة فبينا هو يسير في البحر في جوف الليل ، إذ نودي فيخرج من المركب في أعلى الأرض أصلب من الحديد وأوطأ من الحرير ، فيمضي الربان إليه وينظر إليه وينظر فينادي أدركوا صاحبكم فقد غرق فيناديه الرجل لا بأس عليَّ إني على جدد ، فيحال بينهم وبينه وتطوى له الأرض فيوافي القوم حينئذ مكة لا يتخلف منهم أحداً ) . وفي ملاحم ابن طاووس/201 ، عن كتاب يعقوب بن نعيم قرقارة الكاتب لأبي يوسف قال : وحدثنا أحمد بن محمد الأسدي ، عن محمد بن مروان ، عن عبد الله بن حماد ، عن سماعة بن مهران قال : قال أبو بصير سألت جعفر بن محمد عليه السلام عن أصحاب القائم عليه السلام فأخبرني بمواضعهم وعدتهم فلما كان العام الثاني عدت إليه فقلت : جعلت فداك ما قصة المرابط والسياح؟ قال : - كما في دلائل الإمامة بتفاوت . والمحجة/34 ، كما في دلائل الإمامة ، عن مسند فاطمة عليها السلام للطبري. وبشارة الإسلام/202 ، عن المحجة .

الرواية الثانية في دلائل الإمامة/307 : حدثني أبو الحسين محمد بن هارون قال حدثنا أبي هارون بن موسى بن أحمد قال حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي قال حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله تفسير القمي القطان المعروف بابن الخزاز قال حدثنا محمد بن زياد ، عن أبي عبد الله الخراساني قال حدثنا أبو حسان سعيد بن جناح ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله قال : قلت له : جعلت فداك هل كان أمير المؤمنين يعلم أصحاب القائم كما كان يعلم عدتهم؟ قال أبو عبد الله : حدثني أبي قال : والله لقد كان يعرفهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم رجلاً فرجلاً ، ومواضع منازلهم ومراتبهم ، فكلما عرفه أمير المؤمنين عرفه الحسن ، وكلما عرفه الحسن فقد صار علمه إلى الحسين ، وكلما عرفه الحسين فقد عرفه علي بن الحسين ، وكلما علمه علي بن الحسين فقد صار علمه إلى محمد بن علي ، وكلما قد علمه محمد بن علي فقد علمه وعرفه صاحبكم ، يعني نفسه . قال أبو بصير : قلت مكتوب ؟ قال فقال أبو عبد الله : مكتوب في كتاب محفوظ في القلب ، مثبت في الذكر لا ينسى . قال قلت جعلت فداك أخبرني بعددهم وبلدانهم ومواضعهم فذاك يقتضي من أسمائهم. قال فقال إذا كان يوم الجمعة بعد الصلاة فأتني ، قال : فلما كان يوم الجمعة أتيته فقال : يا أبا بصير أتيتنا لما سألتنا عنه؟ قلت : نعم جعلت فداك . قال إنك لا تحفظ فأين صاحبك الذي يكتب لك ، فقلت أظن شغله شاغل وكرهت أن أتأخر عن وقت حاجتي ، فقال لرجل في مجلسه : أكتب له هذا ما أملاه رسول الله على أمير المؤمنين وأودعه إياه ، من تسمية أصحاب المهدي وعدة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم وقبائلهم ، والسائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكة ، وذلك عند استماع الصوت في السنة التي يظهر فيها أمر الله عز وجل ، وهم النجباء والقضاة والحكام على الناس : من طاربند الشرقي رجل ، وهو المرابط السياح ، ومن الصامغان رجلان ومن أهل فرغانة رجل ، ومن أهل البريد رجلان ، ومن الديلم أربعة رجال ، ومن مرو الروذ رجلان ، ومن مرو إثنا عشر رجلاً ، ومن بيروت تسعة رجال ومن طوس خمسة رجال ، ومن القريات رجلان ، ومن سجستان ثلاثة رجال ، ومن الطالقان أربعة وعشرون رجلاً ، ومن الجبل الغرر ثمانية رجال ، ومن نيسابور ثمانية عشر رجلاً ، ومن هراة اثنا عشر رجلاً ، ومن وشيج أربعة رجال ، ومن الري سبعة رجال ، ومن طبرستان تسعة رجال ومن قم ثمانية عشر رجلاً ، ومن قرمس رجلان ، ومن جرجان اثنا عشر رجلاً ، ومن الرقة ثلاثة رجال ، ومن الرافقة رجلان ، ومن حلب ثلاثة رجال ، ومن سلمية خمسة رجال ، ومن طبرية رجل ، ومن بافاد رجل ، ومن بلبيس رجل ، ومن دمياط رجل ، ومن أسوان رجل ، ومن الفسطاط أربعة رجال ، ومن القيروان رجلان ومن كور كرمان ثلاثة رجال ، ومن قزوين رجلان ، ومن همدان أربعة رجال ، ومن جوقان رجل ، ومن البدو رجل ، ومن خلاط رجل ، ومن جابروان ثلاثة رجال ، ومن النسوي رجل ، ومن سنجار أربعة رجال ، ومن طالقان رجل ، ومن سيمسياط رجل ومن نصيبين رجل ومن حران رجل ، ومن باغه رجل ، ومن قابس رجل ، ومن صنعاء رجلان ، ومن قارب رجل ، ومن طرابلس رجلان ، ومن القلزم رجلان ، ومن العبثة رجل ، ومن وادي القرى رجل ، ومن خيبر رجل ومن بدا رجل ، ومن الحار رجل ، ومن الكوفة أربعة عشر رجلاً ، ومن المدينة رجلان ، ومن الري رجل ، ومن الحيوان رجل ، ومن كوثا رجل ، ومن طهر رجل ، ومن بيرم رجل ، ومن الأهواز رجلان ، ومن الأصطخر رجلان ، ومن الموليان رجلان ، ومن الدبيلة رجل ، ومن صيدائيل رجل ، ومن المدائن ثمانية رجال ، ومن عكبرا رجل ، ومن حلوان رجلان ، ومن البصرة ثلاثة رجال ، وأصحاب الكهف وهم سبعة ، والتاجران الخارجان من عانة إلى أنطاكية وغلامهما وهم ثلاثة نفر ، والمستأمنون إلى الروم من المسلمين وهم أحد عشر رجلاً ، والنازلان بسرانديب رجلان ، ومن سمند أربعة رجال ، والمفقود من مركبه بسلاهط رجل ، ومن شيراز أو قال سيراف الشك من مسعدة رجل ، والهاربان إلى السروانية من الشعب رجلان ، والمتخلي بصقيلية رجل ، والطواف الطالب الحق من يخشب رجل ، والهارب من عشيرته رجل ، والمحتج بالكتاب على الناصب من سرخس رجل . فذلك ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، بعدد أهل البدر ، يجمعهم الله إلى مكة في ليلة واحدة ، وهي ليلة الجمعة فيتوافون في صبيحتها إلى المسجد الحرام ، لا يتخلف منهم رجل واحد ، وينتشرون بمكة في أزقتها يلتمسون منازل يسكنونها فينكرهم أهل مكة ، وذلك أنهم لم يعلموا برفقة دخلت من بلد من البلدان لحج أو عمرة ولا تجارة ، فيقول بعضهم لبعض إنا لنرى في يومنا هذا قوما لم نكن رأيناهم قبل يومنا هذا ، وليس من بلد واحد ولا أهل بدو ولا معهم إبل ولا دواب . فبينما هم كذلك وقد ارتابوا بهم ، قد أقبل رجل من بني مخزوم يتخطى رقاب الناس حتى يأتي رئيسهم فيقول لقد رأيت ليلتي هذه رؤيا عجيبة وإني منها خائف وقلبي منها وجل ، فيقول له أقصص رؤياك فيقول : رأيت كبة نار انقضت من عنان السماء ، فلم تزل تهوي حتى انحطت على الكعبة فدارت فيها فإذا هي جراد ذوات خطر كالملاحف ، فأطافت بالكعبة ما شاء الله ، ثم تطايرت شرقا وغربا لاتمر ببلد إلا أحرقته ، ولا بحضر إلا حطمته فاستيقظت وأنا مذعور القلب وجل ، فيقولون لقد رأيت هؤلاء فانطلق بنا إلى الأقرع ليعبرها وهو رجل من ثقيف فقص عليه الرؤيا فيقول الأقرع لقد رأيت عجبا ، ولقد طرقكم في ليلتكم جند من جنود الله لا قوة لكم بهم . فيقولون لقد رأينا في يومنا هذا عجبا ، ويحدثونه بأمر القوم ثم ينهضون من عنده ويهمون بالوثوب عليهم ، وقد ملا الله قلوبهم منهم رعبا وخوفا . فيقول بعضهم لبعض وهم يتآمرون بذلك : يا قوم لا تعجلوا على القوم إنهم لم يأتوكم بعد بمنكر ، ولا أظهروا خلافا ، ولعل الرجل منهم يكون في القبيلة من قبائلكم ، فإن بدا لكم منهم شر فأنتم حينئذ وهم . وأما القوم فإنا نراهم متنسكين وسيماهم حسنة ، وهم في حرم الله تعالى الذي لا يباح من دخله حتى يحدث به حدثاً تجب محاربتهم . فيقول المخزومي وهو رئيس القوم وعميدهم : إنا لا نأمن أن يكون وراءهم مادة لهم ، فإذا التأمت إليهم كشف أمرهم وعظم شأنهم فنهضتموهم وهم في قلة من العدد وغرة في البلد ، قبل أن تأتيهم المادة فإن هؤلاء لم يأتوكم مكة إلا وسيكون لهم شأن . وما أحسب تأويل رؤيا صاحبكم إلا حقاً فخلوا لهم بلدكم وأجيلوا الرأي والأمر ممكن . فيقول قائلهم : إن كان من يأتيهم أمثالهم فلا خوف عليكم منهم ، فإنه لا سلاح للقوم ولا كراع ولا حصن يلجؤون إليه وهم غرباء محتوون ، فإن أتى جيش لهم ونهضتم إلى هؤلاء وهؤلاء ، وكانوا كشربة الظمآن ، فلا يزالون في هذا الكلام ونحوه حتى يحجز الليل بين الناس ، ثم يضرب الله على آذانهم وعيونهم بالنوم ، فلا يجتمعون بعد فراقهم إلى أن يقوم القائم عليه السلام . وإن أصحاب القائم يلقى بعضهم بعضا كأنهم يقولون وإن افترقوا عشاء والتقوا غدوة ، وذلك تأويل هذه الآية : ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا ) . قال أبو بصير : قلت جعلت فداك ليس على الأرض يومئذ مؤمن غيرهم ؟ قال : بلى ، ولكن هذه التي يخرج الله فيها القائم ، وهم النجباء والقضاة والحكام والفقهاء في الدين ، يمسح الله بطونهم وظهورهم فلا يشتبه عليهم حكم ) . ورواه ابن طاووس في الملاحم/201 ، قال : ( فيما رأيت من عدة أصحاب القائم عليه السلام وتعيين مواضعهم من كتاب يعقوب بن نعيم قرقارة الكاتب أبي يوسف ، قال النجاشي الذي زكاه محمد بن النجار إن يعقوب بن نعيم المذكور روى عن الرضا عليه السلام وكان جليلا في أصحابنا ثقة ، ورأينا ما ننقله في نسخة عتيقة لعلها كتبت في حياته وعليه خط السعيد فضل الله الراوندي قدس الله روحه فقال ما هذا لفظه : حدثني أحمد بن محمد الأسدي ، عن سعيد بن جناح ، عن مسعدة ، أن أبا بصير قال لجعفر بن محمد عليه السلام هل كان أمير المؤمنين عليه السلام يعلم مواضع أصحاب القائم عليه السلام كما كان يعلم عدتهم؟ فقال جعفر بن محمد عليه السلام : إي والله . فقال جعلت فداك فكلما عرفه أمير المؤمنين.. كلما عرفه الحسين فقد صار علمه إليكم فأخبرني جعلت فداك؟ فقال جعفر عليه السلام : إذا كان يوم الجمعة بعد الصلاة فأتني فأتيته فقال أين صاحبك الذي يكتب لك.. أكتب له : بسم الله الرحمن الرحيم وفي نصه تفاوت عن دلائل الإمامة ) . ومثله البرهان : 1/163 ، والمحجة/28.

الرواية الثالثة : في دلائل الإمامة/314 ، عن أبي بصير أن الصادق سمى أصحاب القائم لأبي بصير فيما بعد فقال : أما الذي في طازبند الشرقي بندار أحمد بن سكتة يدعى بازان وهو السياح المرابط ، ومن أهل الشام رجلين يقال لهما إبراهيم بن الصباح ويوسف بن صريا فيوسف عطار من أهل دمشق وإبراهيم قصاب من قرية صويقان ، ومن الصانعان أحمد بن عمر الخياط من سكنة بزيع وعلي بن عبد الصمد التاجر من سكنة النجارين ، ومن أهل السراف سلم الكوسج البزاز من سكنة الباغ وخالد بن سعيد بن كريم الدهقان والكليب الشاهد من دانشاه ، ومرو رود جعفر الشاه الدقاق وجور مولى الخصيب ومن مرو اثنى عشر رجلاً وهم بندار بن الخليل العطار ومحمد بن عمر الصيداني وعريب بن عبد الله بن كامل ومولى قحطب وسعد الرومي وصالح بن الرحال ومعاذ بن هاني وكردوس الأزدي ودهيم بن جابر بن حميد وطاشف بن علي القاجاني وقرعان بن سويد وجابر بن علي الأحمر وخوشب بن جرير ، ومن بارود تسعة رجال زياد بن عبد الرحمان بن جحدب والعباس بن الفضل بن قارب وسحيق بن سليمان الحناط وعلي بن خالد وسلم بن سليم بن الفرات البزاز ومحموية بن عبد الرحمان بن علي وجرير بن رستم بن سعد الكيساني وحرب بن صالح وعمارة بن معمر ، ومن طوس أربعة رجال شهمرد بن حمران وموسى بن مهدي وسليمان بن طليق من الواد وكان الواد موضع قبر الرضا وعلي بن سندي الصيرفي ، ومن الفارياب شاهويه بن حمزة وعلي بن كلثوم من سكنة تدعى باب الجبل ، ومن الطالقان أربعة وعشرين رجلاً المعروف بابن الرازي الجبلي وعبد الله بن عمير وإبراهيم بن عمر وسهل بن رزق الله وجبريل الحداد وعلي بن أبي علي الرواف وعبادة بن ممهور ومحمد بن جيهار وزكريا بن حبة وبهرام بن سرح وجميل بن عامر بن خالد وخالد وكثير مولى جرير وعبد الله بن قرط بن سلام وفزارة بن بهرام ومعاذ بن سالم بن جليد التمار وحميد بن إبراهيم بن جمعة الغزال وعقبة بن وفر بن الربيع وحمزة بن العباس بن جنادة من دار الرزق وكائن بن حنيذ الصائغ وعلقمة بن مدرك ومروان بن جميل بن ورقا وظهور مولى زرارة بن إبراهيم وجمهور بن الحسين الزجاج ورياش بن سعيد بن نعيم ومن سجستان الخليل بن نصر من أهل زنج وترك بن شبة وإبراهيم بن علي ، ومن غرر ثمانية رجال محج بن خربوذ وشاهد بن بندار وداود بن جرير وخالد بن عيسى وزياد بن صالح وموسى بن داود وعرف الطويل ويركرد ، ومن نيسابور ثمانية عشر رجلاً سمعان بن فاخر وأبو لبابة بن مدرك وإبراهيم بن يوسف القصير ومالك بن حرب بن سكين وزرود بن سوكن ويحيى بن خالد ومعاذ بن جبرئيل وأحمد بن عمر بن زفر وعيسى بن موسى السواق ويزيد بن درست ومحمد بن حماد بن شيت وجعفر بن طرخان وعلان ماهويه وأبو مريم وعمر بن عمير بن مطرف وبليل بن وهايد بن هو مرديار ، ومن هرات أثنى عشر رجلاً سعيد بن عثمان الوراق وماسح بن عبد الله بن نبيل والمعروف بغلام الكندي وسمعان القصاب وهارون بن عمران وصالح بن جرير والمبارك بن معمر بن خالد وعبد الأعلى بن إبراهيم بن عبده ونزل بن حزم وصالح بن نعيم وارم بن علي وخالد القوانس ومن أهل بوسنج أربعة رجال طاهر بن عمرو بن طاهر المعروف بالأصلع هشام ومن الري سبعة رجال إسرائيل القطان وعلي بن جعفر بن حرزاد وعثمان بن علي بن درخت ومسكان بن جبلة بن مقاتل وكردين بن شيبان وحمدان بن كر وسليمان بن الديلمي ومن طبرستان أربعة رجال حرشام بن كردم وبهرام بن علي والعباس بن هاشم وعبد الله بن يحيى ، ومن قم ثمانية عشر رجلاً غسان بن محمد عتبان وعلي بن أحمد بن بقرة بن نعيم بن يعقوب بن بلال وعمران بن خالد بن كليب وسهل بن علي بن صاعد وعبد العظيم بن عبد الله بن الشاه وحسكة بن هاشم بن الداية والأخوص بن محمد بن إسماعيل بن نعيم بن طريف وبليل بن مالك بن سعد بن طلحة بن جعفر بن أحمد بن جرير وموسى بن عمران بن لاحق والعباس بن بقر بن سليم والحويد بن بشر بن بشير ومروان بن علابة بن جرير المعروف بابن رأس الزق والصقر بن إسحاق بن إبراهيم وكامل بن هشام . ومن قومس رجلان محمود بن محمد بن أبي الشعب وعلي بن حموية بن صدقة من قرية الخرقان . ومن جرجان اثنى عشر رجلاً أحمد بن هارون بن عبد الله وزرارة بن جعفر والحسين بن علي بن مطر وحميد بن نافع ومحمد بن خالد بن قرة بن حوتة وعلا بن حميد بن جعفر بن حميد وإبراهيم بن إسحاق بن عمرو وعلي بن علقمة بن محمود وسلمان بن يعقوب والعريان بن الخفان الملقب بخال روت وشعبة بن علي وموسى بن كردويه . ومن موقان رجل وهو عبيد بن محمد بن مأجور . ومن السند رجلان سياب بن العباس بن محمد ونضر بن منصور يعرف بناقشت . ومن همدان أربعة رجال هارون بن عمران بن خالد وطيفور بن محمد بن طيفور وابان بن محمد بن الضحاك وعتاب بن مالك بن جمهور . ومن جابروان ثلاثة رجال كرد بن حنيف وعاصم بن خليط الخياط وزياد بن رزين . ومن الشورى رجل لقيط بن فرات . ومن أهل خلاط وهب بن خربند بن سروين . ومن تفليس خمسة رجال جحدر بن الزيت وهاني العطاردي وجواد بن بدر وسليم بن وحيد والفضل بن عمير وقرباب الأبواب جعفر بن عبد الرحمان . ومن سنجار أربعة رجال عبد الله بن زريق وسميم بن مطر وهبة الله بن زريق بن صدقة وهبل بن كامل . ومن تأليف كردوس بن جابر . ومن سمياط موسى بن زرقان . ومن نصيبين رجلان داود بن المحق وحامد صاحب البواري . ومن الموصل رجل يقال له سليمان بن صبيح من القرية الحديثة . ومن يلمورق رجلان يقال لها بادصبا بن سعد بن السحير وأحمد بن حميد بن سوار . ومن بلد رجل يقال له بور بن زائدة بن ثوارن . ومن الرها رجل يقال له كامل بن عفير . ومن حران زكريا السعدي . ومن برقة ثلاثة رجال أحمد بن سليمان بن سليم ونوفل بن عمرو الأشعث بن مالك . ومن الرابعة عياص بن عاصم بن سمرة بن جحش ومليح بن سعد . ومن حلب أربعة رجال يونس بن يوسف وحميد بن قيس بن سحيم بن مدرك بن علي بن حرب بن صالح بن ميمون ومهدي بن هند بن عطارد ومسلم بن هو أمرد . ومن دمشق ثلاثة رجال نوح بن جوير وشعيب بن موسى وحجر بن عبد الله الفزاري . ومن فلسطين سويد بن يحيى . ومن بعلبك المنزل بن عمران . ومن الطبرية معاذ بن معاذ . ومن يافا صالح بن هارون . ومن قومس رياب بن الجلد والخليل بن السيد . ومن تيس يونس بن الصقر وأحمد بن مسلم بن سلم . ومن دمياط علي بن زائدة . ومن أسوان حماد بن جمهور . ومن الفسطاط أربعة رجال نصر بن حواس وعلي بن موسى الفزاري وإبراهيم بن صفير ويحيى بن نعيم . ومن القيروان علي بن موسى بن الشيخ وعنبرة بن قرطة . ومن باغة شرحبيل السعدي . ومن تلبيس علي بن معاذ . ومن بالسين همام بن الفرات . ومن صنعاء الفياض بن ضرار بن ثروان وميسرة بن غندر بن المبارك . ومن ملزن عبد الكريم بن غند .ومن طرابلس ذو النور بن عبيدة بن علقمة . ومن ابله رجلان يحيى بن بديل وحواشة بن الفضل . ومن وادي القرى الحر بن الزبرقان . ومن الجيزة رجل يقال له سليمان بن داود . ومن ريدار طلحة بن سعيد بن بهرام . ومن الجار الحارث بن ميمون . ومن المدينة رجلان حمزة بن طاهر وشرحبيل بن جميل . ومن الربذة حماد بن محمد بن نصير . ومن الكوفة أربعة عشر رجلاً ربيعة بن علي بن صالح وتميم بن الياس بن أسد والعضرم بن عيسى ومطرف بن عمر الكندي وهارون بن صالح بن ميثم ووكايا بن سعد ومحمد بن رواية والحرب بن عبد الله بن ساسان وقودة الأعلم وخالد بن عبد القدوس وإبراهيم بن مسعود بن عبد الحميد وبكر بن خالد وأحمد بن ريحان بن حارث وغوث الاعرابي . ومن القلزم المرجئة بن عمرو وشبيب بن عبد الله ومن الحيرة بكر بن عبد الله بن عبد الواحد . ومن كرثا ربا بن حفص بن مروان . ومن الطاهي الجاب بن سعيد وصالح بن طيفور .ومن الأهواز عيسى بن تمام وجعفر بن سعيد الضرير يعود بصيرا . ومن الشام علقمة بن إبراهيم . ومن إصطخر المتوكل بن عبد الله وهشام بن فاخر . ومن الموليان حيدر بن إبراهيم . ومن النيل شاكر بن عبدة . ومن القنديل عمرو بن فروة . ومن المدائن ثمانية نفر الأخوين الصالحين محمد وأحمد ابني المنذر وتيمور بن الحرث ومعاذ بن علي بن عامر بن عبد الرحمان بن معروف بن عبد الله والحرسي بن سعيد وزهير بن طلحة ونصر ومنصور . ومن عكبرا زايدة بن هبة . ومن حلوان ماهان بن كثير وإبراهيم بن محمد . ومن البصرة عبد الرحمان بن الأعطف بن سعد وأحمد بن مليح وحماد بن جابر . وأصحاب الكهف سبعة نفر مكسيليان وأصحابه . والتاجران الخارجان من أنطاكية موسى بن عون وسليمان بن حر وغلامهما الرومي . والمستأمنة إلى الروم أحد عشر رجلاً صهيب بن العباس وجعفر بن... وحلال بن حميد وضرار بن سعيد وحميد القدوسي والمنادي ومالك بن خليد وبكر بن الحر وحبيب بن حنان وجابر بن سفيان .

والنازلان بسرانديب وهما جعفر بن زكريا ودانيال بن داود . ومن سندرا أربعة رجال خور بن طرخان وسعيد بن علي وشاه بن بزرج وحر بن جميل . والمفقود من مركبه بسلاهط اسمه المنذر بن زيد . ومن سيراف وقيل شيراز الشك من مسعدة الحسين بن علوان . والهاربان إلى سروانية السري بن أغلب وزيادة الله بن رزق الله . والمتخلي بصقلية أبو داود الشعشاع . والطواف لطلب الحق من يخشب وهو عبد الله بن صاعد بن عقبة . والهارب من بلخ من عشيرته أدس بن محمد . والمحتج بكتاب الله على الناصب من سرخس نجم بن عقبة بن داود . ومن فرغانة ازدجاه بن الوابص . ومن البرية صخر بن عبد الصمد القنابلي ويزيد بن القادر . فذلك ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً بعدد أهل بدر ) . والمحجة/38 ، عن مسند فاطمة عليها السلام ، وبشارة الإسلام/205 ، عن المحجة .

الرواية الرابعة : في ملاحم ابن طاووس/145 ، عن فتن السليلي ، عن الأصبغ بن نباتة قال : خطب أمير المؤمنين علي خطبة فذكر المهدي وخروج من يخرج معه وأسماءهم فقال له أبو خالد الحلبي صفه لنا يا أمير المؤمنين؟ فقال علي : ألا إنه أشبه الناس خلقاً وخلقاً وحسناً برسول الله صلى الله عليه وآله ، ألا أدلكم على رجاله وعددهم؟ قلنا : بلى يا أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أولهم من البصرة وآخرهم من اليمامة وجعل علي يعدد رجال المهدي والناس يكتبون فقال : رجلان من البصرة ورجل من الأهواز ، ورجل من عسكر مكرم ، ورجل من مدينة تستر ، ورجل من دورق ، ورجل من الباستان واسمه علي ، وثلاثة من اسمه : أحمد و عبد الله وجعفر ، ورجلان عن عمان محمد والحسن ، ورجلان من سيراف شداد وشديد ، وثلاثة من شيراز حفص ويعقوب وعلي ، وأربعة من أصفهان موسى وعلي و عبد الله وغلفان ، ورجل من أبدح واسمه يحيى ، ورجل من المرج واسمه داود ، ورجل من الكرخ واسمه عبد الله ، ورجل من بروجرد اسمه قديم ، ورجل من نهاوند واسمه عبد الرزاق ، ورجلان من الدينور عبد الله وعبد الصمد ، وثلاثة من همدان جعفر وإسحاق وموسى ، وعشرة من قم أسماؤهم على أسماء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ورجل من خراسان اسمه دريد ، وخمسة من الذين أسماؤهم على أهل الكهف ، ورجل من آمل ، ورجل من جرجان ، ورجل من هراة ، ورجل من بلخ ، ورجل من قراح ، ورجل من عانة ، ورجل من دامغان ، ورجل من سرخس وثلاثة من السيار ، ورجل من ساوة ، ورجل من سمرقند ، وأربعة وعشرون من الطالقان وهم الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وفي خراسان كنوز لا ذهب ولا فضة ولكن رجال يجمعهم الله ورسوله ، ورجلان من قزوين ، ورجل من فارس ، ورجل من أبهر ، ورجل من برجان من جموح ، ورجل من شاخ ، ورجل من صريح ، ورجل من أردبيل ، ورجل من مراد ، ورجل من تدمر ، ورجل من أرمينية ، وثلاثة من المراغة ، ورجل من خوى ، ورجل من سلماس ، ورجل من أردبيل ، ورجل من بدليس ، ورجل من نسور ، ورجل من بركري ، ورجل من سرخيس ، ورجل من منارجرد ، ورجل من قلقيلا ، وثلاثة من واسط ، وعشرة من الزوراء ، وأربعة من الكوفة ، ورجل من القادسية ، ورجل من سوراء ، ورجل من السراة ، ورجل من النيل ، ورجل من صيداء ورجل من جرجان ، ورجل من القصور ، ورجل من الأنبار ، ورجل من عكبرا ، ورجل من الحنانة ، ورجل من تبوك ، ورجل من الجامدة ، وثلاثة من عبادان ، وستة من حديثة الموصل ، ورجل من الموصل ، ورجل من مغلثايا ، ورجل من نصيبين ، ورجل من كازرون ، ورجل من فارقين ، ورجل من آمد ، ورجل من رأس العين ، ورجل من الرقة ، ورجل من حران ، ورجل من بالس ، ورجل من قبج ، وثلاثة من طرطوس ، ورجل من القصر ، ورجل من أدنة ، ورجل من خمرى ، ورجل من عرار ، ورجل من قورص ، ورجل من أنطاكية ، وثلاثة من حلب ، ورجلان من حمص ، وأربعة من دمشق ، ورجل من سورية ، ورجلان من قسوان ، ورجل من قيموت ، ورجل من صور ، ورجل من كراز ، ورجل من أذرح ، ورجل من عامر ، ورجل من دكار ، ورجلان من بيت المقدس ، ورجل من الرملة ، ورجل من بالس ، ورجلان من عكا ، ورجل من صور ، ورجل من عرفات ، ورجل من عسقلان ، ورجل من غزة ، وأربعة من الفسطاط ، ورجل من قرميس ، ورجل من دمياط ، ورجل من المحلة ، ورجل من الإسكندرية ، ورجل من برقة ، ورجل من طنجة ، ورجل من أفرنجة ، ورجل من القيروان ، وخمسة من السوس الأقصى ، ورجلان من قبرص ، وثلاثة من حميم ، ورجل من قوص ، ورجل من عدن ، ورجل من علالي ، وعشرة من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ، وأربعة من مكة ، ورجل من الطائف ، ورجل من الدير ، ورجل من الشيروان ، ورجل من زبيد ، وعشرة من مرو ، ورجل من الأحساء ، ورجل من القطيف ، ورجل من هجر ، ورجل من اليمامة ، قال عليه الصلاة والسلام : أحصاهم لي رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً بعدد أصحاب بدر يجمعهم الله من مشرقها إلى مغربها في أقل مما يتم الرجل عيناه عند بيت الله الحرام فبينا أهل مكة كذلك فيقولون أهل مكة قد كيسنا السفياني فيشرئبون أهل مكة فينظرون إلى قوم حول بيت الله الحرام ، وقد انجلى عنهم الظلام ولاح لهم الصبح وصاح بعضهم ببعض النجاة ، وأشرف الناس ينظرون وأمراؤهم يفكرون ، قال أمير المؤمنين عليه السلام وكأني أنظر إليهم والزي واحد والقد واحد والجمال واحد واللباس واحد كأنما يطلبون شيئا ضاع منهم فهم متحيرون في أمرهم حتى يخرج إليهم من تحت ستار الكعبة في آخرها رجل أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله خلقا وخلقا وحسنا وجمالا فيقولون أنت المهدي ؟ فيجيبهم ويقول أنا المهدي فيقول بايعوا على أربعين خصلة واشترطوا عشره خصال ، قال الأحنف يا مولاي وما تلك الخصال ؟ فقال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام يبايعون على ألا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا ولا يهتكوا حريما محرما ولا يسبوا مسلما ولا يهجموا منزلا ولا يضربوا أحدا بالحق ولا يركبوا الخيل الهماليج ولا يتمنطقوا بالذهب ولا يلبسوا الخز ولا يلبسوا الحرير ولا يلبسوا النعال الصرارة ولا يخربوا مسجداً ولا يقطعوا طريقاً ولا يظلموا يتيماً ولا يخيفوا سبيلاً ولا يحتسبوا مكراً ولا يأكلوا مال اليتيم ولا يفسقوا بغلام ولا يشربوا الخمر ولا يخونوا أمانة ولا يخلفوا العهد ولايحبسوا طعاماً من بر أو شعير ولا يقتلوا مستأمناً ولا يتبعوا منهزماً ولا يسفكوا دماً ولا يجهزوا على جريح ، ويلبسون الخشن من الثياب ويوسدون التراب على الخدود ويأكلون الشعير ويرضون بالقليل ويجاهدون في الله حق جهاده ويشمون الطيب ويكرهون النجاسة . ويشرط لهم على نفسه ألا يتخذ صاحباً ويمشي حيث يمشون ويكون من حيث يريدون يرضى بالقليل ويملأ الأرض بعون الله عدلاً كما ملئت جوراً يعبد الله حق عبادته يفتح له خراسان ويطيعه أهل اليمن ، وتقبل الجيوش أمامه من اليمن فرسان همدان وخولان وجده . يمده بالأوس والخزرج ويشد عضده بسليمان ، على مقدمته عقيل وعلى ساقته الحرث ، ويكثر الله جمعه فيهم ويشد ظهره بمضر يسيرون أمامه ويخالف بجيلة وثقيف ومجمع وغداف ويسير بالجيوش حتى يترك وادي الفتن . ويلحقه الحسني في اثني عشر ألفاً فيقول له أنا أحق بهذا الأمر منك ، فيقول له هات علامات دالة فيومي إلى الطير فيسقط على كتفه ويغرس القضيب الذي بيده فيخضر ويعشوشب فيسلم إليه الحسني الجيش ويكون الحسني على مقدمته ، وتقع الصيحة بدمشق إن أعراب الحجاز قد جمعوا لكم فيقول السفياني لأصحابه : ما يقول هؤلاء القوم ؟ فيقال له هؤلاء أصحاب ترك وإبل ونحن أصحاب خيل وسلاح فاخرج بنا إليهم .

قال الأحنف : ومن أي قوم السفياني؟ قال أمير المؤمنين عليه السلام : هو من بني أمية وأخواله كلب وهو عنبسة بن مرة بن كليب بن سلمة بن عبد الله بن عبد المقتدر بن عثمان بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس أشد خلق الله شرا وألعن خلق الله حياً وأكثر خلق الله ظلماً ، فيخرج بخيله وقومه ورجاله وجيشه ، ومعه مائة ألف وسبعون ألفاً فينزل بحيرة طبرية ويسير إليه المهدي عن يمينه وعن شماله وجبرئيل أمامه ، فيسير بهم في الليل ويكمن بالنهار والناس يتبعونه حتى يواقع السفياني على بحيرة طبرية فيغضب الله على السفياني ويغضب خلق الله لغضب الله تعالى ، فترشقهم الطير بأجنحتها والجبال بصخورها والملائكة بأصواتها ، ولا تكون ساعة حتى يهلك الله أصحاب السفياني كلهم ولا يبقى على الأرض غيره وحده ، فيأخذه المهدي عليه السلام فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مدلاة على بحيرة طبرية ، ويملك مدينة دمشق . ويخرج ملك الروم في مائة ألف صليب تحت كل صليب عشرة آلاف فيفتح طرسوساً بأسنة الرماح وينهب ما فيها من الأموال والناس ويبعث الله جبرئيل عليه السلام إلى المصيصة ومنازلها وجميع ما فيها فيعلقها بين السماء والأرض ويأتي ملك الروم بجيشه حتى ينزل تحت المصيصة ، فيقول : أين المدينة التي كان يتخوف الروم منها النصرانية؟ فيسمع فيها صوت الديوك ونباح الكلاب وصهيل الخيل فوق رؤوسهم ، وذكر الحديث )

ضمن كتاب معجم احاديث الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف

 

ارسل سؤالك

المـــؤمّل

خاطب امامك

خاطب امامك