إخوتها
هم ثلاثة :
1. القاسم ، وبه كُنّي رسول الله صلّى الله عليه وآله .
2. عبدالله الملّقب بـ ( الطيّب والطاهر ). وأخواها هذان القاسم وعبدالله هما لأُمها وأبيها ، إذ هما وَلَدا خديجة عليها السّلام.
3. إبراهيم بن مارية القبطيّة ، أخوها لأبيها.
وقد تُوفّي إخوتها ثلاثتهم وهم صغار. ولم يكن لها أُخت ؛ إذ رقيّة وزينب وأمّ كلثوم هنّ ربيبات أُمّها خديجة رضوان الله عليها ، جاءت بهنّ إليها هالة بنت خويلد أختها.
زواجها
• عن النبيّ المكرّم صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : إنّما أنا بشر مثلكم ، أتزوّح فيكم وأُزوّجكم ، إلاّ فاطمة ، فإنّ تزويجها نزل من السماء. وعنه صلّى الله عليه وآله قال : لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة ، وقالوا : خطبناها إليك فمنعتَنا ، وزوّجت عليّاً ! فقلت لهم : واللهِ ما أنا منعتكم وزوّجته ، بل الله تعالى منعكم وزوّجه. فهبط علَيّ جبرئيل عليه السّلام فقال : يا محمّد ، إنّ الله جلّ جلاله يقول : لو لم أخلق عليّاً لمَا كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض.. آدم فمَن دونه.
وروى ابن الأثير في ( أُسد الغابة ) عن بلال قال : طلع علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يضحك ، فقام إليه عبدالرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله ، ما أضحكك ؟ قال : بشارة أتتني من الله عزّوجلّ في أخي وابن عمّي وابنتي. إنّ الله عزّوجلّ لمّا أراد أن يزوّج عليّاً من فاطمة أمر رضوانَ فهزّ شجرة طوبى ، فنثرت رِقاقاً بعدد محبّينا أهلَ البيت ، ثمّ أنشأ من تحتها ملائكة من نور ، فأخذ كلّ مَلك رقاقاً ، فإذا استَوَت القيامة غداً بأهلها ماجت الملائكة في الخلائق ، فلا يلقَون محبّاً لنا أهل البيت إلاّ أعطَوه رقاقاً فيه براءة من النار ، فنثار أخي وابن عمّي فكاك رجالٍ ونساءٍ من أُمتي من النار.
• ويروي الشيخ الصدوق في ( أماليه ص 353 ـ المجلس 86 ) أنّه : هبط على النبيّ صلّى الله عليه وآله ملك يُقال له ( محمود ) مكتوب بين كتفَيه : محمّد رسول الله ، عليّ وصيّه. فقال : يا رسول الله ، إنّ الله بعثني أن أُزوّج النور من النور ، أعني فاطمةَ من عليّ.
ويخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله يخبر بالأمر الإلهيّ ، أن يُزوِّج ابنته فاطمة من عليّ صلوات الله عليهما ، ثمّ يرتقي منبره ويخطب خطبته التي يقول في أواخرها : أيُّها الناس ، إنّ الأنبياء حجج الله في أرضه ، الناطقون بكتابه ، العاملون بوحيه. وإنّ اللهَ أمرني أن أُزوِّج فاطمة من عليّ بن أبي طالب ؛ فإنّ الله قد زوّجه في السماء بشهادة الملائكة ، وأُشهدكم أنّي زوجته من فاطمة.
ثمّ التفت صلّى الله عليه وآله إلى الإمام عليّ عليه السّلام قائلاً : أرضيتَ يا عليّ ؟! فقال عليه السّلام : رضيتُ عن الله وعن رسوله. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : جمع الله شملكما ، وأسعد جَدَّكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما كثيراً.
بعدها أمر أميرَ المؤمنين عليه السّلام أن يخطب ، فقال : الحمد لله الذي ألهَمَ بفواتح علمه الناطقين ، وأنارَ بثواقب عظمته قلوبَ المتّقين ، وأوضح بدلائل أحكامه طرق السالكين ، وأبهج بابن عمّي المصطفى العالمين... إلى أن ختم خطبته بالقول : وهذا رسول الله زوّجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم ، وقد رضيتُ فاسألوه واشهدوا.
وتأتي ليلة العرس ، فيقول عبدالله بن مسعود (كما يروي عنه أبو نعيم في حلية الأولياء 59 : 5 ، والبغداديّ في تاريخ بغداد 29 : 4 ، وابن حجر في لسان الميزان 9 : 6 ، وغيرهم) : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : يا فاطمة ، زوّجتكِ سيّداً في الدنيا وإنّه في الآخرة لمن الصالحين. يا فاطمة ، لمّا أراد الله تعالى أن أُملّككِ بعليّ ، أمر الله جبريلَ فقام في السماء الرابعة فصفّ الملائكة صفوفاً ، ثمّ خطب عليهم فزوّجكِ من عليّ. ثمّ أمر الله شجر الجنان فحملت الحليّ والحُلَل ، ثمّ أمرها فنثرته على الملائكة ، فمن أخذ منه شيئاً يومئذ أكثر ممّا أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة.
فيما أورد الإربليّ في ( كشف الغمّة ) هذه الرواية الشريفة : لمّا زوّجها رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : يا عليّ ، ادخُلْ بيتك والطُفْ بزوجتك وارفقْ بها ، فإنْ فاطمة بضعة منّي ، يؤلمني ما يؤلمها ، ويسرّني ما يسرّها. قال الإمام عليّ عليه السّلام : فواللهِ ما أغضبتُها ولا أكرهتها على أمرٍ حتّى قبضها الله عزّوجلّ ، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً. وقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.